عملية استحواذ إيلون ماسك على شركة تويتر مقابل 44 مليار دولار ما كان لها أن تكون تقليدية على الإطلاق. أولا، أقنع وول ستريت بدعمه بدين كاف للفوز على مجلس إدارة الشركة. والآن، يعتمد على أصدقائه من أصحاب المليارات لجمع الجزء النقدي من عرضه وإقناع المساهمين بجعله ملك "الميدان الرقمي" في العالم. كشف ماسك الخميس عن 7.14 مليار دولار من 19 مستثمرا لتمويل عرضه الجريء، ما يمثل أحد أكبر عمليات الاستحواذ بأموال مقترضة على الإطلاق. ومن بين أحدث الداعمين شخصيات من مختلف زوايا وول ستريت، ووادي السليكون، وعالم العملات المشفرة الذي كسب أقطابه المليارات بفضل رائد الأعمال المولود في جنوب إفريقيا ـ ويسعدهم إظهار دعمهم لرجل يعدونه صاحب رؤية. حرر لاري إليسون، المؤسس المشارك لشركة أوراكل وعضو مجلس إدارة شركة تسلا، شيكا بقيمة مليار دولار هو الأضخم في التمويل الجديد، في حين خصصت شركة سيكويا لرأس المال المغامر 800 مليون دولار، وستقدم شركة فاي كابيتال ـ مقرها دبي ـ 700 مليون دولار. ومن بين مجموعة المستثمرين الواسعة، قال كثيرون إنهم سعداء بمنح ماسك الأموال دون الغوص في الكيفية التي يخطط بها لتغيير منصة تويتر. تظهر القائمة غير المعتادة من الشخصيات كيف استفاد ماسك من العلاقات عبر شركة تسلا ومشاريعه الأخرى لإغراء المستثمرين، في حين أن مجموعات الأسهم الخاصة الكبرى التي عادة ما تمول عمليات الاستحواذ بأموال مقترضة ابتعدت في الأغلب عن الصفقة حتى الآن. عندما أعلن ماسك العرض في أواخر نيسان (أبريل)، قالت شركة تويتر إنه سيدفع 21 مليار دولار نقدا ويمول ما تبقى بدين قدره 25.5 مليار دولار، بما في ذلك قرض هامشي بقيمة 12.5 مليار دولار مقابل أسهمه في شركة تسلا. في البداية حاول ماسك الاستفادة من كبار مستثمري الأسهم الخاصة. وبعد عدة محادثات مع عمالقة الاستحواذ، وافق جميع اللاعبين الرئيسين، باستثناء شركة بروكفيلد أسيت مانجمينت، وفقا لأشخاص ذوي اطلاع. كانت المشكلة الرئيسة، كما قال هؤلاء، هي عدم وضوح خطة ماسك لإصلاح المنصة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها، إضافة إلى عدم قدرتهم على ممارسة تأثير حقيقي في رجل الأعمال المتمرد. لكن ماسك استفاد من أصدقائه الأثرياء المقربين، حسب هؤلاء الأشخاص. كان العرض بسيطا، أكسبهم ماسك المليارات، ويمكنهم رد الجميل عبر دعم أحدث مشاريعه. مثلا، حقق إليسون عبر حصة 1.5 في المائة في شركة تسلا أكثر من عشرة مليارات دولار. أما رون بارون الذي حققت شركته، بارون كابيتال مانجمينت، أكثر من سبعة مليارات دولار منذ بداية دعمه لشركة صناعة السيارات في 2014، فهو يستمثر الآن 100 مليون دولار في صفقة ماسك مع تويتر. سيخصص المبلغ النقدي الجديد لتخفيض جزء الدين، ولا سيما القرض الهامشي الذي تم تخفيضه الآن إلى النصف ـ إلى 6.25 مليار دولار. بعد ضخ رأس المال الجديد من أصدقاء ماسك، بلغ عنصر الأسهم في الصفقة 27.25 مليار دولار. يخفف تقليص حجم القرض الهامشي - المضمون مقابل أسهم ماسك في شركة تسلا - بعض