الشيخة مي لـ«أخبار الخليج»: كل مواطن مقيم بالقرب من المشروع سيكون له موقف ثابت وزير الأشغال: المشروع يعد دعما للبنية التحتية لأهم المشاريع الثقافية والتراثية كتب أحمد عبدالحميد: تصوير - عبدالأمير السلاطنة بمشاركة عدد كبير من المهتمين بالشأن الثقافي، ومجموعة من سكان المحرق، افتتحت هيئة البحرين للثقافة والآثار أول مواقف السيارات متعدد الطوابق بمسار اللؤلؤ، ضمن مشروع موقع مسار اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث العالمي في مدينة المحرّق، وذلك بحضور الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة الثقافة، المهندس عصام خلف وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، السيد غازي المرباطي رئيس المجلس البلدي لبلدية المحرّق العميد عبدالله بن خليفة الجيران نائب محافظ محافظة المحرق، إضافة إلى وجود دبلوماسي وحضور شخصيات ثقافية وممثلين عن وسائل الإعلام. وبهذه المناسبة قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: «يسعدنا أن نرى تحوّل أحلام مدينة بعراقة المحرّق إلى حقيقة، ونفتتح اليوم أول مواقف السيارات التي ستخدم زوّار وسكّان موقع مسار اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث العالمي وستعزّز البنية التحتية للمدينة»، وأضافت: «بذلنا من أجل تنفيذ هذا الجزء من مشروع مسار اللؤلؤ سنوات من الجهود والتواصل والتعاون مع مختلف الجهات من أجل إنجاز مواقف السيارات التي ستعمل كمتنفس لمدينة المحرّق التي تتعامل مع تحدّيات عديدة متعلقة بالازدحام والتكدّس السكاني». وقالت إن مشروع موقع مسار اللؤلؤ يعد أحد أهم مشاريع تعزيز البنية التحتية في البحرين ومن خلاله تهدف الثقافة إلى إحياء المواقع التاريخية في مدينة المحرّق والارتقاء بالأحياء السكنية من أجل إعادة أهل البحرين إلى المدينة وتوفير وجهة ثقافية تجذب الزوّار من داخل وخارج البحرين وتستقطب سياحة ثقافية. وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار لـ «أخبار الخليج»: إن كل خطوة تؤدي إلى خطوة ثانية حتى نصل إلى اكتمال المشروع، ومع نهاية هذا العام تكتمل 4 مواقف سيارات، وقد اكتملت 17 ساحة على طول مسار اللؤلؤ، وهناك 16 موقعا يحكي قصة هذا المسار الحيوي، والذي ننتظره ليشكل بنية أساسية تحتية للسياحة المستدامة، هذه السياحة الثقافية التي نعول عليها لجذب الزوار، وتشجيع المواطن على العودة إلى الأحياء القديمة التي هجرها، حتى تعود إليها الحيوية». وأضافت أن موقف السيارات الأول يمكن توظيفه لاستقبال فعاليات وأنشطة، مشيدة بمساندة الداعمين للثقافة، لافتة إلى أن كل موقع في البحرين للثقافة مشروع فيه. وأشارت الشيخة مي إلى أن هذا المشروع يختلف عن بقية مشاريع طريق اللؤلؤ، لأن موقف السيارات سيكون له صدى أكبر نظرا إلى حاجة السكان والزوار لهذه الخدمة في هذه المنطقة، حيث ستسهم هذه المواقف عندما تكتمل في تيسير الحركة المرورية لزيارة المواقع التاريخية في قلب المحرق العريقة، مع هذا المسار الذي أدرج في قائمة التراث العالمي. وأوضحت أن جزءا من المشروع هو الارتقاء بالأحياء وتأسيس بنية تحتية للسياحة المستدامة وهو الأساس من مشروع طريق اللؤلؤ الذي يؤرخ لصناعة اللؤلؤ في البحرين. ولفتت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار إلى أن الهيئة ستشرف على إدارة موقف السيارات لكي نتأكد من عدد السكان المطلوب توفير مواقف لهم وأيضا تشغيله للزوار، لافتة إلى أن المواقف الأربعة موزعة 2 في الشمال و2 في الجنوب والمواطنون المقيمون بقرب أي موقف سيكون لهم الأولوية في الحصول على مواقف ثابتة لهم. من جانبه أكد المهندس عصام خلف وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني أهمية مشروع مواقف السيارات بمسار اللؤلؤ والذي يعد دعما للبنية التحتية لأهم المشاريع السياحية والتراثية وهو طريق اللؤلؤ، لافتا إلى أن الموقف هو واحد من 4 مواقف ستصل طاقتها الاستيعابية إلى ألف سيارة، كما أن الموقع لن يكون مخصصا للسيارات فحسب ولكنه مهيئ لاستقبال الاحتفالات والمهرجانات. وقال لـ«أخبار الخليج» إن مشروع طريق اللؤلؤ هو إحياء لتاريخ البحرين وتراثها ويدعم الحركة الثقافية في المملكة بما يخدم السياحة التي تمثل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني وتسهم في خلق وظائف نوعية للمواطنين، والارتقاء بالحراك الثقافي في البحرين، لافتا إلى أن وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني