لا حياة للقلب إلاّ بوحي السماء

  • 5/7/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. أحمد بن طالب بن حميد - في خطبة الجمعة -: لا حياة للشجر إلاّ بالماء، ولا حياة للقلب إلاّ بوحي السماء، ولا تقوى الشجرة ويتم نباتها إلاّ بتعاهدها وصيانتها عما يضرها من الحشاش والخشاش، وكذلك القلب مع أدواء متعة الشهوات ومخاضات الشبهات، قال الله - عز وجل -: "كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالاً وأولاداً فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون"، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جددوا إيمانكم، قيل يا رسول الله: وكيف نجدد إيماننا؟ فقال: أكثروا من قول لا إله إلا الله". وأضاف: يا خيبة من ضعفت شجرة إيمانه فضعفت ثمرتها، فليس له من الكلم الطيب والعمل الصالح إلاّ النزر القليل؛ لأنه آثر الحياة الدنيا على الآخرة وصرف قوة عزائمه وهممه في جمع حطام الدنيا الفانية وشغل عقله ومداركه في التكاثر، أي قدمت للدار الآخرة الباقية الأبدية كما قدمت للدنيا الزائلة الفانية، فاعتبر أيها العاقل وأعد العدة وتزود لدار البقاء "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى". وأوضح أن الله ضرب لكم المثل الأفضل الأكمل الأدل الكلمة الطيبة، "لا إله إلاّ الله"، الطيبة بمدلولها وموضوعها والمخبر بها عنه وهو الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، السبوح الملك القدوس له الأسماء الحسنى والمثل الأعلى، وهي طيبة بذاتها مطيبة للقلب الذي اعتقدها ومطهرة له من نجس الشرك والكفر والشك والنفاق وسيئ الأخلاق، فلا أطيب منها ولا أطهر، ولا أقوى منها ولا أظهر، ولا أكمل منها ولا أفضل ولا أقدس منها ولا أنفس. وتابع قائلاً: بشرى لمن كثرت أقواله وأعماله الصالحة وتوالت مستمرة يؤدي كل وقت حق الله ورسوله فكلامه الطيب إلى الله صاعد، وأعماله الصالحة إلى ربه مرفوعة، ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً وبذلك يذكر في الملأ الأعلى، ويثني عليه الله تبارك وتعالى ويباهي به الملائكة الكرام وينال الرضوان من الرحمن، وترقم له الكلمات الطيبات والأعمال الصالحات في كتاب الأبرار، "كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَّرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)".

مشاركة :