الضغط على الملياردير. منذ الكشف عن حصته في شركة تويتر، تراجعت الأسهم في شركة صناعة السيارات الكهربائية 25 في المائة، مقارنة بانخفاض نسبته 10 في المائة في مؤشر إس آند بي 500. قال أحد الأشخاص المطلعين على التمويل، "كان على حق في تقليص حجم القرض الهامشي"، مضيفا، "ينبغي لأي شخص استثمر في شركة تسلا أن يشعر بشيء من الراحة لأن عددا أقل من أسهم الشركة سيحبس مقابل الرهن". حتى بعد المساهمات الجديدة يظل ماسك في حاجة إلى ما يزيد قليلا على 20 مليار دولار لإتمام الصفقة. فقد باع الرئيس التنفيذي لشركة تسلا ما قيمته 8.5 مليار دولار من الأسهم في شركة صناعة السيارات الشهر الماضي، قد يستخدمها في صفقة تويتر. وحصته البالغة 9.6 في المائة في شركة تويتر كانت تعادل نحو 3.7 مليار دولار وفقا لسعر التداول الخميس. هذا يترك حاجة إلى نحو ثمانية مليارات دولار إضافية لإتمام الصفقة. ومن غير الواضح ما الجهة التي يخطط ماسك لجمع هذه الأموال منها. لكن الجولة الأخيرة من التأييد، ولا سيما من أصدقائه في مجال التكنولوجيا، تظهر قدرته على جذب مستثمرين جدد. وفقا للمصادر المطلعة، استثمارات شركات رأس المال المغامر، بما في ذلك سيكويا ودي إف جيه وأندريسن هورويتز، كانت مدفوعة جزئيا بالإيمان بماسك وسجله الناجح في مشاريعه الأخرى. قال بن هورويتز، المؤسس المشارك لشركة أندريسن هورويتز، إن الشركة استثمرت لأنها تؤمن "بذكاء إيلون لجعل المنصة في نهاية المطاف ما كان من المفترض أن تكون عليه". وقالت شركة سيكويا إن ماسك لديه "فرصة لدفع ابتكار منتجات قيمة من شأنها أن تساعد على إطلاق إمكانات منصة تويتر الكاملة بوصفها منصة عالمية تربط العالم". شاركت كل من سيكويا وفاي ودي إف جيه غروث في جولة تمويل بقيمة 675 مليون دولار لشركة ماسك الناشئة في مجال حفر الإنفاق، ذا بورنغ كمباني، الشهر الماضي. ودعمت أيضا شركة الصواريخ التابعة له، سبيس إكس. مجموعة الأسهم الخاصة الوحيدة التي تشارك في تمويل استحواذ ماسك على تويتر هي الذراع الاستثمارية لشركة بروكفيلد، التي دفعت 250 مليون دولار. في العام الماضي، أعلنت المجموعة الكندية خططا لبناء مشروع سكني في تكساس إلى جانب تسلا إنيرجي، قسم الطاقة النظيفة في شركة صناعة السيارات. كتب جوش رافايلي، الشريك الإداري في بروكفيلد غروث، ذراع المشروع لشركة إدارة الأصول، على منصة لنكد إن، "يسعدنا أن نتمكن من دعم إيلون مرة أخرى (...) التمويل مضمون". وخصصت بينانس، أكبر بورصة عملات مشفرة في العالم، 500 مليون دولار لصفقة تويتر. قال رئيسها التنفيذي، تشانغ بينغ تشاو، إن الدافع وراء الاستثمار هو الإيمان بماسك بوصفه رائد أعمال ذا رؤية، والتوافق مع أهدافه الفلسفية لمنصة تويتر، والرغبة في دمج تكنولوجية التشفير في منصة التواصل الاجتماعي. قال تشاو لـ"فاينانشيال تايمز"، "إنه شيك مفتوح في الواقع. بعد الاستثمار (...) سيحدد إيلون ما يريد أن يفعله به، وسنكون داعمين لذلك"، مضيفا أن ماسك "أحد أذكى الرجال على وجه الأرض، على الأرجح"
مشاركة :