تحتضن مدينة مراكش المغربية هذا الأسبوع مؤتمرا للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بقيادة الولايات المتحدة ما يعكس نسق التعاون الأمني والاستخباري بين الرباط وواشنطن. وسيحضر المؤتمر المرتقب أكثر من 80 بلدا وسيرأسه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن بحسب ما ذكرت جريدة “هسبريس” الإلكترونية المغربية. وسيتطرق المؤتمر لمواجهة التنظيمات الإرهابية في القارة الأفريقية وذلك في وقت تتزايد فيه التحديات الأمنية خاصة في منطقة الساحل والصحراء وليبيا التي تشهد أزمة سياسية وأمنية. وقال المحلل السياسي حسن بلوان إن “انعقاد المؤتمر بالمغرب ولأول مرة في القارة الأفريقية هو نجاح سياسي ودبلوماسي آخر ينضاف إلى سجل البلاد كشريك دولي موثوق يتمتع بمصداقية ويعول عليه في مثل هذه القضايا الكبرى والاستراتيجية”. وشدد بلوان على أن “ارتفاع التنسيق الأمني المغربي الأميركي وحضور وزير الخارجية بلينكن للمشاركة في إدارة التحالف الدولي ضد داعش يعكسان عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين التي تعدت المجالات الاقتصادية والعسكرية إلى التنسيق الأمني العالي والمحكم”. حسن بلوان: حضور بلينكن يعكس عمق العلاقات بين واشنطن والرباط ورغم أنه لم يتعرض لهجمات كبيرة في السنوات الأخيرة -ما عدا حادثة مقتل سائحتين أسكندنافيتين في 2018- ما يعكس مدى فعالية الاستراتيجية الأمنية التي وضعها لمحاربة التطرف، إلا أن المغرب يكثف من عملياته الأمنية لاستباق أي تحرك للأشخاص الذين استقطبتهم الجماعات الإرهابية. وكشف الأمن المغربي الجمعة عن اعتقال شخص موال لتنظيم داعش في مدينة بركان شمال شرقي البلاد، للاشتباه في تورّطه في “التحضير والإعداد لمشروع إرهابي بغرض المساس الخطير بالنظام العام”. جاء ذلك في بيان للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع لوزارة الداخلية المغربية، نشرته وكالة الأنباء الرسمية بالمملكة. وأضاف البيان، أن المكتب “تمكن في الساعات الأولى من صباح الجمعة، من توقيف شخص موال لتنظيم داعش الإرهابي، يبلغ من العمر 37 سنة وينشط بمدينة بركان (شمال شرق)”.وأوضح أن “ذلك للاشتباه في تورطه في التحضير والإعداد لمشروع إرهابي بغرض المساس الخطير بالنظام العام”. وتابع “توقيف هذا الشخص المشتبه فيه يعد ثمرة تعاون وتنسيق بين مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والسلطات الأميركية المختصة”. واستطرد “حيث جرى تشخيص هويته وكشف معالم مشروعه الإرهابي انطلاقا من أبحاث وتحريات تقنية مشتركة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي”. ويعكس التنسيق في مثل هذه العمليات التعاون الأمني والاستخباري المغربي الأميركي الرامي لكشف مخططات التنظيمات الإرهابية وهو ما سيتعزز وفقا لمراقبين بعد المؤتمر المرتقب في مدينة مراكش. وقال بلوان إن “انعقاد المؤتمر بالمغرب هو اعتراف بالدور الفعال الذي يضطلع به في محاربة التطرف وفق مقاربة شمولية يتقاطع فيها الأمني والسياسي والاجتماعي والديني، بالإضافة إلى تثمين التنسيق المشترك بين الأجهزة الأمنية للدول الفاعلة في محاربة الفكر الداعشي المتطرف”.
مشاركة :