طهران - من المتوقع أن يصل مفاوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن تنسيق المحادثات النووية الإيرانية في فيينا إنريكي مورا إلى طهران الثلاثاء، بينما تأتي هذه الزيارة في خضم زخم دبلوماسي لكسر جمود المحادثات المتوقفة منذ مارس/اذار الماضي والتي وصلت إلى حافة طريق مسدود مع تمسك إيران بمطلب شطب الحرس الثوري من القائمة الأميركية للإرهاب وهو موضوع يفترض أنه منفصل عن حزمة العقوبات المرتبطة بالملف النووي الإيراني. وترفض واشنطن حتى الآن شطب الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية للإرهاب لسببين أولهما أنه قضية منفصلة عن الجهود التي أطلقت لإحياء الاتفاق النووي للعام 2015 وثانيهما أن هذا التشكيل العسكري يشكل خطرا على الاستقرار الإقليمي والدولي وثمة ما يبرر إبقاءه تحت مقصلة ضغوط العقوبات مع تورطه في زعزعة الاستقرار بالمنطقة. وزيارة مورا المرتقبة لطهران تأتي بينما يعتزم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد القيام خلال هذا الأسبوع بزيارة لإيران في محاولة لدفع جهود مفاوضات فيينا المتوقفة. وترتبط الدوحة بعلاقات وثيقة مع كل من الجمهورية الإسلامية وواشنطن وقد تلعب دورا مهما في تحريك المحادثات وتقريب وجهات النظر. وقبل أكثر من عام، بدأت إيران والقوى المنضوية في اتفاق العام 2015 (فرنسا وبريطانيا وألمانيا روسيا والصين)، مباحثات في فيينا شاركت فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي انسحبت أحاديا من الاتفاق عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب. وتهدف المفاوضات التي تجري بتنسيق من الاتحاد الأوروبي، إلى إعادة واشنطن لمتن الاتفاق ورفع عقوبات فرضتها على طهران بعد انسحابها، مقابل امتثال الأخيرة مجددا لالتزاماتها التي تراجعت عنها بعد الخطوة الأميركية. وبعد توقّف المفاوضات في مارس/اذار الماضي في العاصمة النمساوية، دعت إيران في 25 أبريل/نيسان إلى اجتماع في "أقرب وقت ممكن" لإحياء الاتفاق النووي. وقال سعيد خطيب زاده خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن مورا "سيلتقي مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية علي باقري" كبير المفاوضين في جمهورية إيران الإسلامية". وسيزور مورا طهران، بحسب الصحافة الإيرانية، الثلاثاء. وقام بزيارته الأخيرة إلى طهران في 27 مارس/اذار، وتوجّه بعد يومين إلى الولايات المتحدة. وتابع خطيب زاده "زيارة السيد مورا تجعل المفاوضات تتقدّم في الاتجاه الصحيح"، لكن ذلك "لا يعني أنه يحمل رسالة جديدة بعد توقّف" المفاوضات، كون الرسائل "يتمّ تبادلها باستمرار بين إيران والولايات المتحدة عن طريق الاتحاد الأوروبي". وأضاف خطيب زاده أن على الإعلام "ألّا يحصر المسائل المعلّقة بين إيران والولايات المتحدة بموضوع واحد، مثل موضوع الحرس الثوري". وقال أيضا دون أن يعطي تفاصيل "احتُرمت الخطوط الحمر التي حدّدتها السلطات العليا للجمهورية الإسلامية ولذلك وصلنا إلى هذا الوضع اليوم"، مضيفا "إذا قررت الولايات المتحدة اليوم احترام حقوق الشعب الإيراني، يمكننا الذهاب إلى فيينا بعد زيارة السيد مورا، وتوقيع الاتفاق". ولفت إلى أن "السيد مورا طلب عقد اجتماعات أخرى مع مسؤولين إيرانيين داخل وخارج وزارة الخارجية، لكن علينا أن نرى ما سيحدث". وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد قال السبت لصحيفة "فاينانشل تايمز" إنه يبحث عن "طريق وسط" لإنهاء الجمود الذي يهدد بتقويض أكثر من عام من الجهود الدبلوماسية الأوروبية لإبرام اتفاق من شأنه أن يجعل الولايات المتحدة تنضم إلى اتفاق 2015 ورفع العقوبات عن إيران. في المقابل، ستخفف الجمهورية الإسلامية بشكل كبير من نشاطها النووي. وقال بوريل للصحيفة البريطانية اليومية إنه هو من أراد أن يذهب مفاوض الاتحاد الأوروبي إلى طهران لمناقشة القضية، لكن إيران "كانت مترددة جدا". ووصف مهمة مورا بأنها "الخرطوشة الأخيرة". وتابع بوريل "في لحظة معينة بصفتي منسق محادثات فيينا، أضع هذا الاقتراح على الطاولة، بشكل رسمي... ستكون نقطة التوازن الوحيدة الممكنة هي هذه النقطة"، مضيفا "لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو بالتأكيد، لأنه في غضون ذلك، تواصل إيران تطوير برنامجها النووي".
مشاركة :