بحسابات الملعب كل شيء ممكن، وتغيير المواقع في جدول الترتيب أمر وارد وغير بعيد، خصوصًا بعد فترة التوقف الطويلة، ومع بعض الأحداث والظروف التي قد تخدم أحد الأندية على حساب الآخر، ومنها الإرهاق والإصابات والأخطاء الإدارية، التي لا تتوقف ولا تعرف معنى لتطبيق الاحتراف واحترام حدود المسؤولية وتوزيع الأدوار، أما الحسابات الفنية وتحديد الأهداف ومحاولة تصحيح الأخطاء فهي ثابتة وواضحة في جميع قرارات ونتائج ناديي الهلال والاتحاد. هل نجح الموسم الرياضي، وهل كان الدوري على مستوى ما صرف عليه من أموال وما قدم له من دعم ومن توفير لجميع التسهيلات والمزايا غير المسبوقة في تاريخ الرياضة السعودية، وخصوصًا كرة القدم؟ الحقيقة أن معايير نجاح الموسم غير ثابتة وتختلف بحسب الطموح وتحديد الأهداف، وأعتقد أن ظهور عدد كبير من الوجوه الواعدة وفي أكثر من فريق هو من أهم معايير نجاح الموسم متى حدث الاستمرار والتطوير واستفادة جميع منتخبات المملكة من هذه الأسماء، كما حدث مع سلمان الفرج وياسر الشهراني وسالم الدوسري. في محاضرة ولقاء سابق مع المدرب الشهير مورينيو تحدث من خلالها عن أهمية استغلال وجود عدد كبير من الأسماء والمدارس الكروية والمدربين في الأندية، ومن ضمن ما أكد عليه أثناء المحاضرة هو ضرورة الاستفادة من هذه العقول الفنية، وأن مسألة التدريب لا تتوقف عند عدد دقائق فترة التمرين اليومي فقط، وإنما هي مسؤولية كبيرة تتعدى حدود تحقيق البطولة وظروف نتائج الفوز والخسارة في المباريات، وفي عالم التدريب هناك العديد من الأسماء التي نجحت في ترك بصمة وأفكار فنية خاصة وهذا ما لم يحدث حتى الآن. في الدوري عدد كبير من الأهداف الجميلة، ومن الصعوبة اختيار وتحديد أفضل هذه الأهداف وأكثرها جمالاً وإتقانًا، ومن هنا يستطيع كل مشجع أو متابع للمباريات أن يختار أحد هذه الأهداف ويشرح أسباب هذا التفضيل، وقد توقفت كثيرًا عند تقييم النواحي الفنية في مجموعة كبيرة من هذه الأهداف، وقد استقر اختياري على ثلاثة أهداف أعتقد فيها كل الأفضلية والجمال، ومن خلال إعادة المشاهدة تتجدد الأسئلة ويطول الشرح والتفصيل عن مساحة الخيال وقيمة المهارة وقوة المحاولة والتصميم والثقة، وبترتيب هذه الأهداف يأتي هدف سالم الدوسري على الفيصلي في المقدمة، وكأفضل أهداف الموسم حتى الآن، وفي المرتبة الثانية يأتي هدف تاليسكا على الطائي، ويعتبر هدف الدقيقة 99 للفيصلي على التعاون عن طريق المهاجم محمد الصيعري.