تسعى المعارضة السورية التي تنهي اجتماعها في الرياض اليوم الخميس (10 ديسمبر/ كانون الأول 2015) إلى توافق يوقع عليه الأطراف بشأن الانتقال السياسي في سورية، ما سيساهم في تعزيز موقفها في مفاوضات محتملة مع نظام الرئيس بشار الأسد. وقال مصدر سوري معارض مواكب لاجتماعات الرياض لوكالة "فرانس برس" رافضاً الكشف عن اسمه أن الخميس سيكون "الامتحان الفعلي لأنه يجب أن توقع أوراق لما جرى من نقاش" أمس الأربعاء. وأوضح انه تم الأربعاء التوافق على بنود تقع في إطار "الثوابت الوطنية الحاكمة"، وتشمل "مدنية الدولة السورية وتعدديتها"، مشيراً إلى أن المجتمعين اتفقوا على "أن عملية الانتقال السياسي هي من مسئولية السوريين". كما تمت مناقشة سبل "الحفاظ على مؤسسات الدولة وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية، ورفض الإرهاب بكل أشكاله، ورفض وجود مقاتلين أجانب، والتمسك بوحدة الأراضي السورية". وتشارك في المؤتمر قرابة مئة شخصية من فصائل سياسية وعسكرية، وسط إجراءات أمنية مشددة وتكتم إعلامي. وبدأ المؤتمر أعماله أمس، ولم يتضح ما إذا كان المجتمعون توصلوا إلى اتفاق على شروط المرحلة الانتقالية المحتملة، لاسيما لجهة دور الرئيس بشار الأسد فيها. وكانت مصادر في المعارضة أبدت قلقها من احتمال أن تثير هذه النقطة تباينات بين المؤتمرين. وجاء اجتماع الرياض بعد اتفاق دول كبرى معنية بالملف السوري الشهر الماضي في فيينا على خطوات لإنهاء النزاع الذي أودى بأكثر من 250 ألف شخص خلال قرابة خمس سنوات. وتشمل هذه الخطوات تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج. كما نص الاتفاق الذي شاركت فيه دول عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية الداعمتان للمعارضة، وروسيا وإيران حليفتا النظام، على السعي إلى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين بحلول الأول من يناير/ كانون الثاني. وأعلنت موسكو الأربعاء أنها ستشارك غدا (الجمعة) في مباحثات بشأن سورية مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة، قبل أيام من اجتماع جديد مرتقب لمجموعة فيينا في نيويورك. وعبر معارضون مشاركون في المؤتمر عن "تفاؤل" باحتمال التوصل إلى توافق، وسط دعوة من قادة دول الخليج الذين بدأوا اجتماع قمة في الرياض أمس أيضاً، ممثلي المعارضة السورية إلى اغتنام "الفرصة الثمينة" المتاحة في المؤتمر.
مشاركة :