وسط متابعة عدد كبير من المهتمين والباحثين، تتواصل فعاليات مؤتمر الترجمة الدولي الثاني، الذي ينظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية افتراضياً لليوم الثاني على التوالي، تحت شعار «الترجمة وحفظ ذاكرة الوطن: صورة الإمارات في الثقافات والآداب والتراث الفكري العالمي»، وقد سلطت الأوراق والبحوث المقدمة للمؤتمر الضوء على أهمية الترجمة في جوانب ثقافية ومعرفية متعددة، والدور الإماراتي المميز في إحياء حركة الترجمة ودورها في التبادل الثقافي العالمي، والذي يظهر دولة الإمارات كمنارة ثقافية شامخة تنهض بالترجمة على الصعيد العربي. وقد شهد ثاني أيام المؤتمر ثلاث جلسات علمية حفلت بـ17 بحثاً أكاديمياً في مختلف فروع الترجمة، وقد امتازت هذه البحوث بأنها مبتكرة في مجالها، وبأنها مليئة بالأفكار الإبداعية التي تُميز هذا المؤتمر بثرائه الفكري والعلمي المتخصص. تعزيز الهوية الوطنية ففي الجلسة العلمية الأولى التي كانت بعنوان: «تحديات الترجمة وتعزيز الهوية الوطنية»، وأدارتها شاهيناز النجار، من قسم الترجمة والنشر في الأرشيف والمكتبة الوطنية، قدم الدكتور أدريان دي مان، رئيس قسم السياحة والآثار في جامعة الإمارات العربية المتحدة بحثاً بعنوان «ترجمة التاريخ الثقافي الإماراتي»، ثم قدم الدكتور شهاب غانم الشاعر والمؤرخ الإماراتي بحثاً بعنوان «تجربتي في ترجمة الأدب الإماراتي المعاصر إلى اللغة الإنجليزية». وفي أعقاب ذلك قدم الدكتور حسن الزبير عبدالله، المترجم في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، بحثاً بعنوان: «النص/ السياق في الترجمة: الحاجة الماسة إلى الكفاءة في فهم الثقافات»، ثم قدم كل من الدكتور محمد بن ناصر من جامعة الكويت، والدكتورة ضياء بورسلي من جامعة قطر بحثاً مشتركاً بعنوان: «استطلاع ثقافة الخليج العربي: المصطلحات والأمثال الإماراتية المترجمة نموذجاً»، ودار بحث الدكتور وليد بليهش العمري من جامعة طيبة بالمملكة العربية السعودية حول «ترجمة الملحقات النصية: استخدام العتبات النصية لتوجيه القراء إلى كيفية الاطلاع على النصوص الحساسة»، واختتمت فعاليات الجلسة ببحث الدكتورة سهام أسامة من كلية اللغات والترجمة بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية في جمهورية مصر العربية «مقارنة الأفلام الكرتونية المدبلجة بالمنتجات الإماراتية المماثلة: تحليل اجتماعي براغماتي للتأدب والانضباط في السياق اللغوي للأسرة والمدرسة». تعزيز الإنجازات الحضارية واستهلت الجلسة العلمية الثانية -التي أدارتها الأستاذة فاطمة الهديدي، رئيس وحدة النشر في الأرشيف والمكتبة الوطنية- وكانت بعنوان: «دور الترجمة في تعزيز الإنجازات الحضارية الإماراتية على الصعيد العالمي»، ببحث قدمه الدكتور ناصر بن سيف السعدي، من وزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان بعنوان: «المجتمع والثقافة والعمران في دولة الإمارات العربية المتحدة: مقاربة في ترجمة كتاب: مختارات من وثائق حكومة بومباي»، وقدم الدكتور صهيب عالم من الجامعة الملية الإسلامية في نيودلهي بالهند أطروحة بعنوان «ترجمة الأعمال الأدبية الهندية المعنية بتاريخ الإمارات الثقافي والاجتماعي إلى اللغة العربية: إمكانيات ومشكلات»، وسلطت الدكتورة رحاب عبدالسلام من قسم اللغة الإسبانية بكلية الألسن في جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية الضوء على الرمزية التاريخية لشخصية النمرود بين المسرحية الإمارتية «النمرود» لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والمسرحية الإسبانية «تكبر النمرود» لأنطونيو إنريكث جومث. وجاءت الورقة البحثية التي قدمها الدكتور حاج محمد الحبيب، من مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللّغة العربية في تلمسان بالجزائر بعنوان «طبونيمية الإمارات العربية المتحدة»، وناقش فيها عبقرية الموقع الجغرافي الإماراتي وتداعياته التاريخية والثقافية، وفي أعقاب ذلك قدم وليد مصطفى مرسي، وهو مترجم متخصص في اللغة العبرية من جمهورية مصر العربية، بحثاً بعنوان: «الرؤية الإسرائيلية للتجربة الإماراتية: دراسة تحليلية في مقالات موران زاغا». معضلات الترجمة بدأت الجلسة الثالثة التي أدارتها زينة نسيم من إدارة الأرشيفات في الأرشيف والمكتبة الوطنية، وكانت بعنوان: «معضلات الترجمة: اختلافات الأنظمة اللغوية وتباعد الثقافات»، ببحث قدمه الدكتور محمد جمال، مستشار الترجمة العربية من سيدني في أستراليا بعنوان: «سياسات الترجمة الذكية في العصر الرقمي». ثم قدمت ريني روسيني، وتعمل مترجمة وأمينة محفوظات في الأرشيف الوطني بجمهورية إندونيسيا، بحثاً بعنوان: «عالمان في يد واحدة: أنشطة الترجمة الاستعمارية الهولندية في إندونيسيا في الفترة من 1820إلى 1825 كما ورد في الأرشيفات الوطنية»، وفي أعقاب ذلك قدم الدكتور إيفان خيمينيز ويليامز من فنزويلا -ويعمل في جامعة أبوجا في نيجيريا- بحثاً بعنوان: «ترجمة الشاشة للمنتجات الفيلمية الإماراتية إلى الإنجليزية وكيفية تصوير الفضاءات اللغوية والاجتماعية»، وقدم الدكتور أحمدو سيندو كوناتي -من جامعة فيليكس هوفويت بوانيي في أبيدجان بكوت ديفوار / ساحل العاج بحثاً بعنوان: «التحديات والمخاطر المترتبة على (إعادة) ترجمة الأمثال المشتقة من لغة الإغبو في رواية تشينوا أتشيبي (عالم يتداعى) من الإنجليزية إلى الفرنسية والإسبانية». واختتم الدكتور باتريك دي ميرفي، من قسم اللغة الإنجليزية بجامعة وسط ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية ضمن فعاليات هذه الجلسة بحثاً بعنوان «منصات البث الفضائي الشعبية وتحديات الترجمة الثقافية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة».
مشاركة :