أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن جيشه يقاتل في أوكرانيا دفاعا عن «الوطن الأم» في مواجهة تهديد دولة يدعمها الغرب، بينما تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن بلاده لن تدع روسيا «تستأثر بالانتصار على النازية» عام 1945. وأما شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي، فاضطر إلى الاحتماء بسبب ضربات صاروخية روسية على جنوب أوكرانيا، أثناء لقائه دينيس شميجال رئيس الوزراء الأوكراني، خلال زيارة مفاجئة إلى أوديسا. وقال ميشال إنه جاء إلى أوديسا للاحتفال بيوم أوروبا. وتوجه للأوكرانيين بالقول «أنتم لستم وحدكم. الاتحاد الأوروبي إلى جانبكم». من جهته، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس من ستراسبورج، إلى إنشاء «منظمة سياسية أوروبية» لضم أوكرانيا خصوصا، بالتوازي مع آلية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التي قد تستغرق «عقودا». وأعلن أمام البرلمان الأوروبي أن في سبيل إنهاء الحرب في أوكرانيا، يجب بناء السلام دون إذلال روسيا. وألقى بوتين خطابا من الساحة الحمراء أمام آلاف الجنود الروس المشاركين في العرض العسكري بمناسبة ذكرى الانتصار السوفياتي على ألمانيا النازية عام 1945، قائلا «أتوجه إلى قواتنا المسلحة، أنتم تقاتلون من أجل الوطن الأم، من أجل مستقبله». وعاد فلاديمير بوتين إلى قراره بشأن الحرب في أوكرانيا، مكررا القول إن كييف كانت تستعد لمهاجمة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، وسعت إلى الحصول على القنبلة الذرية، وتتلقى الدعم من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو ما يشكل في رأيه تهديدا وجوديا لروسيا. وقال «كان يتشكل تهديد غير مقبول على الإطلاق، مباشرة على حدودنا»، مكررا الحديث عن نازيين جدد في أوكرانيا. وارتدى عناصر الشرطة المنتشرة على طريق العرض في وسط موسكو بزات علق على كتفها اليمنى الحرف Z الذي أصبح رمزا لمناصري الحرب في أوكرانيا. وهذا الحرف مطبوع على مركبات الوحدات المشاركة في النزاع. وبعيدا عن موسكو، خلال العرض في نوفوسيبيرسك في سيبيريا، سارت في وسط المدينة مركبات من زمن الحرب العالمية الثانية ممهورة بالحرف Z. وبعد خطاب بوتين، مر 11 ألف جندي وعشرات المركبات، بما في ذلك قاذفات صواريخ استراتيجية ودبابات، عبر الساحة الحمراء، ومن بينها وحدات عائدة من الجبهة الأوكرانية. وكان لا بد من إلغاء العرض الجوي بسبب سوء الأحوال الجوية. ومنذ أن نصب فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا في عام 2000، كرس العرض العسكري لإحياء ذكرى يوم النصر السوفياتي في 9 أيار (مايو) على ألمانيا النازية، وكذلك لعرض القوة العسكرية الروسية بعد الانتكاسة التي منيت بها إثر انهيار الاتحاد السوفياتي. وبعد شهرين ونصف على بدء الحرب، تركز القوات الروسية هجومها على شرق البلاد.
مشاركة :