أنقرة تدعو رعاياها إلى مغادرة العراق باستثناء إقليم كردستان

  • 12/10/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي لا يزال فيه التصعيد حيال تركيا سيد الموقف في بغداد، دعت أنقرة أمس، رعاياها الموجودين في العراق إلى مغادرته، باستثناء بعض المحافظات في إقليم كردستان، مشيرة إلى مخاطر أمنية، وذلك في بيان للخارجية التركية. وأعلنت الوزارة في البيان، أن «تحذيرنا للمسافرين يمتد ليشمل كل المحافظات العراقية، باستثناء دهوك وأربيل والسليمانية» الواقعة في إقليم كردستان شمال العراق. ونصحت الوزارة بعدم زيارة الكثير من المحافظات العراقية وبينها البصرة والنجف والأنبار وكركوك، مضيفة: «ننصح بشدة جميع من إقامتهم غير ضرورية بمغادرة هذه المحافظات بأسرع ما يمكن». وبررت السلطات التركية نداءها بتنامي التهديد للمؤسسات التركية مؤخرا وتصريحات تشجع «على العنف والترهيب والخطف». ويأتي بيان الخارجية في الوقت الذي شهدت فيه العلاقات بين بغداد وأنقرة توترا منذ أن نشرت تركيا مئات الجنود والدبابات في بعشيقة في محافظة الموصل شمال العراق. وتقول إن الهدف هو تدريب عراقيين على قتال تنظيم داعش. ويقوم رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بزيارة إلى تركيا، حيث استقبله أمس الرئيس رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو. وتوجه بارزاني فور وصوله إلى مقر جهاز الاستخبارات التركية، حيث التقى رئيسها هكان فيدان، وفقا للصحف المحلية. وصوت البرلمان العراقي خلال جلسته أمس، لصالح ما اتخذه رئيس الوزراء حيدر العبادي من إجراءات للتعامل مع الأزمة بين أنقرة وبغداد. وقال بيان للبرلمان، إنه ناقش «مسألة التدخل التركي في شمال العراق، إذ أكد رئيس مجلس النواب رفض المجلس لأي تدخل أو خرق لسيادة العراق»، مبديًا في الوقت ذاته ترحيبه بأي جهد مشروع في المعركة ضد تنظيم داعش، وتحمل المجتمع الدولي لمسؤوليته في مكافحة الإرهاب. وأشار البيان إلى أن «أي دعم لا بد أن يتم بالتنسيق مع الحكومة وبعلم مجلس النواب»، وأضاف البيان أن «الجبوري أكد احتفاظ العراق بحق الرد الموازي لأي خرق من أي جهة». كما نوه المجلس بحق «الحكومة العراقية في اللجوء إلى كل الوسائل والإجراءات اللازمة لحماية سيادة العراق وضمان انسحاب تلك القوات». من جهته، استمر التحالف الوطني في تصعيد مواقفه، التي تتمحور بين طرد السفير التركي ومقاطعة البضائع التركية، غير أن النائب الأول لرئيس البرلمان والقيادي في التحالف الوطني همام حمودي عد أن «أي قرار يتخذ لا بد أن يحصل بالتوافق بين مختلف القوى الوطنية في البلاد». وفي سياق الدعوات إلى التصعيد في مقابل الجهود الدبلوماسية، أكد عضو البرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني عرفات أكرم في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الزيارة التي يقوم بها حاليا إلى أنقرة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ستتطرق إلى هذه الأزمة، رغم أن الزيارة كانت مقررة مسبقا، لكن عملية تحرير سنجار وما ترتب عليها أدت إلى تأجيل الزيارة التي تحمل عدة ملفات منها الملف الاقتصادي. وقضية تصدير النفط وكذلك الملف الأمني»، مبينا أن «بارزاني كان قد اتصل هاتفيا برئيس الوزراء حيدر العبادي قبيل زيارته إلى تركيا، وهو ما يعني أن هناك تفاهما بهذا الشأن». وأوضح أكرم، أن «التصعيد الذي رأيناه خلال الأيام الأخيرة أمر لم يكن صحيحا، بما في ذلك المهلة التي حددها العبادي لتركيا وهي 48 ساعة، حيث إن عملية من هذا النوع توجه إلى عدو صريح، بينما لا يمكننا التعامل مع تركيا على هذا الأساس، حيث إن تركيا بلد جار وحليف للعراق والولايات المتحدة، ويريد أن يقف إلى جانب العراق». وأشار أكرم إلى أن «إقليم كردستان لا يملك الحق السيادي في إجراء حوار مع تركيا، وهذا هو عمل الدبلوماسية العراقية، لكن بارزاني سيتدخل بصفة شخصية، لما يملكه من علاقات جيدة مع القادة الأتراك». من جانب آخر، شن الطيران التركي، أمس، سلسلة غارات ليلية ضد متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، بحسب ما أعلنت قيادة الجيش التركي في بيان. وأشار الجيش إلى «تدمير» عدد من أهداف حزب العمال الكردستاني في مناطق عدة من شمال العراق وجبل قنديل، معقل المتمردين الأكراد. وفي حادثة منفصلة، قتل شرطي تركي برصاص قناصة من «العمال الكردستاني» في ديار بكر، كبرى مدن جنوب تركيا ذات الغالبية الكردية، لدى محاولته إبطال مفعول قنبلة، بحسب ما أفادت وكالة «الأناضول» التركية. وقال ماكورك في بغداد، أمس، إن «الولايات المتحدة تعد العراق وتركيا شريكين لها وتعمل على حل الأزمة بينهما سياسيا»، لافتًا إلى أن «أميركا ستساعد القوات العراقية عن طريق التحالف الدولي من خلال الغطاء الجوي في مواجهة تنظيم داعش»، مضيفا أن «تنظيم داعش كان على مقربة من احتلال المدن على مساحة 100 كيلومتر، وبدأت المساحات التي يسيطر عليها في التقلص»، مشيدًا بـ«انتصارات البيشمركة في سنجار بالتعاون مع التحالف الدولي».

مشاركة :