عاد نجوم الفن المسرحي إلى خشبة مسرح «موسم العيد»، بعد الانقطاع الذي سببته الجائحة، وذلك من خلال عدد من المسرحيات الكوميدية، ليقدموا عروضهم على مستوى مناطق المملكة، وأكد عدد من خبراء المسرح أن الثلاث السنوات الأخيرة كانت سببا رئيسا في عدم توهج المسرح في المناسبات، خصوصا الأعياد، لكن العيد في العادة يكون ضمن أجندة أغلب الفرق المسرحية في المملكة، مشيرين إلى أنهم ينتظرون في السنوات القادمة بعد مأسسة العديد من الفرق المسرحية في المملكة، أن يعود العيد علينا بمسرحيات أكثر جودة، وأن تستغل الفرق المسرحية هذا الموسم المبهج لنشر رسالتها الثقافية التي تنطلق من الدور التاريخي للمسرح، باعتباره أداة وعي ووسيلة تغيير.مسرح يشبهنااستهل الحديث الكاتب محمد الفهادي قائلا: مما لا شك فيه أن عودة المسرح من خلال موسم الأعياد أمر يسعدنا جميعا، سواء مَن يعمل في المجال الإنتاجي للمسرح أو الجمهور، الذي ينتظر العروض بشغف، يقول شكسبير «الدنيا مسرح كبير»، وبالتأكيد مع التطورات التي يواكبها المجتمع الحالي هناك قضايا تستحق الطرح، لنصل إلى مسرح يشبهنا ويحكي عنا على مرأى من الجميع، إضافة إلى ذلك مع تغير قواعد اللعبة كان يغيب العنصر النسائي في العرض، وكذلك مع ظهور وجوه شابة جديدة كدماء جديدة للمسرح.توهج فنيوقال المخرج والممثل المسرحي سامي الزهراني، إن العيد في العادة يكون ضمن أجندة أغلب الفرق المسرحية في المملكة، وهذا ملاحظ على مدى السنوات الماضية، وفي الثلاث السنوات الأخيرة وبسبب جائحة كورونا وفرض العديد من الإجراءات الاحترازية لتجنب انتشار المرض، كان ذلك سببا رئيسا لعدم توهج المسرح في المناسبات، خصوصا الأعياد، وكان للأمانات في مدن المملكة العديدة دور رئيس لتفاعل المسرح، خصوصا في الأعياد مثل الرياض والدمام، لدعمها الفرق المسرحية وإنتاجاتها المسرحية المختلفة، خصوصا مسرح الكبار. وتابع: أعتقد أيضا أن التنظيمات الجديدة المفروضة على الفرق المسرحية، التي تحثها على المأسسة أجبرتها على الاهتمام بتحويل كياناتها إلى جمعيات أو مؤسسات أو شركات، ليكون تنظيمها أكثر جودة وفعالية، هذا بالتالي أدى إلى فقر في العروض المسرحية في مختلف مدن المملكة، ووجود بعض العروض المختلفة المسرحية للكبار والصغار في مدن المملكة في هذا العيد يعود إلى الدعم المميز لهيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة، ولا يزال عدد هذه العروض دون الحد المرضي نظرا لحداثة تكوين هذه الهيئات، ننتظر إن شاء الله في السنوات القادمة بعد مأسسة العديد من الفرق المسرحية في المملكة أن يعود العيد علينا بمسرحيات أكثر جودة، وتستغل الفرق المسرحية هذا الموسم المبهج لنشر رسالتها الثقافية التي تنطلق من الدور التاريخي للمسرح، باعتباره أداة وعي ووسيلة تغيير، كما يسهم في خلق إنسان واع بذاته وهويته الحضارية، ومناسبات الأعياد للفرح والترفيه يغتنمها الناس للخروج وزيارة الأماكن العامة، وأماكن الترفيه، كالمتنزهات والمسارح، هنا يجب على المسرحيين أن يفكروا مستقبلا في كيفية جعل المسرح وجهة لاستقبال الجمهور الذي يود قضاء عطلته مع أسرته في فعل شيء مختلف وجديد بالنسبة له.