رياض محرز.. صفقة رابحة بجميع المقاييس

  • 12/10/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

رغم أن العدد القياسي من الأهداف الذي سجله جيمي فاردي، لاعب ليستر سيتي، في إطار هذا الموسم من الدوري الإنجليزي الممتاز استحوذ على الاهتمام الأكبر من جانب وسائل الإعلام، فإن رياض محرز، وليس فاردي، اللاعب الأكثر فاعلية في قصة صعود النادي. يتربع ليستر سيتي على قمة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد خوضه 15 مباراة، مني خلالها بهزيمة واحدة، الأمر الذي يعد إنجازًا مثيرًا بكل المقاييس. وفي الوقت الذي لا يزال نزيف النقاط مستمرًا لدى كل من مانشستر سيتي وآرسنال ومانشستر يونايتيد، يمضي ليستر سيتي في مسيرته الناجحة. من جهته، أعرب سير أليكس فيرغسون، المدرب البارز السابق لمانشستر يونايتيد، عن اعتقاده بأن أمام ليستر سيتي «فرصة عظيمة» لقلب الموازين والاستمرار في المضي قدمًا نحو اللقب إذا تمكن من تعزيز صفوفه خلال موسم الانتقالات في يناير (كانون الثاني) . إلا أنه في الوقت الراهن، يبقى ليستر سيتي بقيادة المدرب كلوديو رانيري الأفضل على مستوى الدوري الممتاز، فجدول ترتيب الأندية لا يكذب. الواضح أن الجزء الأكبر من الاهتمام الإعلامي خلال هذا الموسم انصب على جيمي فاردي باعتباره العامل الأبرز وراء الإنجازات الجماعية لفريقه. ورغم أن مسيرة اللاعب في تسجيل الأهداف المتتابعة والتي امتدت إلى 11 مباراة متتالية في الدوري الممتاز انتهت في نهاية الأسبوع عندما توقف فاردي عن إحراز الأهداف في مباراة سوانزي التي فاز فيها ليستر على سوانزي سيتي بثلاثية نظيفة. وبالطبع، لا يمكن التقليل من حجم إسهام نغولو كانتي، الذي انتقل إلى ليستر سيتي في الصيف، في الفوز بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، ورغم ذلك، ليس هناك شك في أن رياض محرز كان نجم اللقاء. وقد استحوذت الأهداف الثلاثة التي أحرزها رياض محرز على جل الاهتمام في موسم شهد تألقًا في أداء اللاعب الجزائري. وقد حصل محرز، (24 عامًا)، على تقييم ممتاز بلغ 10 درجات عن أدائه خلال لقاء مباراة ناديه مع سوانزي سيتي، ليصبح بذلك أول لاعب يحصل على هذا التقدير لأكثر من مرة خلال هذا الموسم، حيث سبق وأن حصل عليه خلال أول مواجهة لناديه في الدوري الممتاز أمام سندرلاند. وارتفع مجمل تقييم محرز على مدار الموسم حتى الآن إلى 8.33، وهو مستوى لم يسبقه إليه أي لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. ورغم أن استمرار فاردي في تسجيل الأهداف والأداء المبدع لمسعود أوزيل خلال هذا الموسم - حيث ساعد في تسجيل 12 هدفًا حتى الآن، وهو ما يزيد بمقدار الضعف عن أي لاعب آخر في إطار الدوري الممتاز وهو ما أبهر الكثيرين هذا الموسم، يظل محرز يستحق القدر الأكبر من الإشادة والثناء. يحتل محرز حاليًا الترتيب الثالث في قائمة تسجيل الأهداف، بإجمالي 10 أهداف، بينما لا يفوقه سوى أوزيل بمجال المساعدة في تسجيل أهداف. يذكر أن محرز عاون في تسجيل 6 أهداف. مع مشاركته بصورة مباشرة في صنع 16 هدفا في الدوري الممتاز، فإن مجمل سجل محرز لا يتفوق عليه سوى بيير إيميريك أوباميانغ، لاعب بروسيا دورتموند (20 هدفًا)، ونيمار لاعب برشلونة (19)، وزلاتان إبراموفيتش، لاعب باريس سان جيرمان (18) في أكبر خمس بطولات دوري على مستوى القارة الأوروبية. يذكر أنه في الموسم الماضي سجل أربعة أهداف وساعد في تسجيل ثلاثة. وبينما كانت موهبته واضحة خلال موسمه الأول في الدوري الممتاز الموسم الماضي، فإن التناغم الكبير لأدائه يترك تأثيرا هائلاً على نتائج المباريات خلال هذا الموسم. بطبيعة الحال، يرجع جزء كبير من التطور السريع لأداء محرز إلى التشكيل الذي يلعب به فريقه ككل. يذكر أن ليستر سيتي رغم