استيقظت الفلبين اليوم الثلاثاء على وضع سياسي جديد بعد أن فتح فوز فرديناند ماركوس الابن الطريق أمام عودة لم تكن متصورة لأكثر الأسر السياسة فسادا إلى أعلى منصب في البلاد. وهزم ماركوس الذي يُعرف باسم "بونجبونج" منافسته اللدودة ليني روبريدو ليصبح أول مرشح في تاريخ البلاد الحديث يفوز بأغلبية مطلقة في الانتخابات الرئاسية، وذلك نصر مذهل لابن الدكتاتور المخلوع الذي يسعى منذ عقود للوصول لهذه المنصب. وفر ماركوس الابن إلى المنفى في هاواي مع أسرته خلال انتفاضة "سلطة الشعب" التي أنهت حكم والده الاستبدادي الذي استمر 20 عاما، وهو نائب في البرلمان منذ عودته إلى البلاد في عام 1991. والآن يبدو فوز ماركوس في الانتخابات التي أجريت أمس الاثنين مؤكدا بعد فرز نحو 98 في المئة من الأصوات الصحيحة في إحصاء غير رسمي أظهر حصوله على قرابة 31 مليون صوت تمثل مثلي الأصوات التي حصلت عليها روبريدو. ومن المتوقع إعلان النتائج الرسمية قرب نهاية الشهر الجاري. وقال ماركوس في بيان بثه على فيسبوك وهو يقف بجوار علم الفلبين "هناك الآلاف منكم.. متطوعون وقادة سياسيون وقفوا معنا بسبب إيماننا برسالة الوحدة التي بعثنا بها". وعلى الرغم من أن ماركوس (64 عاما) بنى حملته على الوحدة يقول محللون سياسيون إن من غير المرجح أن تعززها رئاسته حتى في وجود هامش الفوز الكبير. انخفضت الأسهم الفلبينية بنسبة ثلاثة في المئة اليوم الثلاثاء قبل أن تعوض خسائرها. ويأتي انخفاضها مسايرا لضعف الأوراق المالية على المستوى العالمي لكن محللين يشيرون إلى الغموض الذي يحيط بالسياسات التي يمكن أن يطبقها ماركوس. وقال جوناثان رافيلاس خبير الأسواق الاستراتيجي في شركة (بي.دي.أو يونيبنك) المصرفية في مانيلا "يود المستثمرون رؤية فريقه الاقتصادي". وفي نفس الوقت ارتفعت قيمة العملة الفلبينية البيزو بنسبة 0.4 في المئة أمام الدولار. وكثير من بين الملايين الذين صوتوا لروبريدو غاضبون بسبب ما يعتبرونه محاولة وقحة من أسرة الدكتاتور المذمومة لاستخدام تمكنها من مواقع التواصل الاجتماعي في تغيير الوقائع التاريخية في فترة حكمها للبلاد. وعانى الآلاف من معارضي فرديناند ماركوس الأب من الاضطهاد خلال فترة الأحكام العرفية بين عامي 1972 و1981 وصار اسم الأسرة مرادفا للنهب والحياة الباذخة مع اختفاء مليارات الدولارات من الثروة الوطنية. ونفت أسرة ماركوس ارتكاب أي خطأ، ويقول كثيرون من مؤيديها وهم مدونون وأصحاب نفوذ في مواقع التواصل الاجتماعي إن الروايات التاريخية مشوهة. نظم نحو 400 شخص، معظمهم طلاب، احتجاجا خارج مفوضية الانتخابات اليوم الثلاثاء ضد ماركوس، مشيرين إلى مخالفات انتخابية. وتقول مفوضية الانتخابات إن الاقتراع كان سلميا نسبيا. وأيضا تمسكت المفوضية اليوم الثلاثاء برفضها شكايا قدمتها جماعات مختلفة، من بينها جماعة لضحايا الأحكام العرفية، سعت إلى منع ماركوس الابن من خوض الانتخابات الرئاسية على أساس إدانة له في عام 1995 بالتهرب من الضرائب. وقالت جماعة أكبايان، إحدى الجماعات التي قدمت الشكايا، إنها ستطعن على قرار المفوضية أمام المحكمة العليا، واصفة إياه بأنه "فشل ذريع ومؤسسي في نفس الوقت". وأظهرت النتائج فوز سارة دوتيرتي-كاربيو، ابنة الرئيس الحالي رودريجو دوتيرتي، بمنصب نائب الرئيس بحصولها على أكثر من ثلاثة أمثال أقرب منافسيها على المنصب.
مشاركة :