على وقع الخروقات الحوثية المتصاعدة للهدنة الأممية، وصل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أمس (الثلاثاء)، وتحديداً إلى مدينة عدن، في سياق سعيه لتثبيت الهدنة الإنسانية القائمة؛ حيث شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، خلال لقاء المبعوث، على أهمية تنفيذ بنود الهدنة دون انتقائية، وبعيداً عن تعنت الميليشيات؛ خصوصاً فيما يتعلق بفك الحصار المفروض على مدينة تعز، ودفع رواتب الموظفين بموجب اتفاق استوكهولم. وكان المبعوث الأممي قد بدأ جولته الحالية من العاصمة السعودية الرياض؛ حيث التقى كلاً من الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف، والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر. وفي حين يرصد الجيش اليمني عشرات الخروقات الحوثية بشكل يومي في مختلف الجبهات، يسعى المبعوث الأممي إلى تثبيت الهدنة، وتنفيذ البنود الإنسانية التي نصت عليها، إلى جانب محاولة إطلاق محادثات بغرض التوصل إلى سلام دائم. وذكرت المصادر الرسمية أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد محمد العليمي، أكد خلال لقائه المبعوث الأممي، دعمه للهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة بكامل بنودها، مشدداً على فتح المعابر على مدينة تعز المحاصرة من قبل الميليشيات الحوثية. وبحسب ما نقلته وكالة «سبأ»، التقى المبعوث الأممي رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ونائبه طارق صالح، ورئيس الوزراء معين عبد الملك، كما التقى في اجتماع آخر منفصل نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عبد الله العليمي. وأوضحت المصادر أن الرئيس العليمي استمع إلى إيجاز من المبعوث الأممي حول الجهود المبذولة لتثبيت الهدنة الإنسانية، بما يؤدي إلى تخفيف المعاناة عن كافة أبناء الشعب اليمني، وأكد له استعداد الحكومة الشرعية لتقديم كل ما يلزم من أجل تسهيل إنجاح الجهود الأممية لإحلال السلام، بما يؤدي إلى إنهاء الانقلاب الذي قامت به ميليشيات الحوثي بدعم إيراني. وفيما يخص مطار صنعاء، أكد الرئيس العليمي أن الحكومة الشرعية قدّمت كثيراً من المقترحات، إلا أنها قوبلت بتعنت واضح من قبل الميليشيات الحوثية. وقال إن الميليشيات «قامت بتحويل مطار صنعاء من ملف إنساني إلى قضية سياسية، وحرفت هذا الملف عن أهدافه الإنسانية التي أبرم الاتفاق من أجلها». وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن على ضرورة «التزام الميليشيات الحوثية بتسليم الرواتب لموظفي الدولة من عائدات إيرادات ميناء الحديدة النفطية، وفقاً لما نص عليه اتفاق استوكهولم»، وعلى «ضرورة الإسراع في تنفيذ اتفاق الأسرى، بموجب الاتفاق الذي تم مع مكتب المبعوث الأممي». في السياق نفسه، أفادت المصادر الرسمية بأن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عبد الله العليمي، التقى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة «وناقش معه التطورات على الساحة اليمنية وجهود إحلال السلام، في ظل استمرار ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في خرق الهدنة بشكل يومي». ونقلت المصادر عن عبد الله العليمي، أنه حذر من نسف الهدنة وجهود المبعوث الأممي بسبب «الخروق العسكرية الحوثية اليومية، والتعنت الكبير وغير المبرر في فتح منافذ مدينة تعز، وفتح الحصار الظالم على المدينة، والإصرار على عرقلة تشغيل رحلات مطار صنعاء، وفقاً للإجراءات المتفق عليها مع المبعوث الدولي». وجدد نائب رئيس مجلس القيادة اليمني تأكيد أن الحكومة «ملتزمة بما تم الاتفاق عليه بكل حرص، ولن تكون سبباً في تعطيل هدنة إنسانية، وأنها تتعاطى بشكل إيجابي ومرن ومسؤول مع أي مقترحات من شأنها التخفيف من المعاناة الإنسانية، على أن تكون بعيدة عن الانتقائية باعتبار أن القضايا الإنسانية كل لا يتجزأ». وطالب عضو مجلس القيادة الرئاسي المبعوث الأممي بأن «يضع العالم كله أمام الصورة الحقيقية لما يجري في اليمن، ومن يعرقل جهود الهدنة وجهود عملية السلام». إلى ذلك، نسبت المصادر الرسمية اليمنية للمبعوث الأممي أنه أكد «مواصلة جهوده للحفاظ على الهدنة الإنسانية واستكمال استحقاقاتها الإنسانية، والعمل للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة». وكان المبعوث الأممي قد التقى في وقت سابق في الرياض بالسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر؛ حيث أكد السفير دعم المملكة لجهود الأمم المتحدة، كما ناقش معه «الجهود المشتركة لإنجاح الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن، وبدء العملية السياسية». المساعي الأممية الرامية إلى تثبيت الهدنة اليمنية والبناء عليها نحو وقف دائم لإطلاق النار، تأتي في ظل تواصل الخروق الحوثية ميدانياً في مختلف الجبهات، وفق تقارير الجيش اليمني. واتهم أحدث تقرير للجيش الميليشيات الحوثية بأنها ارتكبت 74 خرقاً للهدنة الأممية في مختلف جبهات القتال، في ظل التزام قوات الجيش والمقاومة بوقف إطلاق النار الشامل، وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية. وأوضح التقرير أن الميليشيات ارتكبت 74 خرقاً للهدنة الأحد الماضي في جبهات القتال بمحافظات مأرب وحجة والحديدة وتعز والضالع؛ حيث «تنوعت الخروق بين استهداف مواقع قوات الجيش بصواريخ (الكاتيوشا)، وبالمدفعية بالعيارات المختلفة، وبالطائرات المُسيَّرة المفخخة، مع استمرار الميليشيات في حشد التعزيزات واستحداث المواقع والتحصينات، ونشر القناصة في مختلف الجبهات».
مشاركة :