صدارته للدوري، فإنه يتسم بترتيب متأخر للغاية من حيث الاستحواذ على الكرة، حيث يأتي في المركز الـ18 بنسبة استحواذ تبلغ (44.2 في المائة). وفي الوقت الذي لا يعد التمرير المتأني للكرة من الأولويات الأولى لدى ليستر سيتي، فإن الفريق أيضًا تخلى عن الاستحواذ مقابل توجيه الكثير من الكرات باتجاه مرمى الخصم ومحاولة تمرير الكرة على نحو يفرق صفوف دفاع الخصم. وحينما تسنح الفرصة، يحاول الفريق شن هجمات سريعة للحيلولة دون استعادة الخصم توازنه، ولهذا فإن ليستر سيتي لا يحتفظ بالكرة لفترات طويلة. ولا شك أن هذا الاستعداد للمجازفة والانطلاق السريع يتعارض بشدة مع عدد من الفرق الأخرى التي يحتل بعضها مكانة متقدمة في جدول ترتيب أندية الدوري ويحتل البعض الآخر مكانة متأخرة، منها مانشستر يونايتيد وسوانزي سيتي. ويخدم هذا الأسلوب في تعزيز مكانة محرز. الملاحظ في أداء اللاعب الجزائري مهارته في الاختراق وخلق مساحات لنفسه. يعتبر محرز صاحب أكبر مرات مناورة بالكرة في الدوري الممتاز (50)، مما يمثل 31 في المائة من إجمالي مناورات ليستر سيتي، ويأتي في ترتيب متقدم بين لاعبي الدوري من حيث التصويب على المرمى (42) والتمريرات المحورية للكرة (31). وكان من شأن الفرص التي نجح في خلقها تمكين فاردي على وجه التحديد من التألق والنجاح - ولم يسبقه سوى أوزيل من حيث خلق فرص واضحة (11).. في الواقع، يعتبر محرز أفضل لاعب جناح على الإطلاق داخل إنجلترا في الوقت الراهن. ومع أن محرز، وكذلك فاردي بل وكانتي، ليس من أصحاب الأسماء الكبرى بعد، فإن استعدادهم للعمل من أجل فريقهم والسعي لمعاودة الاستحواذ على الكرة بسرعة نجح في جعل ليستر سيتي مصدر تهديد للأندية الأخرى. ويعتبر محرز (11) وكذلك فاردي (15) من بين 14 لاعبًا فقط نجحوا في الاستحواذ على الكرة داخل الثلث الهجومي من الملعب لأكثر من 10 مرات هذا الموسم. ورغم الإشادة التي شملت فاردي وكانتي وآخرين لما يبدونه من قدرة على الفوز بالكرة داخل مساحة متقدمة من الملعب، يبقى من المهم لأي فريق وجود لاعب باستطاعته المضي قدمًا بسرعة لمواكبة زملائه في مثل هذه المواقف. وداخل ليستر سيتي، يتمثل هذا اللاعب في محرز الذي يحمل سحرا في حذائه وينبغي أن يتوج أفضل لاعب في الموسم حتى الآن. وفي الوقت الذي أنفقت فيه فرق المقدمة أموالا طائلة لتعزيز صفوفها مطلع الموسم الماضي، فإن ليستر دفع مبلغا زهيدا مقداره 450 ألف يورو للحصول على خدمات هذا اللاعب من نادي لوهافر الفرنسي منتصف الموسم الماضي. نشأ محرز في ضواحي باريس الشمالية ويكشف بأن المقربين منه نصحوه بعدم التوجه إلى الدوري الإنجليزي، بل الانتقال إلى الدوري الإسباني ويقول محرز: «الجميع كانوا يقولون لي الدوري الإنجليزي لا يناسبك، فهو يعتمد على اللعب البدني كثيرا، الأفضل لك الانتقال إلى الدوري الإسباني». لكن محرز لم يستمع إلى نصائح هؤلاء ورفض عروضا من باريس سان جيرمان ومرسيليا لينتقل إلى ليستر سيتي المتواضع والذي كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط إلى الدرجة الأولى في نهاية الموسم الماضي. وكان النقاد يعتبرون بأنه نحيل الجسم ولا يستطيع الصمود في مواجهة المدافعين الإنجليزي أصحاب البنية الجسدية الهائلة لكن محرز لم يتأثر بهذا الأمر إطلاقا لأنه لم يدع الفرصة أمام المدافعين للاقتراب منه، نظرًا لبراعته في المراوغة. وقال محرز بعد تسجيله الثلاثية في شباك سوانزي: «إنه يوم مثالي، لقد فزنا وتصدرنا وسجلت ثلاثية. إنها الثلاثية الأولى لي في مسيرتي أيضًا وبالتالي أنا سعيد جدا لفريقي». وبات محرز أيضًا أول لاعب في صفوف ليستر سيتي يسجل ثلاثية منذ أن فعل ذلك ستان كوليمور عام 2000. كما أصبح أول لاعب جزائري يسجل ثلاثية في الدوري الإنجليزي الممتاز.

مشاركة :