مخاوف الركود الاقتصادي وتراجع الطلب العالمي يضغطان على أسعار النفط

  • 5/9/2022
  • 21:57
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تراجع بفعل المخاوف من تقلص الطلب العالمي وتنامي معدلات الركود الاقتصادي العالمي خاصة بعد قرار الاتحاد الأوروبي البدء في تطبيق حظر النفط الروسي ما يهدد استقرار المعروض. وتواجه الأسواق المالية العالمية حالة من الاضطرابات الواسعة نتيجة التضخم وتنامي المخاوف بشأن تأثيرات رفع أسعار الفائدة الأمريكية إضافة إلى استمرار إجراءات الإغلاق في الصين بسبب الإصابات المتنامية بجائحة كورونا التي تؤثر سلبا في توقعات النمو في الصين وفي نمو الطلب العالمي على الطاقة. وقال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون إن الموافقة الناجزة على العقوبات الأوروبية على النفط الروسي هي مهمة محفوفة بالمخاطر خاصة مع مواصلة المجر مقاومة اقتراح الاتحاد الأوروبي بحظر واردات النفط الروسية ما يؤدي إلى تعطيل حزمة العقوبات الكاملة التي فرضها الاتحاد كرد على الحرب في أوكرانيا. وأوضح المحللون أن تقديرات "أوبك" والعديد من البنوك الدولية تشير إلى استمرار العالم في احتياجه إلى النفط الخام لتلبية استهلاكه المتزايد من الطاقة. وقال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية إن أسواق النفط الخام زادت توترا واستهلت الأسبوع على تراجع بسبب المخاوف من الركود إضافة إلى أزمة الإغلاق في الصين، مبينا أن أبرز عوامل التوتر في السوق حاليا هو سعي الاتحاد الأوروبي إلى حظر النفط الخام الروسي خلال الأشهر الستة المقبلة والوقود المكرر بحلول أوائل كانون الثاني (يناير) المقبل. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي أبدى تفهما لظروف بعض الدول التي تعتمد بشكل واسع على النفط الروسي ووافق على منح بعض الاستثناءات حيث عرض الاتحاد الأوروبي على المجر وسلوفاكيا مهلة حتى نهاية 2024 للامتثال للعقوبات الأوروبية كما اقترح على جمهورية التشيك مهلة حتى حزيران (يونيو) من العام نفسه وذلك تقديرا لوضع تلك الدول التي تعتمد بشكل واسع على إمدادات النفط الخام الروسي. من جانبه، ذكر ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة أن عملية تدبير الانتقال وتحول الطاقة بعيدا عن موارد الطاقة الروسية ليست مهمة سهلة أمام الاتحاد الأوروبي خاصة بعد تأكيد المجر أنها صوتت لمصلحة جميع حزم العقوبات السابقة ولكن الحزمة السادسة الأخيرة قد تدمر أمن إمدادات الطاقة المجرية ما يعرقل التصويت على هذه الحزمة. من ناحيته، أكد ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات أن سوق النفط العالمية تواجه تحديات ومخاوف تتعلق بنقص المعروض النفطي خاصة في حال استبعاد روسيا من التجارة الدولية للنفط بينما تكافح مجموعة "أوبك +" لاستعادة التوازن في السوق وهي ملتزمة بقيود الطاقة الإنتاجية ويعاني بعضها نقص الاستثمار وهي الظروف التي تحد من قدرتهم على زيادة الإنتاج. واعتبر أن الولايات المتحدة تتمتع بقدر من القوة لترويض الأسعار من خلال زيادة الإنتاج خاصة من خلال شركات النفط الصخري وفي ظل وجود مؤشرات على تسارع أنشطة الحفر هناك ولكن أغلب الشركات التي تتمتع بأرباح تاريخية في الفترة الراهنة تحجم حاليا عن تسريع النمو في الإنتاج وتكتفي بتعويض المساهمين وتعزيز مراكزها المالية. بدورها، ذكرت نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية أن العالم لا يزال يعتمد بشكل كبير على النفط الخام حيث تعمل الدول وشركات النفط في جميع أنحاء العالم على سد الفجوة التي خلفتها روسيا من خلال تبني خطط نمو الإنتاج طويلة الأجل، مبينة أن النفط منخفض الكربون سيكون ضروريا في المستقبل خاصة مع إعلان العديد من شركات النفط العالمية الكبرى عن خطط لتحويل إنتاجها إلى النفط منخفض الكربون. ولفتت إلى أن الكثير من الدول المنتجة تصر حاليا على التوسع في إنتاج النفط منخفض الكربون الذي تراه متوافقا مع تعهدات وخطط مكافحة تغير المناخ الطموحة، ومثال على ذلك كندا التي تعتمد عليها السوق العالمية كأحد العناصر في سد الفجوة في السوق النفطية الناجمة عن العقوبات المفروضة على روسيا التي ستؤدي إلى انقطاع بشكل كبير في إمدادات النفط الخام العالمية. وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط أمس إلى جانب أسواق الأسهم في آسيا بفعل مخاوف من أن يتسبب ركود عالمي في تراجع الطلب على النفط، في حين يتطلع المستثمرون إلى محادثات الاتحاد الأوروبي بشأن حظر النفط الروسي الذي من المتوقع أن يسفر عن شح الإمدادات العالمية. وخلال التعاملات أمس، تراجعت أسعار خام برنت 28 سنتا أو 0.3 في المائة إلى 112.11 دولار للبرميل. وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 109.36 دولار للبرميل، بانخفاض 41 سنتا أو 0.4 في المائة. وقالت تينا تنج المحللة في سي.إم.سي ماركتس "العزوف الأوسع عن المخاطرة الناجم عن مخاوف الركود، وعمليات الإغلاق في الصين (بسبب كوفيد) هما العاملان الرئيسان اللذان يضغطان على أسعار النفط". كما أن الأسواق المالية العالمية مضطربة جراء المخاوف بشأن رفع أسعار الفائدة وإجراءات الإغلاق بسبب كوفيد - 19 في الصين التي تضر بثاني اقتصاد على مستوى العالم. وقالت تنج إن "عمليات الإغلاق الجارية في الصين قد تستمر في التأثير في أسعار النفط في المدى القريب". وأضافت أن خفض السعودية للأسعار يعكس أيضا المخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط. وارتفع برنت والخام الأمريكي الأسبوع الماضي للأسبوع الثاني على التوالي بسبب مخاوف بشأن الإمدادات بعد أن اقترحت المفوضية الأوروبية فرض حظر تدريجي على النفط الروسي كجزء من حزمة العقوبات الأشد صرامة بسبب الحرب في أوكرانيا. ويتطلب الاقتراح تصويتا بالإجماع بين أعضاء الاتحاد الأوروبي. من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 114.37 دولار للبرميل الجمعة مقابل 113.04 دولار للبرميل في اليوم السابق. وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث ارتفاع له على التوالي وأن السلة كسبت نحو سبعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 107.99 دولار للبرميل.

مشاركة :