بدأت في الرياض، أمس، اجتماعات المعارضة السورية الهادفة إلى الخروج بموقف موحد من مفاوضات محتملة مع النظام السوري، وسط تدابير أمنية مشددة وشح في التصريحات والمعلومات. وأعرب خالد خوجة، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز مكونات المعارضة، في بيان صدر عن المكتب الإعلامي للائتلاف، عن تفاؤله في إمكانية خروج المعارضة السورية من اجتماعات الرياض باتفاقات تتخطى مسألة توحيد الموقف من الحل السياسي، إلى مرحلة تشكيل الوفد المفاوض وتحديد أسس التفاوض ومرتكزاته. وتحدث خوجة عن وجود جهوزية لدى المعارضة للحل السياسي. وقال لدينا الحق في السعي لتحرير بلادنا من هذا الاحتلال، والحل السياسي لا يقتصر فقط على إنهاء دور الأسد، بل يتعداه إلى خروج القوات المحتلة من الأراضي السورية، مشيراً إلى أن الاحتلال الروسي والإيراني المزدوج هو عامل مهم. ويشارك في المؤتمر أكثر من مئة شخصية سياسية إلى جانب العديد من الفصائل السياسية والمسلحة. وتعصف بالمعارضة المتعددة الولاءات الإقليمية خلافات شديدة، وتشهد صراعاً على السلطة بين قياداتها. كما توجد تباينات بين أطرافها حول مواضيع عدة، بينها دور الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الاجتماع يعقد في جلسات مغلقة في فندق كبير في الرياض. وأشارت إلى أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التقى المشاركين وعبر لهم عن الأمل في أن يكون اللقاء مثمراً. وأدرجت على جدول أعمال النقاش، أمس، مواضيع الثوابت الوطنية الحاكمة لتسوية الأزمة السورية، ورؤية المعارضة السورية للتسوية السياسية في سوريا، والعملية التفاوضية: المرجعية - الآليات والإطار الزمني، والمرحلة الانتقالية: الإطار الزمني - المهام - السياسات والمؤسسات. أما جدول أعمال اليوم الخميس فيشمل دور الأمم في مستقبل سوريا والبيان الختامي. وذكر صحفي في وكالة فرانس برس في المكان أن هناك تعتيماً إعلامياً على الاجتماعات، وأن المشاركين يمتنعون عن التصريح أو الكلام مع الصحفيين. إلا أن مصدراً في المعارضة قال لفرانس برس، رافضاً الكشف عن اسمه، أن الأجواء جيدة والآراء متقاربة. في حين نقل مصدر آخر عن ولي العهد السعودي محمد بن نايف قوله خلال لقاء مع ممثلين عن الفصائل المسلحة الليلة الماضية أن المملكة لن تتخلى عن الشعب السوري تحت أي ظرف، وأن السعودية تقف إلى جانب السوريين في رفض وجود بشار الأسد في أي صيغة حلّ مؤقتة أو دائمة. وللمرة الأولى، يشارك ممثلون عن الفصائل المسلحة في اجتماع موسع للمعارضة، وأبرز هذه الفصائل جيش الإسلام وأبرز مناطق تواجده ريف دمشق، وحركة أحرار الشام. ويترافق اللقاء مع إجراءات أمنية مشددة، وانتشر عناصر الأمن في كل طابق من طبقات الفندق. إلى ذلك، قالت حركة أحرار الشام، أمس، إن مؤتمر المعارضة يجب أن يصر على محاكمة أركان ورموز نظام الرئيس بشار الأسد وتفكيك أجهزة القمع العسكرية والأمنية. (وكالات)
مشاركة :