دعت المملكة العربية السعودية إلى «توحيد الجهود الإقليمية والدولية كافة لمواجهة الأوضاع المتدهورة في الشرق الأوسط»، مؤكدة أن المنطقة «تشهد مرحلة غير مسبوقة من عدم الاستقرار والعنف وتفشي ظاهرة الإرهاب». وأعرب وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف الأمير الدكتور تركي بن محمد في كلمة له خلال المؤتمر الوزاري لمجموعة «قلب آسيا لعملية إسطنبول» المنعقد في العاصمة الباكستانية إسلام أباد أمس (الأربعاء)، عن تطلعه لاستكمال النتائج التي حققتها الاجتماعات السابقة لهذا المنتدى. وقال -على ما أفادت وكالة الأنباء السعودية-: «يأتي المؤتمر في مرحلة مهمة بالنسبة إلى أفغانستان التي تمر بمرحلة واسعة من جهود استعادة الاستقرار والمصالحة الوطنية التي تتطلب دعمنا، لما فيه خير الشعب الأفغاني وصالحه، ووحدة بلاده واستقرارها ونموها»، مشيراً إلى أن «ظاهرة الإرهاب تشكل تهديداً خطيراً، ولاسيما أن هذه المنظمات الإرهابية التي يدَّعي بعضها الإسلام بعيدة كل البعد منه ومن تعاليمه، فالإسلام هو دين السلام والتفاهم، الذي يحترم حياة الإنسان وكرامته». وأكد أن «المملكة عانت من الإرهاب مثل كثير من الدول، كما كانت في طليعة الدول التي شنت حملة قوية لمحاربته وحماية المواطنين من شروره، ودعت إلى استمرار تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمحاربته وقطع مصادر تمويله ومجابهة أفكاره المتطرفة والتخريبية، وطرحت في محافل عدة فكرة إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب يكون برعاية الأمم المتحدة، وساهمت المملكة بسخاء في دعمه بـ110 ملايين دولار، لتغطية تكاليف إنشائه وتسيير أعماله، ونتطلع إلى استفادة الدول من هذا المركز وإمكاناته». وأشاد بالدورات السابقة لمجموعة دول «قلب آسيا لعملية إسطنبول» وما حققته من نجاح في تعزيز التعاون الإقليمي وإيجاد حلول مشتركة لتقديم الدعم لأفغانستان، لتحقيق آمال شعبها المشروعة ودحر التهديدات والمخاطر التي تتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً فاعلاً لمواجهتها. وأشار إلى أن «المملكة شاركت في جميع الدورات السابقة لهذه المجموعة التي انعقدت في إسطنبول وكابول وألماتي وبكين، بصفتها إحدى الدول المؤسسة والمساهمة في المجموعة، التي تمكنت من تأكيد أهمية تعزيز التعاون الإقليمي ودعم أفغانستان في مجالات الأمن وإعادة الإعمار والتنمية، مع ضمان احترام سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، ومواجهة الإرهاب والتطرف الذي يشكل أيضاً تحدياً للمجتمع الدولي ويتطلب تضافر الجهود والتعاون الإقليمي والدولي». كما أشار إلى أن «دول عملية إسطنبول أكدت أهمية محاربة إنتاج وتهريب وترويج المخدرات في أفغانستان، وكذلك إجراءات بناء الثقة المطلوبة، لتعزيز الأمن والتعاون الإقليميين، وتبني الخطوات اللازمة لتطبيقها، واستئناف جهود المصالحة الوطنية بواسطة الأفغان أنفسهم، وبدعم المجتمع الدولي، إذ سيساهم ذلك بدوره في استعادة الأمن والاستقرار واستئناف التنمية الاقتصادية والاجتماعية». وأكد الأمير تركي بن محمد أن «المملكة وأفغانستان ترتبطان بروابط تاريخية قوية من الصداقة والتعاون، كما تسعى المملكة إلى تعزيز هذه الروابط من خلال مزيد من التعاون على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية كافة، لما يحقق مصلحة شعبي البلدين». على صعيد آخر، ثمنت الحكومة الأميركية الخطوات الأخيرة التي اتخذتها السعودية بفرض عقوبات على 12 فرداً ينتمون إلى حزب الله، بينهم كبار مسؤولي الحزب العسكريين وعناصر إرهابية وممولون. وأعرب سفير واشنطن في الرياض جوزيف ويستفول في بيان أمس، عن تطلع بلاده إلى «مواصلة تعزيز شراكتها مع المملكة»، مضيفاً: «إننا نعمل لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في فضح نشاط حزب الله المشين وتعطيل قدرته على جمع الأموال ونقلها».
مشاركة :