مستشارلـ الرياض: التدريب الرقمي أصبح ركيزة أساسية لسوق التدريب عالمياً

  • 5/10/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد المستشار مناجي زمخشري، رئيس مجلس إدارة شركة الأصول التدريبية لتقنية المعلومات "كي إل دي"، أن التدريب الرقمي أصبح اليوم عماد سوق التدريب على مستوى العالم، وهو ما أثبتته جائحة كورونا التي ضربت العالم في مارس 2020. وقال الزمخشري في حواره مع "الرياض"XXXXX :" إن أساليب التدريب الرقمي ستتطور لتشمل أساليب جديدة في العوالم الافتراضية (الميتافيرس) والواقع الافتراضي بالشكل الذي سيتم جعله جزءًا من أنشطة منسوبي الجهات اليومية؛ لأن التدريب الذي يتركز على المهارات العملية المرتبطة بأنشطة المؤسسات هو ركيزة من ركائز الارتقاء بإنتاجية الفرد ومن ثم اقتصاد الدول"... فإلى نص الحوار: ما الذي يجعل محور التدريب الرقمي محورًا مهمًّا للمجتمع؟ المحور الأساسي الذي يعالجه التدريب الرقمي هو محور الوصول، فالتدريب الرقمي يمكّن الجميع من الوصول التفاعلي إلى محتوى نخبة الخبراء بشكل لا يأخذ في عين الاعتبار موقع المتدرب الجغرافي أو الاقتصادي، وهذا يضمن للمجتمع إمكانية الارتقاء بإنتاجية الأفراد الذين هم لبنة التنمية لكل المجتمعات بشكل فعّال وعادل يضمن للجميع الحصول على أعلى مستويات التدريب للارتقاء بفرصهم وتنافسيتهم. ما الذي دفعك إلى تأسيس شركة متخصصة في التدريب الرقمي، وما قصة تأسيسها؟ كنت أعلم أن تمكين الجميع من الحصول على أعلى مستويات التدريب يتطلب التعامل مع محورين: محور جودة المحتوى بحيث يكون مجزءًا وتفاعليًّا ومعاصرًا، ومحور جودة التفاعل بحيث لا يكون التدريب الرقمي مقتصرًا على مطالعة المحتوى بشكل ذاتي وحسب، بل يدمج بين جودة المحتوى والتفاعل مع نخبة الخبراء أينما كانوا. كنت أعلم أن تقديم مثل هذا الحل التفاعلي عالي الجودة إلى الأفراد والجهات والشركات سيؤدي إلى فائدة عظيمة للمجتمعات بالإضافة إلى فائدة استثمارية، وهو ما جعلني شغوفًا بالفكرة، حيث إنني منذ نعومة أظافري كنت دومًا شغوفًا بالمبادرات التي يصاحبها رسالة مجتمعية تحفز استمرار الجهد والمثابرة. ورغم أنني متخصص في إدارة فرق المحامين الأكفاء لإنتاج المحتوى القانوني لمعالجة إشكالات العملاء، إلا أن إنتاج المحتوى لغرض التدريب هو عمل له تحدياته الخاصة، لذا لجأت إلى أخي وصديق طفولتي الدكتور ياسر الصالح الذي كنت أعلم أن الرسالة المجتمعية والعمل الذي يفيد الجميع شاغلا له يحفزه كما يحفزني، وعندما عرضت عليه رغبتي في الاستثمار والتعاون مع لإنتاج المحتوى التدريبي والتعامل مع مشكلة جودة المحتوى وجودة التفاعل للمتدرب العربي بحل تدريبي رقمي يعالج احتياج الجهات الحكومية والشركات والأفراد بما يضمن الارتقاء بإنتاجية المجتمعات في المنطقة، وجد في هذا الأمر رؤية ورسالة تستحق أن يستقيل من كلية «إنسياد للأعمال» بوصفه أول سعودي يحاضر ويعمل في مركز أبحاثها، لنبدأ سويًا رحلة بناء الفريق والسعة التشغيلية اللازمة للتعامل مع هذا التحدي، وعكفنا بعدها سنتين منذ العام 2017 على بناء المحتوى والمنتج الأولي الذي جعلنا قادرين والحمدالله على إفادة الجميع وبخاصة حين ظهرت جائحة كورونا. ونعمل اليوم كمؤسسين لهذه الشركة مع عدد من الجهات في المملكة وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة لتقديم الدورات التدريبية إلى الآلاف من البشر الذين يريدون الحصول على الأدوات التي ترتقي بمهاراتهم وقدراتهم، سواء كان ذلك في الاحتياج التدريبي المشترك، كالإدارة والمالية والمحاسبة والتسويق والمهارات الذاتية، أو حتى في الاحتياجات التدريبية المتخصصة المرتبطة بأنشطة قطاعات محددة، كالصحة والسلامة والأمن وقطاع الطاقة، حيث نمكن نخبة الخبراء من الاستفادة من أساليبنا المنهجية وبنيتنا التحتية لتكوين محتوى تدريبي وإطلاقه في شكل رحلات تدريبية ممنهجة تضمن للفرد أن يكون التدريب تفاعليًّا ومحفزا، وتضمن للجهات والمنشآت إطلاق أعلى قيمة تدريبية بذات الميزانيات القائمة. كما أننا نمكن الجهات من الاستثمار في تكوين قاعدة الأصول التدريبية للاحتياجات المتكررة بشكل يمكنهم من وقف الانفاق المستمر عليها أو توجيه الميزانيات لاحتياجات تدريبية تمكنهم من خلق ميزة تنافسية بالارتقاء بمهنية منسوبيهم في كافة أنشطتهم الحيوية الأخرى. بحكم موقعك، هل حاز التدريب الرقمي على ثقة المستفيدين؟ نشهد حاليًّا مرحلة تأهيل تفرق بين المتخصصين بالفعل في التدريب الرقمي واللاعبين الآخرين الذين يقدمون التدريب بشكل لا يتعدى اللقاءات الافتراضية عبر برامج مثل «زووم»، وقد وجدنا أن المتلقّي النهائي، سواء أكان فردًا أو شركة أو جهة، يفضل التدريب الرقمي الممنهج والممرحل والمجزأ الذي يستخدم المحتوى بالإضافة إلى التفاعل مع الخبراء في رحلة مدروسة، ويلمس فرقًا واضحًا بين هذا التدريب والتدريب التقليدي أو اللقاءات الافتراضية، للأسباب الآتية: أولا- أن التدريب الذي يستفيد من المحتوى المدروس والمجزأ والمكوّن سابقًا يرتقي بجودة اللقاء مع الخبير، بحيث لا يكون هذا اللقاء لغرض التلقين، بل لمراجعة دراسات الحالة وتطبيق الرسالة التدريبية على الواقع بشكل يجعل المتدرب أقدر على مطابقة الرسالة التدريبية على واقعه. ثانيًا- أنه يمكّن المتدرب من أن يكون من (50) إلى (70%) من الوقت المخصص للدورة مبنيًّا على جدوله، ولا يتطلب منه الجلوس في مكان محدد في وقت محدد لفترات طويلة، بل يكون قادرًا على الحصول على الرسالة التدريبية ذاتها بالشكل الذي يراعي انشغاله. ثالثًا- أن التدريب الرقمي بهذا الشكل- أي شكل الرحلات التدريبية- يرتقي بجودة التدريب، وفي الوقت ذاته يخفض تكلفته للفرد، ومن ثم للجهة والشركة التي تتكفل بتدريب الآلاف من البشر بما يمكنها من جعل أنشطة التدريب شاملة لكل المستويات الوظيفية من دون الحاجة إلى رفع الميزانية المخصصة لذلك، بالشكل الذي يضمن وصول ذات الرسالة التدريبية لجميع المنسوبين أينما كانوا دون أي تفاوت. ما الذي يدفع إلى الحاجة إلى محتوى من شركات التدريب الرقمي في ظل وجود محتوى عربي متاح ومجاني على قنوات اليوتيوب؟ التدريب بغرض الوصول إلى مهارة محددة ترتقي بفرص الفرد وإنتاجيته لازدهار المجتمع ككل، يتطلب وجود عنصرين غير متوافرين في المحتوى غير المدروس، أعني عنصري: التفاعل والدافع الذاتي. ففيما يتعلق بالتفاعل؛ لابد أن يكون المحتوى مجزءًا في شكل رحلة تدريبية تضمن وصول الرسالة التدريبية بآليات التجزيء والأسئلة التي تتخلل المحتوى كل خمس إلى سبع دقائق، لغرض توصيل رسالة تدريبية محددة بشكل مرحلي بالإضافة إلى التفاعل مع الخبير لعرض