طهران - يقوم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال الأسبوع القادم بجولة خارجية تشمل كلا من إيران وألمانيا وبريطانيا ودولا أوروبية أخرى من المتوقع أن يناقش خلالها أمن الطاقة للعالم على وقع الحرب الروسية في أوكرانيا وكذلك جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني التي تعثرت بعد توقف محادثات فيينا. وتطرح قطر نفسها وسيطا في أزمات إقليمية ودولية فالإضافة لاستضافتها سابقا محادثات بين الغرب وحركة طالبان قبل أن تستعيد الأخيرة السيطرة على أفغانستان وتشكل حكومة لم يعترف بها المجتمع الدولي، تستضيف الدوحة محادثات بين فرقاء تشاد وتتحرك في الوقت ذاته لدفع جهود التهدئة بين الخليج وإيران وكذلك لإنعاش المحادثات النووية بين طهران من جهة وواشنطن وحلفائها الأوروبيين من جهة ثانية. وأعطت المصالحة الخليجية في يناير/كانون الثاني من العام الماضي زخما أقوى للدبلوماسية القطرية التي تتحرك على أكثر من جبهة لانتزاع دور الوسيط في أزمات متناثرة. وقال مصدر مطلع اليوم الأحد إن الشيخ تميم سيزور إيران وعواصم أوروبية في رحلة تبدأ خلال الأسبوع القادم ومن المتوقع أن يناقش فيها جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 وأمن الطاقة في أوروبا. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأن الرحلة لم يعلن عنها رسميا حتى الآن، أن أمير قطر سيزور طهران ثم يقوم "بزيارة موسعة إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة". وقال المصدر لرويترز إن التركيز الرئيسي للمحادثات سيكون على كيفية "رأب الصدع" في المحادثات النووية المتوقفة منذ مارس/آذار وكذلك الغاز الطبيعي المسال وأمن الطاقة في المرحلة الأوروبية من الرحلة. وسبق للدوحة أن أوضحت أنه لن يكون بمقدروها تغطية الفجوة التي ستنجم عن حظر الاتحاد الأوروبي النفط والغاز الروسيين كما أنها ترتبط بعقود طويلة الأجل خاصة مع الصين وهو أمر يحول دون أن يشكل إنتاجها بديلا للغاز الروسي. وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية اليوم الأحد أن أمير قطر سيتوجه إلى إيران لتعزيز العلاقات لكنها لم تذكر موعدا محددا أو تفاصيل أخرى. وسعت ألمانيا ودول أوروبية أخرى إلى تعزيز روابط الطاقة مع قطر في ظل سعيها إلى توفير بدائل للغاز الروسي وسط مخاوف بشأن الإمدادات وارتفاع الأسعار في ظل الصراع في أوكرانيا. ويرتبط معظم إنتاج الطاقة القطري بعقود طويلة الأمد. وقال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة إنه لا توجد دولة واحدة لديها القدرة على أن تحل محل إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا بالغاز الطبيعي المسال في حالة تعطل هذه الإمدادات. وقال المصدر إن رحلة الشيخ تميم الخارجية تهدف أيضا إلى دفع الأطراف في الاتفاق النووي الإيراني إلى "أرضية مشتركة جديدة". ووصلت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران لإحياء الاتفاق إلى طريق مسدود وهو ما يرجع بالأساس إلى إصرار طهران على مطلب شطب الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات. وانسحبت واشنطن من الاتفاق في 2018 وأعادت فرض العقوبات الأميركية، وردت طهران بانتهاك تدريجي للقيود النووية المنصوص عليها في الاتفاق.
مشاركة :