تبخر حلم مانشستر سيتي الإنجليزي ومدربه الإسباني جوسيب غوارديولا مجددا بالتتويج بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، بخروجه الدراماتيكي على يد مضيفه ريال مدريد الإسباني عقب خسارته 1 - 3 بعد التمديد الأربعاء في إياب الدور نصف النهائي. وهو الفشل السادس لسيتي في ستة مواسم بإشراف بيب الذي أصابته لعنة المسابقة التي فرض سيطرته عليها قبل سنوات. غوارديولا المتوج بلقب الكأس ذات الأذنين الكبيرتين في عامي 2009 و2011 مع برشلونة، شهد منذ ذلك الحين بعض الإخفاقات "الشهيرة" والتي تضاف إليها خيبة الأمل التي عانى منها الأربعاء على ملعب "سانتياغو برنابيو" في العاصمة مدريد. خروج مفجع أيضا للملاك الإماراتيين لسيتي الذين امتلكوا النادي في عام 2008، على الرغم من خمسة، وربما ستة ألقاب قريبا، في الدوري الإنجليزي (يتصدر بفارق نقطة واحدة أمام ليفربول قبل أربع مراحل من نهاية الموسم) ولقبين في كأس الاتحاد الإنجليزي وستة في كأس الرابطة الإنجليزية منذ شرائهم للنادي، إلا أن التتويج القاري لا يزال يفلت منهم. في الموسم السابق لوصول غوارديولا، حقق مانشستر سيتي نجاحا كبيرا في المسابقة القارية العريقة عندما وصل إلى نصف النهائي في عام 2016 بقيادة المدرب التشيلي مانويل بيليغريني، حيث واجه ريال مدريد بقيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان. وفي مباراتين باهتتين (0 - 0، 1 - 0)، حجز ريال مدريد بطاقته إلى المباراة النهائية بهدف بالنيران الصديقة سجله المدافع البرازيلي فرناندو بالخطأ في مرمى فريقه (20د) إيابا في مدريد بعدما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل السلبي في مانشستر. معجزة موناكو خيبة الخروج خيبة الخروج في موسمه الأول في إنجلترا، فشل بيب في الدور ثمن النهائي أمام موناكو الفرنسي، حيث كان وقتها يبزغ نجم الظاهرة كيليان مبابي. انتهت مباراة الذهاب المجنونة بملعب الاتحاد في مانشستر بتفوق سيتي 5 - 3. وفي مباراة الإياب، ضرب بنجامان مندي بقوة بتمريرتين حاسمتين في الشوط الأول، وأعاد الألماني لوروا سانيه الأمل للفريق الإنجليزي بالتأهل بهزه الشباك في الشوط الثاني (71د)، لكن تيمويه باكايوكو بخّر حلمه بعد ست دقائق عندما سجل برأسية الهدف الثالث الذي منح فريق الإمارة بطاقة التأهل بفضل الأهداف المسجلة خارج القواعد (5 - 3 و1 – 3). هذا هو الفشل السادس لسيتي في ستة مواسم بإشراف بيب غوارديولا الذي أصابته لعنة المسابقة، التي فرض سيطرته عليها قبل سنوات وفي موسم 2018 وصل سيتي إلى ربع النهائي، وكانت المواجهة إنجليزية خالصة أمام القوة الصاعدة ليفربول. تحدث بيب قبل المباراة وكرّر إلى أي مدى يخشى الثلاثي الهجومي للريدز. كان خوفه مبررا: فاز ليفربول 3 - 0 ذهابا وجدد انتصاره بثنائية 2 - 1 إيابا، وسجل أربعة أهداف من أصل الخمسة المصري محمد صلاح (هدفان)، السنغالي ساديو مانيه والبرازيلي روبرتو فيرمينو. سنة 2019 بلغ مانشستر سيتي ربع النهائي مجددا، ووقع في مواجهة إنجليزية