تتراوح أعمار الركاب بين 22 و 49 عامًا، روى خمسة منهم لوكالة فرانس برس رحلتهم المحفوفة بالمخاطر وكيف تم إنقاذهم من قبل خفر السواحل الأميركي الذي أعادهم إلى نقطة الانطلاق في سان خوسيه دي لاس لاخاس، في مقاطعة مايابيك. في فناء منزل حيث تركوا بقايا المواد التي صنعوا بها قاربهم، رووا كيف صنعوا قاربهم على مدى عشرين يوماً مستخدمين اطارات جرار وعوامات وألواح خشبية ومسامير. وفي مساء مغادرتهم، قاموا بتجميع القطع على الشاطئ وانطلقوا في البحر، بمساعدة ستة مجاديف وشراع من النايلون. وعلى بعد 200 كلم من سواحل فلوريدا، في إحدى الليالي، انهكهم التعب بسبب نقص الماء والطعام. قال أونيل ماشادو، وهو حداد يبلغ من العمر 49 عامًا، بتأثر "تضرعنا إلى الله ...وغطينا أنفسنا. عندما استيقظنا في الصباح، كنا قريبين جدًا من سواحل الولايات المتحدة، كان أمرًا لا يصدق". عند الفجر، اشار نظام تحديد المواقع العالمي على هواتفهم المحمولة إلى أنهم يبعدون حوالى عشرة كيلومترات فقط من سواحل كي ويست. واضاف ماشادو الذي وضع ضمادة على إحدى ركبتيه "جدفنا وجدفنا بهمة" ولكن "الرياح كانت تدفعنا للخلف، ولم يساعدنا الشراع على التقدم. لم نتمكن من المواصلة، كنا منهكين للغاية". في نهاية المطاف، عثر خفر السواحل الأميركي على المجموعة واعادها مع 1446 كوبيًا آخرين حاولوا العبور في الأشهر الستة الماضية، وفقًا لبيان خفر السواحل. كما فكروا في السفر إلى نيكاراغوا التي لا تتطلب أي تأشيرة دخول للكوبيين، والوصول إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. ولفت شيان روك (30 عاماً)، وهو ناج آخر وأب لطفل في الرابعة من عمره إلى أن "أولئك الذين يملكون الأموال باعوا كل شيء وغادروا عبر نيكاراغوا، لكن بالنسبة لنا لم يكن ذلك ممكناً". "سأعيد الكرّة" تشهد كوبا موجة هجرة هائلة والعديد من السكان على استعداد للقيام بأي شيء لمغادرة الجزيرة التي تشهد أسوأ أزمة اقتصادية منذ ما يقرب من ثلاثة عقود ناجمة عن تراجع السياحة بسبب الوباء وتشديد الحصار الأميركي. عبر أكثر من 78 ألف كوبي الحدود المكسيكية بين تشرين الأول/أكتوبر وآذار/مارس، وفقا للولايات المتحدة. في مواجهة هذا التدفق الكبير، سعت واشنطن وهافانا إلى إعادة إطلاق اتفاقيات الهجرة من أجل منع المهاجرين "من ركوب البحر، لأن هذه الرحلات محفوفة بالمخاطر"، على ما أعلن وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس. اختتم الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في كوبا الأحد جولة دبلوماسية في أميركا الوسطى، دعا فيها واشنطن للمساهمة في حلّ مشترك للحدّ من الهجرة غير القانونية إلى الولايات المتحدة. قال خوسيه لويس روك (32 عامًا)، وهو أب لطفلين "كل من يحاول (الوصول إلى الولايات المتحدة) - وهناك الآلاف منا - يفعل ذلك لسبب واحد، لأن البلاد تواجه أزمة". وثمة العديد من الإعلانات المبوبة لبيع محركات القوارب أو نظام تحديد المواقع العالمي أو غيرها من المعدات الملاحية. ذكر منشور على فيسبوك "نحن سبعة ومستعدون لدفع ما يصل إلى 11 ألف" دولار. وفي المقابل، هناك رسائل أخرى تنشرها عائلات للعثور على اقارب غامروا في القيام برحلات مماثلة. تقول يليسيت باغان، زوجة أونيل ماتشادو التي بقيت مع طفلها "إذا عانوا في البحر، فقد عانينا أكثر هنا، نسأل الله أن يحفظهم". وتُعد هذه المحاولة الثالثة وربما لن تكون الأخيرة بالنسبة لخوسيه لويس روك الذي أكد "إذا استمرت الأمور في الصعوبة والشدة، فلن يكون لدي خيار آخر لعائلتي، وسأعيد الكرة من اجل أولادي".
مشاركة :