رحب الإيرانيون بالقرار الأميركي الداعي لإبقاء العقوبات المفروضة على الحرس الثوري الإيراني والبنك المركزي الإيراني، وأكدوا أن القرار ضربة موجعة للنظام الإيراني الإرهابي، والذي يحاول الاستفادة من الميليشيات في اليمن والعراق ولبنان وفلسطين وسورية لتحقيق مكاسب سياسية تخدم أجندة الإرهاب بالمنطقة. حيث إن القرار الأميركي حصل على أغلبية تصويت ساحقة وذلك بعد أن تم التأييد من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي على إبقاء العقوبات المفروضة على الحرس الثوري والبنك المركزي الإيرانيين، لتورطهما في تمويل الارهاب. وينص مشروع القانون الذي قدمه السيناتور تيد كروز في 4 مايو الحالي ووافق عليه مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة بلغت 86 صوتًا على إبقاء العقوبات المفروضة على الحرس الثوري والبنك المركزي الايرانيين، ومن ناحيته بادر السيناتور الجمهوري جيمس لانكفورد بتقديم مشروع قانون يضع شروطا صعبة للغاية على رفع العقوبات، تم تمريره بأغلبية 62 صوتًا، ومن المرجح أن يطلق عليه اسم قانون ابقاء العقوبات على النظام الإيراني. ولإقرار القانونين بأغلبية دلالات واضحة من بينها إجماع الحزبين على إبقاء العقوبات رغم حدة الاستقطاب بين صناع القرار الأميركي، ولا يختلف الأمر في الكونغرس، حيث تمت الموافقة في 27 أبريل الماضي على قانون إيقاف الطائرات بدون طيار التي يصنعها النظام الإيراني بأغلبية بلغت 424 صوتًا، واوجد أعضاء الكونغرس هذه المناخات خلال الشهرين الماضيين لاعاقة تنفيذ فكرة ازالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، واستبدال الاسترضاءات بمواقف حاسمة. بدورها، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز السبت أن الاتحاد الأوروبي يقوم بمحاولة أخيرة لإنقاذ اتفاق إيران النووي وإنهاء حالة الجمود. وأبلغ جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الصحيفة بأنه يسعى إلى "حل وسط" لإنهاء الأزمة التي تنذر بتقويض جهود دبلوماسية أوروبية استمرت أكثر من عام للتوصل إلى اتفاق. وتوقفت المحادثات منذ مارس لأسباب أهمها إصرار إيران على أن ترفع واشنطن الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. وذكر تقرير الصحيفة أن بوريل يدرس تصورا يجري من خلاله رفع اسم الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية، على أن تظل كيانات تابعة له في القائمة. وللحرس الثوري الإيراني عدة أذرع وامبراطورية أعمال ضالعة في الخراب والتدمير ونشر الإرهاب. وقال بوريل إنه كان يريد أن يذهب كبير المفاوضين الأوروبيين إنريكي مورا إلى طهران لمناقشة الأمر، لكنه أضاف أن إيران "كانت تمانع بشدة"، ووصف المسعى الدبلوماسي بأنه "الرصاصة الأخيرة". وذكر تقرير الصحيفة نقلا عن بوريل أن المفاوضين لن يمنحوا إيران مهلة. ووافقت إيران بموجب الاتفاق النووي المبرم في 2015 مع قوى عالمية على تقليص برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصاديـــة المفروضة عليها.
مشاركة :