انتشرت في الآونة الأخيرة حمية غذائية جديدة تعرف باسم الحمية الكيتونية. فما هي؟ للإجابة عن هذا السؤال، أوضح المركز الاتحادي للتغذية أن الحمية الكيتونية تقوم على التقليل من الكربوهيدرات والإكثار من الدهون؛ حيث يتم خفض كمية الكربوهيدرات (خبز ومعكرونة)، مع زيادة الأغذية الغنية بالدهون (لحوم وبيض وجبن وقشدة). وأضاف المركز الألماني أن النظام الغذائي قليل الكربوهيدرات يساعد على إنقاص الوزن، موضحا أنه عند التقليل من الكربوهيدرات، التي تمثل مصدر الطاقة الأول للجسم، يقوم الجسم بالبحث عن مصادر أخرى للطاقة، ألا وهي الدهون؛ حيث يقوم الجسم بحرق مخزون الدهون من ناحية، وحرق الدهون التي يتم إمداده بها عبر التغذية، من ناحية أخرى. وبذلك يتم إمداد الجسم بالطاقة. وفي هذه الحِمية لا تؤدي التغذية الغنية بالدهون إلى زيادة الوزن بفضل الاستغناء عن الكربوهيدرات. كما أن النسبة العالية من البروتينات والخضروات بهذه الحِمية تساعد على خسارة الوزن. والحمية الكيتونية نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون، ويعتمد على الحد من تناول الكربوهيدرات، واستبدال الدهون بها. ويرى المختصون أن خفض الكربوهيدرات يضع الجسم في حالة استقلابية تسمى الكيتونية، فيصبح الجسم فعالًا في حرق الدهون للحصول على الطاقة. كما أنه يحول الدهون إلى كيتونات في الكبد، والتي توفر الطاقة للدماغ. ويمكن للوجبات الغذائية الكيتونية أن تسبب انخفاضًا كبيرًا في مستويات السكر والأنسولين في الدم، بالإضافة إلى عدد من الفوائد الصحية الأخرى. لكن المركز أشار إلى أن هذه الحمية تنطوي على بعض المخاطر الصحية؛ حيث أنها تفتقر إلى التوازن من ناحية، فضلا عن الآثار الجانبية التي قد تترتب عليها؛ حيث أن التغذية الغنية بالدهون قد تؤدي إلى ترسبات بالأوعية الدموية، مما يرفع خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية. كما تتسبب الحِمية الكيتونية في ارتفاع مستوى حمض اليوريك بالجسم، مما يرفع خطر الإصابة بالنقرس. لذلك شدد المركز على ضرورة استشارة الطبيب قبل اتباع هذه الحمية الغذائية لتجنب العواقب الوخيمة المحتملة. ولا ينصح باتباع الحمية الكيتونية للأشخاص الذين يعانون من مرض البنكرياس، وأمراض الكبد، ومشكلات الغدة الدرقية، واضطرابات الأكل، أو تاريخ من اضطرابات الأكل، والتهابات المرارة، وأمراض الكلى المزمنة والحوامل. وبالإضافة إلى ذلك هناك مخاطر صحية قصيرة وطويلة الأجل لجميع الأشخاص الذين يتبعون الحمية الكيتونية. ومن بعض مخاطرها الصحية قصيرة المدى أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، مثل اضطرابات المعدة، والصداع، والتعب ونوبات الدوار، وهو ما يسمى (إنفلونزا كيتو)، كما أن بعض الأشخاص يعانون من مشكلات في النوم. كما يمكن للتقليل من تناول الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة الغنية بالألياف أن يزيد من خطر الإصابة بالإمساك. وفي كثير من الأحيان، يجب على من يتبع حمية الكيتو تناول مكملات الألياف، ولكن ينبغي مناقشة هذا الأمر مع أحد مقدمي الرعاية الصحية. كما يمكن أن تزيد حمية الكيتو من إدرار البول، وتقلل بسرعة نسبة الغلوكوز في الدم؛ لذلك فإن استشارة اختصاصي التغذية قبل بداية الحمية أمر ضروري لمنع الجفاف، وتقليل جرعة الأنسولين، وأدوية السكر لمنع حدوث انخفاض السكر في الدم.
مشاركة :