حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من تزايد احتمالات ارتفاع حرارة كوكب الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2026. وأكدت المنظمة أنه بالوصول لهذه الحرارة ستصبح تأثيرات المناخ ضارة بشكل متزايد بالنسبة لكافة الكائنات. تسبب ارتفاع حرارة الأرض خل الأعوام السابقة في تغيرات حادة بالمناخ أدت لموجات من الحر والحرائق المدمرة والفيضانات في مختلف بقاع العالم. قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن ثمة احتمالاً نسبته 50 في المئة لارتفاع حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ولو لفترة وجيزة، بحلول عام 2026. ولا يعني ذلك أن العالم سيتجاوز مستوى ارتفاع حرارة الأرض على المدى الطويل البالغ 1.5 درجة مئوية والذي وضعه العلماء كحد أقصى لتجنب تغير المناخ على نحو ينذر بكارثة. إلا أن ارتفاع حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية على مدى عام يمكن أن يشي بتجاوز ذلك المستوى على المدى الطويل. "ليس رقماً عشوائياً" وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتري تالاس في تصريحات صحفية أمس الاثنين في جنيف: "نقترب بشكل ملموس من الوصول مؤقتا إلى المستوى الأدنى الذي يستهدفه اتفاق باريس"، في إشارة إلى اتفاقات المناخ التي جرى اعتمادها عام 2015. وأضاف تالاس أن رقم الـ 1.5 درجة مئوية "لا يُعد إحصائية عشوائية، بل إنه مؤشر على النقطة التي ستصبح عندها تأثيرات المناخ ضارة بشكل متزايد بالنسبة للأشخاص ولكوكب الأرض كله". وتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك فرصة بنسبة 93 % لكسر هذا الرقم القياسي بحلول عام 2026 ومن المرجح بالقدر نفسه أن يكون متوسط درجة الحرارة في الفترة من 2022 إلى 2026 أعلى من السنوات الخمس السابقة. وأفاد ليون هيرمانسون، وهو الباحث الرئيسي للدراسة أن "ذلك يكشف أننا نقترب بقدر أكبر من أي وقت مضى، من الوصول إلى وضع يمكن فيه تجاوز حاجز الـ 1.5 درجة مئوية لفترة طويلة". ومنذ عام 2015، يتزايد احتمال تخطي مستوى 1.5 درجة مئوية خلال فترة قصيرة. فقد قدر العلماء عام 2020 احتمال الوصول إلى هذا المستوى بنسبة 20 في المئة، قبل أن يرفعوا تلك النسبة العام الماضي إلى 40 في المئة. وقالت المنظمة إن هذا لا يعني أن عتبة 1.5 درجة سيتم تجاوزها بشكل دائم، لأنه يمكن قياسها عند مستوى أقل في السنوات التالية. ويمكن أن يحمل ارتفاع حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية آثاراً وخيمة كإتلاف شعاب مرجانية وانحسار الغطاء الجليدي البحري في القطب الشمالي. فشل مستمر ينذر بكارثة وكان قادة العالم قد تعهدوا بموجب اتفاقية باريس عام 2015 بمنع تخطي عتبة 1.5 درجة مئوية على المدى الطويل، لكنهم فشلوا حتى الآن في خفض الانبعاثات الغازية المسببة للتغير المناخي. ومن شأن الأنشطة والسياسات الحالية أن تضع العالم على مسارارتفاع درجات حرارة الأرض بنحو 3.2 درجة مئوية بحلول نهاية القرن. والخبراء على قناعة بأن الجهود المبذولة لحماية المناخ حتى الآن، هي أقل تماماً من أن تكون كافية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري على النحو المستهدف. ويأتي التحديث الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ومقرها جنيف، في منتصف الفترة بين مؤتمر المناخ العالمي الأخير (كوب 26) في غلاسكو والمؤتمر التالي (كوب 27) المقرر عقده في شرم الشيخ بمصر. ومن المتوقع أن يشارك نحو 30 ألف مشارك في مؤتمر شرم الشيخ في تشرين الثاني/نوفمبر، بينهم 120 رئيس دولة وحكومة. وكان العام الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم حتى الآن هو عام 2016، عندما كان متوسط درجة الحرارة حوالي 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، والتي تشير إلى الفترة بين عامي 1850 و1900. (رويترز، د ب ا)
مشاركة :