مكتبة الإسكندرية وستة مؤلفين يتوجون بجائزة الشيخ زايد للكتاب

  • 5/10/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب عن أسماء الفائزين في دورتها السادسة عشرة، حيث تلقّت الجائزة التي ينظّمها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، مشاركة واسعة خاصة من فئة الكتّاب الشباب من مختلف دول العالم. وتستقبل الجائزة ترشيحات ذاتية من المؤلفين أنفسهم إلى جانب ترشيحات دور النشر التي تستطيع تقديم ترشيحات الكتب الصادرة عنها بعد نيل موافقة المؤلفين الخطية. وبلغ عدد الترشيحات للجائزة هذا العام أكثر من 3 آلاف مشاركة من 55 دولة من بينها 20 دولة عربية، و35 أجنبية، وفاز فيها ستة أدباء ومفكرين ومترجمين، بالإضافة إلى مكتبة الإسكندرية. تتويجات بالجائزة الجائزة تحتفي بمبدعين أضافوا منجزات جديدة إلى الثقافة العربية ونقلت أعمالهم صورة مشرفة عن الثقافة العربية للعالم فازت مكتبة الإسكندرية بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها السادسة عشرة عن فرع النشر والتقنيات الثقافية. وجاء في مسوغات منح الجائزة أن المكتبة التي افتتحت في أكتوبر 2002 “لم يتوقف نشاطها على ما جمعته من كتب ومجلات بل قامت بنشر كتب تعد فريدة في بابها، وأسهمت في النشاط الثقافي والفني بدعوة كبار المثقفين والمفكرين إلى مؤتمرات وندوات ثقافية حضورا وفي الفضاء الإلكتروني، مما يعد تحريكا لبحر الثقافة العربية لتقديمها للعالم بواسطة التقنيات الحديثة”. وفي تعليق له على هذا التتويج قال مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور مصطفى الفقي لـ"العرب" إن "الأوساط الثقافية في المجتمع المصري تشعر بنزاهة وعدالة الجوائز على المستوى القومي بعد أن جاءت جائزة الشيخ زايد للمكتبة لجهودها في الحفاظ على التراث وتنمية الإبداع وتحولها إلى بيت عربي كبير يقدم الخبرات لمناطق كثيرة، عربية وأفريقية، فضلا عن المتوسطية التي تنتمي إليها هذه المكتبة باعتبارها امتدادا لمكتبة الإسكندرية القديمة". وأكد أن المكتبة تستعد بعد أيام للاحتفال بالعيد العشرين لتأسيسها، ولذلك تعتبر جائزة الشيخ زايد هدية للشعب المصري. وأضاف الفقي لـ"العرب" أن العاملين في المكتبة يشعرون بأن هذا التكريم جاء في وقته، وثمرة عمل دؤوب قامت به المكتبة على مدار عقدين في شتى مجالات الفن والثقافة والإبداع والبحث الأكاديمي وصارت مؤسسة ثقافية شاملة تتقدم على نظيراتها على مستوى العالم، فهي قوة ناعمة مصرية لها إطلالة دولية وحضورها العالمي، ما يمثل رصيدا عربيا مهما". وفازت بالجائزة في فرع الآداب الإماراتية ميسون صقر عن كتابها “مقهى ريش.. عين على مصر”، الصادر عن دار نهضة مصر للنشر، ووفق لجنة التحكيم ينتمي هذا العمل إلى عالم الكتابة الأدبية المنفتحة على أشكال أدبية مختلفة، ولاسيما ما يعرف بسرد الأمكنة، إذ أن لمقهى ريش في مدينة القاهرة تاريخاً ثقافياً عريضاً وإرثاً إبداعياً واجتماعياً واسعاً. وقد قام الكتاب على جهد يجمع بين التاريخي والسردي الذي يجعله سيرة تاريخية موثقة من جهة، وإبداعية من جهة أخرى. كما فازت السورية ماريا دعدوش بالجائزة في فرع أدب الطفل والناشئة عن قصتها “لغز الكرة الزجاجية”، الصادرة عن دار الساقي. ويتناول هذا العمل مسألتين هما ولع الأطفال بالألعاب الإلكترونية، والتلوث الذي تتعرض له البيئة على مستوى العالم. وقد تم ذلك من خلال حكاية مشوقة بطلها طفل في الثانية عشرة من عمره يرافق جدّه في رحلة بواسطة قطار الصحراء الأثري للسياح. حيث يعيش مجموعة من المغامرات المثيرة. مصطفى الفقي: جائزة الشيخ زايد هدية للشعب المصري وتتويج لعمل دؤوب وحصل التونسي محمد المزطوري على الجائزة في فرع المؤلف الشاب عن كتابه “البداوة في الشعر العربي القديم”، الصادر عن كلّية الآداب والفنون والإنسانيات – جامعة منّوبة ومؤسّسة مجمع الأطرش، ويقدم الباحث في هذا الكتاب دراسة أكاديمية جادة لمفهوم البداوة في الشعر العربي القديم، ويناقش مفاهيمها المتنوعة وتجلياتها العديدة، بوصفها ثقافة ذات معالم خاصة، ونمط عيش لا ينفصل عن المكان والبيئة والجغرافيا. ونال الجائزة في فرع الترجمة أحمد العدوي من مصر عن كتاب “نشأة الإنسانيات عند المسلمين وفي الغرب المسيحي” للمؤلف جورج مقدسي الذي ترجم من الإنجليزية إلى العربية، ليصدر عن دار مدارات