اقتربت الاتحاد للطيران من اعتماد الأسس البيئية في تسيير رحلاتها عبر أسطولها وهي خطوة تنسجم مع الخطط العالمية لخفض الانبعاثات الضارة الملوثة للكوكب. وأعلنت الشركة الجمعة عن أكبر برنامج لتجربة الرحلات البيئية في العالم، مع تشغيل أكثر من 42 رحلة على مدى خمسة أيام لتجربة الكفاءات والتقنيات والتدابير التشغيلية المتعلقة بالاستدامة والتي من شأنها أن تحد من الانبعاثات الكربونية. وتضمن البرنامج الذي تم بالتزامن مع يوم الأرض الموافق للثاني والعشرين من أبريل الماضي 22 رحلة لتفادي مسارات التكاثف على مدى ثلاثة أيام. توني دوغلاس: ثمة حلول جاهزة لكن ينقصها تجاوب عملي وتشريعي وقامت الشركة بتشغيل رحلات بيئية على متن طائرات أيرباص أي 350 – 1000 وهي خطوة كبيرة تعكس تعاون أكبر شركتين لصناعة الطائرات لتحقيق هدف مشترك بخفض الانبعاثات الكربونية من خلال برنامجي استدامة 50 وغرينلاينر الخاصين بالاتحاد للطيران. ودخلت الشركة المملوكة لحكومة أبوظبي قبل نحو عامين في بداية مسار طويل لتحقيق هدف تقليص البصمة الكربونية في أسطولها بالإعلان عن استعدادها لاختبار برنامج مبتكر لهذا الغرض، وذلك بالتعاون مع وكالة ناسا ومجموعة بوينغ الأميركية العملاقة. وأجرت الاتحاد للطيران في شهر أغسطس 2020 اختبار طائرتها بوينغ 787 – 10 دريملاينر في إطار برنامج إيكو ديمونستراتور المستدام. واعتبر توني دوغلاس الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران أن البرنامج هو أكثر تجارب الاستدامة شمولية، وستسهم النتائج في خفض مستوى الانبعاثات الكربونية وتأثير القطاع على البيئة بعد تطبيق الدروس المستخلصة على العمليات التشغيلية اليومية في القطاع. ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى دوغلاس قوله “يمكن تطبيق بعض التقنيات والكفاءات التشغيلية التي تمت تجربتها في أعمالنا”. وأضاف “نعمل على تبنيها في العمليات التشغيلية المعتادة على أمل اعتمادها في كافة مجالات القطاع فيما تبقى بعض التكنولوجيات في أولى مراحلها ونستمر في التعاون مع شركائنا لتجربتها وتطويرها لاستخدامها في المستقبل القريب”. وأكد دوغلاس أن ثمة بعض الحلول المؤثرة الجاهزة للتطبيق لكنها بحاجة إلى تجاوب عملي وتشريعي من القطاع، وأن على الشركاء في القطاع العمل بشكل أكثر جدية لتطبيقها. وترى الشركة أن هذا التحدي يحتاج إلى تعديلات قانونية تأتي من حكومات الدول إلى جانب الكثير من الأبحاث والتطوير المستمر، وتعزيز سلسلة التوريد وغيرها من التحسينات. أما المسألة الأخرى التي لها حل بسيط لكنها تحتاج إلى إعادة هيكلة أساسية لطريقة سير الأعمال حاليا فتكمن في تحديث القطاع ومراقبي حركة الطيران والمشرّعين لمسارات الطيران واعتماد إجراءات الإقلاع المتدرج والهبوط المستمر. وخلال رحلاتها التجريبية تمكنت الاتحاد للطيران من تقليل مدة الرحلة بواقع 40 دقيقة على الأقل، وخفض حجم الانبعاثات الكربونية بحوالي 6 أطنان، وهو ما اعتبره دوغلاس “إنجازا كبيرا”. وتشير الاتحاد للطيران إلى وقود الطيران المستدام كواحد من هذه الحلول الذي يعتبر أكثر كلفة بست مرات من الوقود العادي المستخدم حاليا ومن الصعب إلى حد كبير الحصول عليه. ويؤكد المسؤولون في الشركة على الحاجة إلى الوقود المستدام ووقود الطيران منخفض الانبعاثات لإحداث التغيير في قطاع الطيران. وكانت طائرة أيرباص أي 350 الأحدث في أسطول الاتحاد والأكثر استدامة إلى جانب طائرة استدامة 50 من طراز أي 350 – 1000، أول طائرة من طرازها تستخدم للرحلات البيئية. وتتعاون الاتحاد للطيران مع بوينغ وأيرباص وجنرال إلكتريك ورولز رويس في إطار برنامجي غرينلاينر واستدامة 50 ليكون البرنامج بمثابة منصة للتعاون بين أطراف القطاع ومواجهة أكبر التحديات لخفض الانبعاثات، والقيام بالتجارب المختلفة. وعبر هذه البرامج وبفضل الأبحاث والتجارب المستمرة منها الرحلات البيئية، ترى الاتحاد أنه من الضروري انضمام كافة الشركاء في قطاع الطيران إلى سلسلة اختبارات مبادرات الاستدامة على متن رحلات طائرات 787 و350 لتتم بعد ذلك دراسة النتائج وتوثيقها واعتماد المبادرات الأكثر استدامة كقاعدة لتحسين أداء قطاع الطيران عالميا.
مشاركة :