ترفيه ثقافي في حين يرى المخرج المسرحي فهد العصفور، أن عودة المسرح لأيام العيد مهمة للمتلقي وللمهتمين بالمسرح، إذ يجمع المسرح بين الثقافة والفن والترفيه، وفي الأعياد خاصة، وهذا ما نحتاج إليه «ترفيه بالثقافة»، وكما شهدنا من قبل في الأعوام الماضية حضور عدد كبير من الجمهور في الأعياد، وكما نلاحظ تطورا كبيرا في الحراك المسرحي في الآونة الأخيرة على مدار العام من مهرجانات ومسابقات مسرحية بدعم كبير من جمعية الثقافة والفنون بالرياض، أو كما يقال إنه بيت المسرحيين والمثقفين. عود أحمد فيما أشار المؤلف فيصل طواشي إلى أن عودة المسرح أمر مبشر بالخير ومهم جدا، وقال: المسرح عالميا يحتضر وأصبح نخبويا وموجها لشريحة محددة من المجتمع، وجزء كبير من الجمهور لم يعد لديهم نفس الشغف والحماس لمشاهدة المسرح، ويجب أن يعود المسرح كفن شامل للجميع، وأتمنى أيضا أن نرى عودة مسرح الطفل، فهو الذي يؤسس ويبني الشخصيات ومنه سنتمكن من بناء جيل جديد يستطيع أن يقود هذه الثورة الفنية، التي تعيشها المملكة ويحقق بها الاستمرارية، ورغم أن المسرح أساسه الأدب الذي يرتقي بالفكر والوعي عند المشاهد، لكن المسرح لا يزال جزءا لا يتجزأ من الترفيه عبر العصور، فمنذ نشأة المسرح وهو مرتبط بالمناسبات مثل المناسبات الدينية، والمسرح يجب أن يكون له ارتباط دائم بالترفيه والأيام، التي تمثل الفرح لدى الناس كالمناسبات، وبالنسبة لنا كعرب ومسلمين أهم المناسبات هي الأعياد، ووجود ترفيه بضخامة هذا الفن العظيم في الأعياد واجب فني علينا أن نحرص دائما على وجوده، وكل الفنون تؤدي إلى المسرح فمتى ما وجد المسرح وجد الفن.تحد حقيقي وقال الكاتب المسرحي ظافر الشهري، إن الفن المسرحي منذ أن وصل إلى المملكة، أبدع فيه محبوه وجعلوه منافسا للشاشة السينمائية والتليفزيونية في بداية ظهورها، وأصبحت الجماهير تتسابق إلى أبوابها كما تتسابق على أبواب الملاعب الرياضية، ومع تطور المسرح، تطورت أنواعه وألوانه وتعددت، فظهر المسرح النخبوي والخيالي الاستعراضي والجماهيري الشعبوي، ومعه تغيرت اهتمامات الجمهور كل على حسب ما تقوده ذائقته، ولكن المناسبات المقامة هنا وهناك كانت هي الفيصل في تحديد النوع المقدم، وظل المسرح الجماهيري أشد ارتباطا بمناسبات الأعياد، وتحديدا عيد الفطر، فانشغلت أمانات المناطق بإقامة المسرحيات -الكوميدية في أغلبها- لتتماشى مع نوعية المناسبة، وأطلقتها منذ منتصف العقد الأول من القرن الحالي بتذاكر مجانية، لإعادة الجماهير للحضور بعد توقف المسرح لفترة ليست بالقصيرة.وأضاف: في الوقت الحالي، وبمزيد من الحياد والمصداقية، لم تعد المسرحيات التي كانت تقام في السنين الماضية ترضي ذائقة الجماهير، حتى إن كانت بالمجان، وذلك لتغير نظرة الجمهور لما يحب مشاهدته والمواضيع التي تستهويه، ولكن المواسم الترفيهية، التي استقطبت مسارح عالمية، وضعت مسرح العيد أمام تحد حقيقي.الجائحة واحترازاتها أطفأت التوهج في المناسباتخبراء يتوقعون عروضا أفضل بعد «مأسسة» الفرق «الترفيه بالثقافة» مطلوب.. والعودة مبشرة بالخير
مشاركة :