ناشدت أوكرانيا منظمة أطباء بلا حدود المساعدة في إجلاء المقاتلين المتحصنين في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول الذي تحاصره القوات الروسية. ونشرت وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتا في موقعها الإلكتروني أمس، تفاصيل خطاب أرسلته إلى المنظمة الخيرية الطبية أبدت فيه نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك مخاوف من الظروف البائسة في المصنع. ونقلت عن فيريشتشوك قولها إن منظمة أطباء بلا حدود قدمت المساعدة إلى المحتاجين أو ضحايا الصراعات المسلحة. وقالت الوزارة في موقعها الإلكتروني "وفقا للمبادئ التي تقود عمل منظمة أطباء بلا حدود، تطلب وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتا في أوكرانيا إرسال بعثة لإجلاء المدافعين عن ماريوبول والموجودين حاليا في مصنع آزوفستال". وأضافت أنها طلبت منها "تقييم الحالة الجسدية والنفسية للمقاتلين وجمع الأدلة عن الظروف التي يعيشونها وتقديم المساعدة الطبية إلى الأوكرانيين". وأكد متحدث من منظمة أطباء بلا حدود أن المنظمة تلقت خطابا من الحكومة الأوكرانية يطلب مساعدة الأشخاص المحاصرين داخل المصنع. وقال المتحدث: "سنبحث الأمر مع الوزراء المختصين، كي نحدد أفضل سبيل يتيح لمنظمة أطباء بلا حدود أن تقدم المساعدة الطبية لهؤلاء الناس المحتاجين لمساعدة عاجلة". ودخلت القوات الروسية ماريوبول، وتركت آخر المدافعين عن المدينة وعشرات المدنيين متحصنين في مصنع آزوفستال. وساعدت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في إجلاء بعض المدنيين وقالت أوكرانيا إن هناك محاولة جديدة جارية لإجلاء المدنيين. وأعلن الجيش الروسي وقفا لإطلاق النار يستمر عدة ساعات حتى اليوم السبت من أجل إجلاء المدنيين المتبقين في الموقع. ووفقا لمصادر أوكرانية، ما زال نحو 200 مدني محاصرين في مصنع الصلب، إلى جانب آخر عدد من المقاتلين المتبقين. وأعلنت كييف أمس تسلمها 41 شخصا بينهم 11 امرأة في تبادل أسرى جديد مع روسيا، دون كشف عدد الروس الذين تم تسليمهم لموسكو. وقالت إيرينا فيريتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني عبر تيليجرام "تم تبادل آخر للأسرى. أعيد 41 شخصا بينهم 11 امرأة إلى الوطن. عاد 28 عسكريا و13 مدنيا إلى ديارهم". وتم تبادل عديد من الأسرى بين كييف وموسكو منذ بداية الحرب في 24 شباط (فبراير). وجرى آخر تبادل في 30 نيسان (أبريل)، وشمل 14 أوكرانيا بينهم امرأة حامل. ورفضت وزارة الخارجية الروسية تكهنات بشأن احتمال إرسال أسلحة نووية إلى أوكرانيا، مشيرة إلى أن خطوة كهذه لن تدعم أهداف الكرملين. ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية عن أليكسي زايتسيف المتحدث باسم الوزارة قوله إن هناك ضوابط واضحة لمثل هذه الخطوة بموجب المبادئ النووية لروسيا. وأضاف: "إنها لا تنطبق على تحقيق الأهداف الموضوعة في إطار عمل العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا". وأوضح أن المبادئ النووية لروسيا تنص على عدم استخدام الأسلحة النووية إلا إذا كان هناك ما يهدد وجود البلاد. ويقول الكرملين إن الغرب يختلق خطر التصعيد النووي من جانب روسيا، رغم أن الرئيس فلاديمير بوتين وضع قوى النووية في بلاده في حالة تأهب قصوى بعد مدة قصيرة من غزو أوكرانيا في شباط (فبراير). وأكد المسؤول البرلماني الروسي أندري تورتشاك أمس أن روسيا ستبقى في جنوب أوكرانيا إلى الأبد، خلال زيارته مدينة خيرسون الأوكرانية التي أعلنت موسكو السيطرة التامة عليها منذ آذار (مارس). وقال تورتشاك النائب الأول لرئيس المجلس الاتحادي الروسي كما نقل عنه بيان لحزب روسيا الموحدة الحاكم "إذ أتوجه إلى سكان منطقة