أدى تكدس المعتمرين بمطار الملك عبدالعزيز بجدة بعد انقضاء شهر رمضان المبارك ، نتيجة لإلغاء بعض الرحلات الجوية ، وتأخر بعضها عن موعدها المحدد إلى طرح العديد من التساؤلات حول الأسباب الرئيسية وراء حدوث هذه المشكلة والبحث عن حلول لعدم تكرارها ، فظهرت الآراء ودونت الأقلام العديد من الأسباب وألقيت التهم تجاه هذا القطاع وتبرئيه تلك الجهة ، وخرج المتهم الحقيقي من المشكلة ، ولم نر من يشير إلى أن الأسباب الرئيسية تكمن في زيادة عدد الرحلات الجوية بصورة غير مدروسة ، وانخفاض وغياب موظفي الخدمات الأرضية ، وتحولت القضية من نقاش موضوعي للوصول إلى الحقيقة والمطالبة بمعاقبة المتسبب إلى وضع الأبرياء في قفص الاتهام وتبرئيه المتهمين من التقصير !. ووضعت مؤسسات وشركات خدمات المعتمرين كما هي العادة في قفص الاتهام ، وجاء من يقول أن من الأسباب الرئيسية لتكدس المعتمرين بمطار الملك عبدالعزيز بجدة قيام ” بعض شركات العمرة التي عمدت إلى تفويج معتمريها قبل إقلاع رحلاتهم الجوية بمدة تصل إلى 12 ساعة بهدف التحرر من تكاليف الإعاشة والسكن وخلافها ” ، ولا أعرف كيف تم الاستناد لهذا القول الذي يخالف الحقيقة ويتناقض مع الواقع المتبع ، فمؤسسات وشركات خدمات المعتمرين لا يمكنها تفويج المعتمرين من مكة المكرمة إلى جدة دون تابع الإجراءات التي أقرتها وزارة الحج والعمرة. وأولى هذه الإجراءات أن عملية تسليم الحافلات لمؤسسات وشركات خدمات المعتمرين تتم عبر نظام ربط آلي بين وزارة الحج والعمرة والنقابة العامة للسيارات والشركة الناقلة ، ولا يسمح بخروج أي حافلة من مقر الشركة قبل موعد إقلاع الطائرة بست ساعات ، تكون منها ساعتان موزعة بين قطع المسافة بين مقر الشركة وسكن المعتمرين ، والوقت الآخر لتحميل الأمتعة والركاب ، وفي حال انهاء كافة الاعمال فلا يسمح مركز التفويج الواقع بطريق مكة المكرمة ـ جدة السريع ، بخروج أي حافلة من مكة المكرمة قبل موعد إقلاع الطائرة بأربع ساعات ، فهل تعتبر الأربع ساعات سببا في التكدس ؟ . وهل بعد هذا نظل نضع مؤسسات وشركات خدمات المعتمرين في قفص الاتهام ونتهمها بالسبب في تكدس المسافرين بمطار جدة ؟ إن ما نأمله أن تبدأ هيئة الطيران المدني في وضع إجراءاتها المبكرة لإيقاظ النائمين في المطار الذي صنف كثاني أسوأ مطار في العالم ، وفق موقع «دليل النوم في المطارات» ، وإلغاء وجوده في هذه القائمة قبل حلول مواسم الحج القادمة التي نتوقع أن ترتفع فيها الأعداد ، وحينها سيكون من الصعب وجود حلول لمشكلة لم يتم حلها في صغرها فكيف تحل في كبرها. للتواصل مع الكاتب ahmad.s.a@hotmail.com
مشاركة :