جديدة، وخيبة أمل جديدة، هذه المرة ضد توتنهام. في مباراة الذهاب (خسارة 0 - 1)، بقي البلجيكي كيفن دي بروين والألماني لوروا سانيه على مقاعد البدلاء حتى الدقيقة الـ89، أضاع الأرجنتيني سيرجيو أغويرو ركلة جزاء، وأصيب نجم السبيرز هاري كاين، لكن حارس مرمى سيتي البرازيلي إيدرسون ارتكب هفوة عندما أفلتت تسديدة الكوري الجنوبي سون هيونغ – مين من تحت بطنه. جاءت مباراة الإياب مفتوحة وفرض التعادل نفسه 2 – 2 بعد 11 دقيقة فقط من انطلاقها. نجح سيتي في التقدم 4 – 2، وكان في طريقه إلى التأهل، لكن حكم الفيديو المساعد “في.أي.آر” حرمه من ذلك عندما تدخل لتأكيد هدف سجله المهاجم الإسباني لتوتنهام فرناندو يورنتي بوركه (4 – 3، 73د)، قبل أن يلغي في الوقت بدل الضائع هدف التأهل لرحيم سترلينغ بداعي تسلل على صاحب التمريرة الحاسمة أغويرو، ليتأهل السبيرز بفضل الأهداف المسجلة خارج القواعد. وفي نسخة 2020 التي تأثرت بفايروس “كوفيد – 19”، وصل سيتي إلى ربع النهائي وكان على موعد مع ليون الفرنسي في مواجهة من مباراة واحدة في لشبونة، حيث أقيمت المنافسات في دورة مجمعة. خطة مباغتة صانع ابتسامة المدريديين صانع ابتسامة المدريديين فاجأ غوارديولا الجميع بتغيير خطة لعبه واعتمد 3 – 5 – 2، فدفع الثمن من هجمتين مرتدتين استقبلت منهما شباكه هدفين ليجد نفسه متخلفا 1 – 2 قبل أن يهدر ستيرلينغ فرصة ذهبية لإدراك التعادل قبل خمس دقائق من نهاية الوقت الأصلي. ومرة أخرى كان الثمن غاليا لأن موسى ديمبيليه سجل هدفه الشخصي الثاني والثالث لفريقه بعد أقل من 60 ثانية (3 – 1)، ليحسم ليون تأهله. في موسم 2021 هذه المرة، فعل غوارديولا كل شيء بشكل صحيح من خلال البقاء وفيا لخطته ووصل إلى المباراة النهائية الأولى له منذ عام 2011، والأولى على الإطلاق لسيتي. كان الخصم إنجليزيا: تشيلسي. لكن غوارديولا خلافا للتوقعات، قرر الاستغناء عن لاعب الوسط المدافع في هذه المباراة، حيث ضحى بالإسباني رودري الذي لعب دورا بارزا في الوصول إلى مباراة القمة. في مباراة مغلقة جدا، وجد تشيلسي الثغرة قبل نهاية الشوط الأول بدقائق قليلة عندما سجل له الألماني كاي هافيرتس هدف الفوز (1 – 0، 42د)، وزادت محن سيتي بعدها بخسارته جهود صانع ألعابه وقلبه النابض دي بروين بسبب الإصابة مطلع الشوط الثاني. وفي هذه النسخة 2022، حتى الدقيقة الـ90 من مباراة إياب نصف النهائي ضد ريال مدريد، اعتقد سيتي أنه حجز بطاقته إلى المباراة النهائية الثانية تواليا، عندما تقدم بهدف لنجمه الجزائري رياض محرز (73د) عزز به تفوقه الرائع 4 – 3 ذهابا. لكن النادي الملكي قلب الطاولة في دقيقة واحدة بثنائية لمهاجمه البديل البرازيلي رودريغو (90، 90+1)، فارضا الاحتكام إلى شوطين إضافيين كانت الكلمة الأخيرة فيهما إلى المنقذ القائد الدولي الفرنسي كريم بنزيمة، الذي سجل ركلة جزاء (95د) واضعا نهاية مثيرة للمباراة المجنونة، ومبخرا حلم سيتي بالتتويج باللقب الأول في تاريخه في المسابقة، وغوارديولا بلقبه الثالث.
مشاركة :