تعتز بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار في أي مشروع يدعم الحركة الثقافية في المملكة. بدوره أشاد عضو مجلس النواب إبراهيم خالد النفيعي بجهود هيئة البحرين للثقافة والآثار برئاسة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في تطوير المحرق وفرجانها القديمة، واليوم نشهد افتتاح موقف للسيارات يستوعب حوالي 130 سيارة وهو ما يسهم في حل مشكلة تكدس السيارات في الفرجان القديمة، منوها بخطوة الثقافة في تخصيص أجزاء من الموقف لصالح أهالي المحرق بشكل مجاني وعدم اقتصاره على زوار مسار اللؤلؤ وهو أمر نوجه إليه الشكر عليه. ودعا وزارات الأشغال والبلديات والإسكان أن يحذو حذو الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في مشروع تأهيل الفرجان القديمة في المحرق، وحمل عضو مجلس النواب وزارة الإسكان مسؤولية تأخير تنفيذ مشروع تأهيل الفرجان القديمة في المحرق والذي يعد مشروعاً مهماً بحكم خصوصية المنطقة ومكوناتها من مبان ذات قيمة تراثية عالية، تعني الكثير للمحرقيين ولأهل البحرين ككل. وأشار النفيعي إلى أنه وبالرغم من توجيهات القيادة بهذا الشأن ومنذ عام 2014 إلا أن هنالك تباطؤا ملحوظاً من قبل الوزارة والمسؤولين بها بإنفاذ هذه التوجيهات. وأكد النفيعي ضرورة دراسة تسليم المشروع لهيئة الثقافة، وحلحلة كل الملفات العالقة عبر تشكيل لجان عمل نشطة، تقوم برفع التقارير اللازمة للجهات المختصة، موضحاً أن تعطيل المشروع، أضر الكثيرين، وعطل مصالح الكثير من ملاك العقارات القديمة. وبين أن المشروع ومنذ عام 2014 وحتى العام الحالي 2022 لم يخط خطوة واحدة للأمام، وبأن رد الوزارة على سؤاله البرلماني الأخير بهذا الشأن لا يحمل أي مبشرات وتطمينات للمواطنين القاطنين في الفرجان للبدء في المشروع، والذين يتطلعون إلى إعادة إحياء الفرجان المحرقية العريقة، بتأهيل تستحقه ويستحقه أبناؤها. إلى ذلك، أشاد النائب إبراهيم النفيعي بافتتاح هيئة الثقافة والآثار أول مشروع مواقف سيارات في طريق اللؤلؤ والتي ستكون مجانية لأهالي المحرق، لافتاً إلى تقدير المواطنين جميعاً لجهود الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في تطوير الخارطة التراثية والإنسانية لمملكة البحرين، ومنها الفرجان المحرقية العريقة. بدوره أوضح د. منير بوشناقي، مستشار التراث العالمي لهيئة البحرين للثقافة والآثار، أن تصميمات مواقف سيارات مسار اللؤلؤ حصلت على موافقة من اليونسكو نظرا إلى أن الموقع هو أحد المواقع المدرجة على لائحة التراث العالمي، والتي تحدد مجموعة من الشروط الخاصة بإضافة أي عمران بالقرب من المواقع التراثية العالمية، مشددا في الوقت نفسه على أنها لا تمنع البناء ولكن تحدد الشروط الواجب توافرها ومنها أن تكون الألوان المستخدمة في البناء مشابهة لألوان الموقع التراثي. وأشار إلى أنه بالنسبة إلى مواقف السيارات فقد تم الاشتراط بعد ارتفاع البناء بصورة تحجب بيوت مسار اللؤلؤ المطلة عليه. وتعد مواقف السيارات متعددة الطوابق أحدث مشاريع هيئة الثقافة على مسار اللؤلؤ في المحرّق، والمشروع عبارة عن أربعة مبان موزعة على امتداد المسار. ويتّسع المبنى الذي تم افتتاحه لحوالي 130 سيارة ويتكون من طابق أرضي وطابق أول. وصمّمت المواقف شركة كريستيان كيريز بالتعاون مع أرسينالس للهندسة ومن تنفيذ مقاول البناء الرئيسي شركة محمد عبدالمحسن الخرافي وأولاده. ومن المقرر الانتهاء من تشييد المواقف الثلاثة المتبقية ما بين نهاية عام 2022م وبداية عام 2023م، ويقع ثاني مباني المواقف متعددة الطوابق بالقرب من عمارة بن مطر والركن الأخضر، وهو الأكبر ويكتمل مع نهاية العام الحالي، فيما يقع مبنى الموقف الثالث بالقرب من بيت فخرو جنوب موقع مسار اللؤلؤ، فيما سيكون آخر مبنى للمواقف مواجهاً لبيت العلوي وبالقرب من بيت الجلاهمة. ويهدف هذا الجزء من مشروع مسار اللؤلؤ إلى توفير مواقف سيارات لسكّان المدينة وزوّار موقع مسار اللؤلؤ على حد سواء وستعزز البنية التحتية للمحرّق كونها تعد أماكن عامة. وتتميّز المواقف بتصميم هندسي فريد وستضيف للمحرّق مساحات جديدة تزيد من رونق نسيجها العمراني. وعمد مهندسو المشروع إلى تصميم كل طابق من المواقف الجديدة بشكل متميّز، كما تم التركيز على عنصر التواصل في التصميم بحيث تتماهى أرضية كل طابق مع المنحدرات الواصلة بينها لتعكس المواقف المقومات الحضارية والتراث العريق الذي يتضمنه موقع مسار اللؤلؤ.
مشاركة :