الأخذ بيد المتدرب حتى يصل به إلى تحقيق المهارة المنشودة، وهو لا يقدمه المحتوى السردي على يوتيوب. وفيما يتعلق بآليات تكوين الدافع، فإن التدريب الرقمي يمكن من إطلاق الرحلات بشكل مركزي يمكن مراقبته ومراقبة تقدم الأفراد نحو تحقيق الأهداف التي تفيدهم وتفيد المنشآت التي يعملون بها، كما أن خلق الدافع لدى المتدرب يأتي من جودة المحتوى ومصداقيته وكونه مقدمًا بالتعاون مع خبراء تشهد لهم الجامعات والمؤسسات الأكاديمية من شركائنا بجودة الرحلة التدريبية والمحتوى وبأن من يخوض هذه التجربة يحصل على شهادة تضمن توثيق مهارته أمام صاحب العمل والمجتمع ككل، وترتقي بفرصه وتنافسيته. كيف ترى مستقبل التدريب الرقمي؟ التدريب الرقمي سيحصل على حصة أكبر وأكبر من سوق التدريب في الوطن العربي ككل، كما هو في المجتمعات الأخرى، ولكن رحلة رقمنة قطاع التدريب في الوطن العربي بدأت بشكل ظاهر وجلي بعد ظهور جائحة كورونا، ومن الصعب أن تتباطأ هذه الرحلة أو تتوقف، فاستخدام الأساليب الرقمية في الأنشطة اليومية كالاجتماعات الافتراضية وخلافه، أصبح واقعًا غير مرتبط بوجود كورونا أو عدمه، وقد وجدنا أنفسنا بحمدالله وبسبب أننا بدأنا الاستثمار في رحلة الرقمنة هذه منذ العام 2017 في موقع تنافسي يمكننا من أن نتشارك مع الوطن العربي ككل في هذه الرحلة التي وجدناها مثلا في قطاع النشر، والذي انتهى به أن تكون معظم الجرائد متاحة على الإنترنت، وكذلك سيكون الشأن في قطاع التدريب بلا شك، فمع مرور الزمن ستصبح معظم أنشطة التدريب إما كليًّا بشكل رقمي وذاتي أو بالأساليب المدمجة التي نتخصص بها والتي تدمج بين التدريب الذاتي والتفاعل مع الخبراء باستخدام الأساليب الرقمية. ونجد اليوم أن الأساليب الرقمية تتطور بالواقع الافتراضي والميتافيرس، ولابد أن هذا سيؤثر في قطاع التدريب في العالم وفي الوطن العربي مع مرور الوقت. ما الدور الذي تؤديه شركة KLD في هذا الجانب، أي جانب التدريب الرقمي في منطقة الشرق الأوسط؟ شركة KLD ملتزمة بالرسالة المجتمعية التي تأسست من أجلها، وهي أن تضمن للمتدرب في منطقة الشرق الأوسط الوصول إلى أعلى مستويات التدريب في شتى المجالات، بالتعاون مع نخبة من الخبراء الذين يعملون معنا بأساليبنا وباستخدام بنيتنا التحتية لتقديم محتوى ورحلات تدريبية تفاعليه ومدروسة بمقابل عادل يضمن استمرار هذا الجهد بالجودة اللازمة وبالشكل الذي يثري الأفراد والجهات والمجتمعات ككل. هل ينصب تركيزكم على خدمة الشركات والجهات الحكومية فحسب؟ تركيزنا ينصب على خدمة الفرد أولا، فالتدريب هو في النهاية مُوجه إلى شخص يسعى إلى الارتقاء بمهاراته لتحقيق إنتاجية وجودة أعلى، بغض النظر عن كونه موظفًا لدى شركة أو جهة تتحمل تكاليف تدريبه، إلا أننا نتعامل مع الجهات الحكومية والشركات لتكوين المحتوى التدريبي الخاص بأنشطتها كذلك، والتي في النهاية تخاطب الفرد بطبيعة الحال، كما نتعاون مع الجهات الحكومية والشركات لإطلاق آليات التحفيز والمراقبة التي تضمن أن تؤدي الرحلات التدريبة في النهاية إلى تحقيق عائد استثماري ينعكس في الارتقاء بالإنتاجية ومستوى الالتزام لدى منسوبيها، لخلق الميزة التنافسية لدى الجهات والشركات التي تعي أهمية الاستثمار في تدريب منسوبيها بشكل دائم ما الذي يميز شركة KLD عن شركات التدريب الرقمي العالمية؟ نحن نتخصص في تلبية احتياجات المنطقة، ونتعامل مع الاحتياجات التدريبية بشكل معاصر وبلغة معاصرة تلبي احتياجات الفرد وتتعامل مع تطلعاته التدريبية وتوصل الرسائل التدريبية في المجالات المتخصصة بالشكل الذي يخاطبه بفعالية بغض النظر عن قدرته من عدمها في التحدث بلغات أخرى، هذا بالإضافة إلى أننا لسنا فقط شركة تقدم المحتوى التدريبي الذاتي على غرار معظم الشركات العالمية بل لدينا أيضًا القدرة على حل مشكلة التفاعل، حيث إننا نطلق الرحلات التدريبية التي تدمج بين المحتوى والتفاعل مع الخبراء لتأخذ بيد المتدربين نحو بلوغ أهدافهم. هل هناك تجارب يمكنكم أن تخبرونا بها عن نجاح التدريب الرقمي في المملكة؟ نعم أطلقنا حلولنا التدريبية الرقمية قبل ظهور جائحة كورونا، وكان استيعاب ما يحققه من فوائد تشغيلية ومالية غير واضح لمعظم الجهات في ذلك الوقت، ولكن بعد أن حلت الجائحة، عملنا على تدريب أكثر من (5000) متدرب في المجال الصحي على مهارات متخصصة، كما دربنا (4000) شخص في القطاع البحري على مهارات متخصصة بتكوين محتوى تدريبي وإطلاقه في شكل رحلات تدريبية مدروسة مع الخبراء، مما مكّن الجهات من توصيل التدريب إلى كل منسوبيها في مواقعهم المختلفة في المملكة في ذات الوقت وبذات الجودة، بالإضافة إلى أننا نطلق الرحلات التدريبية بشكل دوري في مركز (Coursinity) الخاص بنا والذي اشتركت فيه جهات كثيرة والحمدلله. كيف ترى توجه المملكة في مسار التنمية البشرية؟ الالتزام بتنمية القدرات البشرية هو النهج الذي تتبناه المملكة العربية السعودية منذ زمن بعيد، فأنا ابن دكتور متخصص في طب الأطفال، حصل على شهادته في المجال الطبي باستثمار من حكومة المملكة العربية السعودية بالابتعاث خارج المملكة في الخمسينيات من القرن الماضي، وأنا نفسي- وكذلك الشريك المؤسس الدكتور ياسر الصالح- ممن استفادوا من برنامج شركة أرامكو السعودية للابتعاث، والذي تلتزم به منذ الستينيات كذلك، واليوم سيمتد هذا الالتزام ليشمل الاستفادة من أساليب التدريب الرقمي الذي يستظل به الجميع بذات الميزانيات المحددة فيعالج جميع الاحتياجات التي تتطلبها الرؤية الطموح لهذا البلد المعطاء في ضوء برنامج تنمية القدرات البشرية الذي أطلقه سمو ولي العهد هذا العام. في نهاية اللقاء نشكرك على وجودك معنا ومشاركتنا المعلومات المثمرة حول مستقبل التدريب الرقمي، هل من كلمة أخيرة؟ أوجه كلمتي الأخيرة إلى نخبة الخبراء ممن يستطيعون تقديم المحتوى التدريبي المفيد بشكل معاصر لكل أبناء المنطقة، فخبرتهم وتميزهم في مجالهم هو في الحقيقة يضع على عاتقهم مسؤولية مشاركة هذه الخبرة مع الراغبين في تطوير أنفسهم، وهي المسؤولية التي نلتزم بها ونودّ دومًا أن نشارك بها الخبراء لتقديم المحتوى إلى الجميع بالشكل العادل الذي يضمن تحفيز إنتاج المزيد من المحتوى عالي الجودة، ويجعله نشاطًا مستدامًا وذا عائد للخبير وللمستفيد على حد سواء. ونحمد الله أن وضع في طريقنا المبدعين من أصحاب القرار الذين حفزهم التزامهم على تقديم أعلى مستويات التدريب للجميع بأعلى جودة على التعاون معنا لإطلاق رحلات تدريبية متخصصة تعالج تطلعاتهم وتطلعات منسوبيهم، بالشكل الذي يفيد المتدرب والجهة والشركة والخبير ويضمن استمرار هذه المسيرة بعون الله.

مشاركة :