للأبحاث والنشر في عام 2021. وتتسم هذه الترجمة، وفق محكمي الجائزة، بالوضوح والسلاسة والضبط المحكم، وتكشف عن فهم المترجم العميق للمفاهيم والمصطلحات التي أجاد في نقلها إلى العربية بأمانة ودقة. وفاز بالجائزة في فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى العراقي – الأميركي محسن جاسم الموسوي عن كتابه “ألف ليلة وليلة في ثقافات العالم المعاصر: التسليع العولمي والترجمة والتصنيع الثقافي” الصادر عن دار نشر جامعة كمبردج. ويناقش هذا العمل الأكاديمي الجاد التأثيرات العميقة التي أحدثتها حكايات ألف ليلة وليلة في الثقافات العالمية في العصر الحديث. ويحلل، بعمق وبراعة، آليات استقبال الرؤى الفكرية في حكايات ألف ليلة وليلة وتقنياتها السردية الأصيلة عند الشعراء والروائيين والنقاد والمثقفين في الغرب. كما يتناول الطرائق التي ترجمت بها الليالي العربية، ومحاولات إعادة صياغة تصوراتها في سياقات ثقافية جديدة. وذهبت الجائزة في فرع الفنون والدراسات النقدية إلى المغربي محمد الداهي عن كتاب “السارد وتوأم الروح من التمثيل إلى الاصطناع” الصادر عن المركز الثقافي للكتاب والنشر والتوزيع. ويعد الكتاب تصنيفاً للأنساق المتعلقة بالسرود الذاتية داخل الخطاب الأدبي العام، التي تضم اليوميات والرسائل والاعترافات والمذكرات والتخييل الذاتي والسرد الذاتي. ويمتاز الكتاب بسلاسة العرض ووضوح المفاهيم ودقة التحليل، ومراجعه الحديثة والشاملة، وقراءته لأعمال سردية عربية قديمة وحديثة. وتم حجب الجائزة في فرع التنمية وبناء الدولة “لأن الأعمال المشاركة لم تحقق المعايير العلمية والأدبية ولم تستوف الشروط العامة للجائزة”، بحسب بيان أصدره مركز أبوظبي للغة العربية المنظم للجائزة. وتبلغ قيمة الجائزة في كل فرع 750 ألف درهم إماراتي (نحو 200 ألف دولار) فيما يحصل الفائز بلقب “شخصية العام الثقافية” والذي سيعلن عنه في وقت لاحق على مليون درهم (نحو 270 ألف دولار). منجزات نوعية جائزة الشيخ زايد للكتاب تعلن عن أسماء الفائزين في دورتها السادسة عشرة جائزة الشيخ زايد للكتاب تعلن عن أسماء الفائزين في دورتها السادسة عشرة قال رئيس مركز أبوظبي للغة العربية والأمين العام للجائزة علي بن تميم “دورة بعد أخرى تشهد جائزة الشيخ زايد للكتاب التي تعدّ واحدة من أبرز الجوائز الثقافية الرائدة في العالم العربي، منجزات أصيلة ونوعية تسهم في رفد المشهدين الثقافي والإبداعي بالكثير من المعارف والجماليات، ويسرّنا أن نشهد على هذا التنوّع والثراء الفكري واللغوي والإبداعي الذي قدّمه جميع المشاركين”. وأضاف بن تميم “لقد لمسنا في دورة هذا العام الكثير من التنوّع في ما يتعلّق بالأساليب والطرح واللغة والأنماط البحثية التي امتازت بالتجديد والشمولية وحداثة الموضوعات التي تم التركيز عليها، وهذا عامل مهم يثري مكانة الجائزة، ويؤكد حضورها وعمقها النوعي عربياً وعالمياً لما تتناوله من مضامين تعنى بالارتقاء بواقع الترجمة، والنهوض بمجالات الأدب المختلفة، والتأكيد على أهمية النشر كركيزة أساسية للعمل الثقافي بصفة عامة، وإننا إذ نثمّن ونبارك هذا الإنجاز الجديد الذي يحسب للثقافة العربية وتقديم أسماء مبدعة جديدة، نتطلع إلى رؤية المزيد من الإبداعات في القادم من الأعوام”. وفي هذا السياق قال سعود عبدالعزيز الحوسني وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، عضو مجلس أمناء الجائزة “منذ انطلاقتها في العام 2006 عملت الجائزة على ترسيخ حضورها كواحدة من أهم وأعرق الجوائز الأدبية والثقافية على المستويين الإقليمي والعالمي. واليوم، في الدورة السادسة عشرة، نحن نحتفي بكوكبة جديدة من المبدعين في مختلف المجالات والفروع الذين أضافوا منجزات إبداعية جديدة للأدب العربي. ونبارك للفائزين الذين ساهمت أعمالهم في نقل صورة مشرفة عن واقع الثقافة العربية للعالم”. وكانت الجائزة المرموقة عربيا انطلقت لأول مرة عام 2006 لترسخ مكانتها عاما بعد عام كواحدة من أهم الجوائز الأدبية والثقافية في العالم العربي وعلى مستوى العالم. ويقام حفل تسليم الجوائز في وقت لاحق من شهر مايو الجاري بالتزامن مع انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الحادية والثلاثين. وسيتم الإعلان عن الفائز بلقب “شخصية العام الثقافية” خلال الأسابيع القادمة.

مشاركة :