خيرسون، أود أن أقول مجددا إن روسيا موجودة هنا إلى الأبد. يجب عدم التشكيك في ذلك". وللمرة الأولى يعلن مسؤول روسي رفيع عزم موسكو على البقاء في الأراضي التي سيطر عليها الجيش الروسي منذ بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا في 24 شباط (فبراير). وأضاف تورتشاك "لن تكون هناك أي عودة إلى الماضي. سنعيش معا، سنطور هذه المنطقة الغنية بتراثها التاريخي وشعبها الذي يقيم هنا". وأكد أن روسيا ستساعد منطقة خيرسون كما فعلت بالنسبة إلى جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين في شرق أوكرانيا واللتين اعترفت موسكو باستقلالهما. وأورد أن جميع قدامى المقاتلين المقيمين في هذه الأراضي الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية سيتلقون هدايا ومكافآت مالية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة التاسع من أيار (مايو)، ذكرى انتصار روسيا على ألمانيا النازية. وتورتشاك هو أيضا سكرتير المجلس العام لحزب روسيا الموحدة الحاكم، وقد أعلن أن مركزا لوجستيا روسيا للمساعدة الإنسانية سيفتتح قريبا في خيرسون. وأوضح أن المركز الذي سيقيمه الحزب الحاكم سيهتم خصوصا بتأمين مواد غذائية وأدوية للسكان. وخيرسون القريبة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014، هي إلى الآن المدينة الأوكرانية المهمة الوحيدة التي سيطر عليها الروس في شكل كامل منذ بدء الحرب في 24 شباط (فبراير). وأعلنوا ذلك في الثالث من آذار (مارس). وسبق أن أعلنت الإدارة الروسية لهذه المدينة الساحلية نيتها اعتماد الروبل بديلا من العملة الأوكرانية اعتبارا من الأول من أيار (مايو). وأكد الكرملين أمس أن روسيا لا تنوي إقامة احتفالات في مدينة ماريوبول الأوكرانية في التاسع من أيار (مايو) لمناسبة الانتصار على ألمانيا النازية عام 1945. واتهمت الاستخبارات الأوكرانية موسكو بأنها تستعد لإقامة عرض عسكري في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة التي سيطرت عليها بشكل شبه كامل القوات الروسية فيما لا يزال يتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع آزوفستال الواقع فيها، بعد أسابيع من المعارك الشرسة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافة "هذا العام بالطبع، الاحتفالات مستحيلة لأسباب واضحة. لكن سيأتي الوقت الذي سيقام فيه احتفال كبير هناك". وأضاف "سيكون هناك روس بالطبع، عدد كبير من الروس في التاسع من أيار (مايو) في ماريوبول. لكن فيما يخص توجه وفد رسمي إلى المدينة، فلست على علم بذلك". وتاريخ التاسع من أيار (مايو) مهم جدا في روسيا التي تقيم كل عام عروضا عسكرية أحدها في الساحة الحمراء في موسكو، لإحياء انتصارها ضد ألمانيا النازية. وأمرت محكمة في موسكو غيابيا أمس باعتقال ألكسندر نيفزوروف وهو صحافي روسي بارز متهم بنشر معلومات كاذبة عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا. وقالت المحكمة إن نيفزوروف المدرج على قائمة المطلوبين الدوليين لدى روسيا سيحتجز لمدة شهرين في حالة عودته إلى البلاد أو تسليمه إليها في أي وقت. وفتح المحققون قضية ضد نيفزوروف في آذار (مارس) بتهمة نشر أخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن قصف القوات الروسية عمدا مستشفى للولادة في مدينة ماريوبول الأوكرانية. ووصف نيفزوروف، الذي لديه أكثر من 1.8 مليون مشترك على قناته على يوتيوب، التحقيق بأنه سخيف ودعا كبير المحققين الروس لإغلاق القضية. وبعد ثمانية أيام من بدء الحرب في 24 شباط (فبراير) شباط، أصدرت روسيا قانونا ينص على أحكام بالسجن لمدد تصل إلى 15 عاما على من تتم إدانتهم بنشر أخبار كاذبة عمدا عن الجيش الروسي.
مشاركة :