القدس المحتلة - الوكالات: اعتقلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أمس فلسطينيين يشتبه في أنهما نفذا الهجوم الذي قتل فيه ثلاثة مستوطنين الخميس في إلعاد بالقرب من تل أبيب. وقال جهاز الأمن الداخلي (شاباك) وجيش الاحتلال الإسرائيلي إنه عثر عليهما خلال «عمليات بحث قرب إلعاد (...) بالقرب من محجر خارج المدينة». وذكر عناصر أمن لوكالة فرانس برس من موقع الحدث أن المشتبه بهما كانا مختبئين في منطقة حرجية بالقرب من مقلع الحجر ولم يقاوما القوات الأمنية عند اعتقالهما. وهجوم الخميس هو السادس في إسرائيل منذ 22 مارس، ووقع في مدينة إلعاد بوسط إسرائيل التي تضم نحو خمسين ألف نسمة بينهم عدد كبير من المستوطنين المتشددين. ونفذ المهاجمان العملية بعد خروجهما من سيارة وهما يحملان فأسين، وهربا في السيارة نفسها وفقا لشهود عيان، تاركين ثلاثة قتلى وأربعة جرحى. وأفاد بيان الأجهزة الأمنية أن المطاردة شارك فيها عناصر من «وحدات الاستخبارات وقوات خاصة» من الشرطة وجهاز الأمن الداخلي والجيش استعانوا أيضا بطائرات مروحية وأخرى مسيرة. وجاء هجوم العاد في ذكرى «النكبة» التي تزامنت مع إعلان دولة إسرائيل. أمس، وزعت الشرطة الإسرائيلية شريطا مصورا يوثق عملية الاعتقال. وظهرت قوات كبيرة من عناصر الأجهزة الأمنية المختلفة في محيط موقع إلقاء القبض على الفلسطينيين المشتبه بهما، وقبل أن يتم تقييد يدي أحدهما واقتياده مرتديا بزة سوداء ومعتمرا قبعة إلى النقطة التي ألقيا فيها أحد القضبان الحديد التي استخدموها في الهجوم. وكانت الشرطة قد نشرت صور المنفذين واسميهما وعرفتهما بأنهما أسعد الرفاعي (19 عاما) وصبحي شقير (20 عاما) وكلاهما من قرية رمانة التابعة لمحافظة جنين شمال الضفة الغربية. وأعلنت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس الفلسطينيتان أنهما «تباركان الهجوم البطولي»، من دون أن تتبنياه. وأدان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «مقتل مدنيين إسرائيليين»، وكذلك المتحدث باسم الخارجية الأردنية هيثم ابو الفول. وتصاعدت الصدامات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قبل العملية خلال شهر رمضان. في الأسبوعين الأخيرين، أصيب أكثر من 300، معظمهم فلسطينيون وبينهم مسلمون أجانب وعرب في صدامات مع قوات أمن الاحتلال في باحة المسجد الأقصى على أثر اقتحامات المستوطنين للباحات بحماية الشرطة الإسرائيلية التي تتحكم بالدخول عبر الأبواب. وفي الأسبوع الماضي، حذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار من «استباحة» آلاف الكنس اليهودية في العالم، في حال «تكرر» دخول عناصر شرطة الاحتلال الى المسجد الأقصى القبلي. وقال السنوار مخاطبا الفصائل الفلسطينية وأجنحتها العسكرية: «عليكم أن تتجهزوا لمعركة كبيرة إذا لم يكف الاحتلال عن الاعتداء على المسجد الاقصى»، معتبرا أن «العدو يخطط لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا كمرحلة أولى تمهيدا لهدمه». وتعليقا على عملية الاعتقال، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن اعتقالهما «لن يثني مجاهدي شعبنا... وسيبقى الاحتلال يدفع ثمن احتلاله لأرضنا وجرائمه بحق شعبنا ومقدساتنا». وأضافت في بيان نقله المتحدث باسمها في الضفة الغربية طارق عز الدين: «لقد أحدثت العملية البطولية إرباكاً وزعزعة لأركان الكيان الصهيوني على أيدي هؤلاء الأبطال، والتي جاءت في ذكرى احتلال فلسطين، لتؤكد أن الحق الفلسطيني لا يموت ولا ينسى».
مشاركة :