حذر المرشد الإيراني علي خامنئي، الإثنين، من توسع رقعة الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام والحكومة الإيرانية. يأتي ذلك على خلفية قرار حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي وقف الدعم عن الطحين، الأمر الذي تسبب بزيادة كبيرة في أسعار الخبز، وحرك احتجاجات في عدد من المدن. وربط خامنئي في خطاب ألقاه أمام مجموعة من العمال الإيرانيين، احتجاجات النقابات العمالية بما أسماه «استفزازات الأعداء»، وأعرب عن دعمه للسياسات الاقتصادية لحكومة رئيسي. ومضى خامنئي في انتقاد ضمني لسياسات حكومة الرئيس السابق حسن روحاني، دون أن يتحدث عن أي نقاط ضعف في الخطط الاقتصادية للحكومة الحالية. وأدى ارتفاع التضخم والزيادة المطردة في أسعار السلع والخدمات المختلفة في إيران في السنوات الأخيرة إلى خروج مسيرات احتجاجية كبيرة من مختلف الفئات، بما في ذلك المعلمين والعمال والمزارعين. وكانت آخر خطة اقتصادية لحكومة إبراهيم رئيسي، زيادة مفاجئة في الخبز، وتسبب هذا الموضوع في موجة قلق واسعة النطاق بين المواطنين، حيث تستمر الاحتجاجات الشعبية في محافظة خوزستان جنوب إيران. وكان عدد من أعضاء البرلمان والخبراء الإيرانيين، بمن فيهم شخصيات مقربة من الحكومة وأنصار إبراهيم رئيسي، من تداعيات الخطط الاقتصادية للحكومة. ورغم الانتقادات، حمل رئيسي حكومة سلفه روحاني مسؤولية الأوضاع الحالية بسبب ما أسماها «السياسات الاقتصادية الخاطئة». وزعم رئيسي أن الاقتصاد الإيراني بحاجة إلى «جراحة» تعتمد خطة طويلة الأمد. وفي سياق متصل، اعتقلت القوات الأمنية الإيرانية، عشرات المتظاهرين في مدن مختلفة من محافظة خوزستان خلال الأيام الثلاثة الماضية، فيما تواصل السلطات قطع شبكة الإنترنت عن الهواتف المحمولة. ووفقا للتقارير، لا يزال الإنترنت مقطوعا في الأهواز وبعض مدن خوزستان. من جان اخر دعا المعارض الإيراني البارز حشمت الله طبرزدي، أمين عام «الجبهة الديمقراطية الإيرانية» جميع مواطني بلاده للتضامن مع الاحتجاجات التي تشهدها منطقة الأهواز ضد موجة الغلاء منذ يوم الجمعة الماضي والتي بدأت تمتد إلى المحافظات الأخرى. وقال طبرزدي في اتصال مع «العربية.نت» من منزله في العاصمة طهران: «باعتباري أمين عام الجبهة الديمقراطية الإيرانية وعضوا في لجنة تنسيق الاحتجاجات، أعلن عن دعمي دون قيد أو شرط لاحتجاجات الأهواز». كما طالب جميع المواطنين الإيرانيين أن يتضامنوا معها ويخرجوا إلى الشوارع للتنديد بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة جراء سياسات النظام الحاكم. كذلك أوضح طبرزدي أن إقليم الأهواز تحول إلى مركز لانطلاق الاحتجاجات خلال السنوات الأخيرة بسبب «سياسات الاضطهاد الممنهجة ضد المواطنين العرب هناك بالرغم من أن الإقليم ينعم بالخيرات ويستخرج منه معظم النفط والغاز الإيراني». وشدد على أن قضايا مثل «غلاء المعيشة» و«القمع المتواصل» من شأنهما أن يوسعا وتيرة الاحتجاجات. كما توقع طبرزدي أن تؤدي خطة الحكومة ل«تقنين الخبز» من خلال توزيع الكوبونات، إلى توسع رقعة الاحتجاجات في باقي أرجاء البلاد. كذلك أضاف أن مضاعفة سعر البنزين عام 2019 أدت إلى ظهور موجة عارمة من الاحتجاجات، مرجحا أن تؤدي مضاعفة سعر الخبز لاحتجاجات مشابهة خلال العام الجاري.
مشاركة :