وجه وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، اليوم (الثلاثاء)، انتقاداً صريحاً لمشروع القانون الأمريكي الذي يحمل اسم "نوبك"، الذي أقرته لجنة تابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي قبل أيام، والذي يهدف لمساءلة الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بموجب قوانين مكافحة الاحتكار، في حال قيامها بالتنسيق لخفض الإمدادات بما يرفع أسعار النفط العالمية. وقال وزير الطاقة الإماراتي، خلال مشاركته في المؤتمر العالمي للمرافق المنعقد بأبوظبي حالياً: "ليس من الحكمة طرح قانون مثل هذا حالياً". وكان محللون قد أكدوا أن إسراع الولايات المتحدة في سن قانون "نوبك" قد يؤدي إلى انتكاسة تشمل إمكانية أن تتخذ دول أخرى خطوات مماثلة ضد الولايات المتحدة لخفضها إمدادات منتجات زراعية لدعم الزراعة المحلية وزيادة سعر منتجات من هذا النوع. وقد حذر وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، خلال حديثه في المؤتمر، من حدوث فوضى بأسواق النفط مثل تلك التي تحدث بسوق الغاز، على حد تعبيره، مبيناً أن فكرة محاولة مقاطعة نفط معين، "في إشارة إلى النفط الروسي"، ستكون محفوفة بالمخاطر بغض النظر عن الدوافع وراء ذلك. وأكد المزروعي أن "التقلب الشديد في أسعار النفط عالمياً ليس بسبب العرض والطلب بل لأن البعض لا يريد شراء خامات معينة والوقت الطويل الذي يستغرقه المتعاملون للانتقال من سوق إلى أخرى، ما يؤثر في استقرار الأسعار". وقال: "يجب أن ننظر لسوق النفط بحكمة إذ أن الزيادة في النفط الخام لا تذكر مقارنة بالزيادات في أسعار الفحم والغاز التي بلغت 3 و4 أضعاف ولا أحد يتحدث عنها، فمثلا الغاز الأمريكي ارتفع من 3.5 دولار إلى حوالي 8 دولارات في فترة تقل عن 6 شهور". وأضاف: "إن وجود تحالف أوبك بلس يضمن تسعيرا عادلا للنفط، وقد ساعد كثيرا في اتزان السوق، وجعله من أقل الأسواق تذبذبا مقارنة بأسواق الخامات الأخرى". ودعا المزروعي العالم إلى أن يقدر "أوبك بلس" لشفافيتها وجهودها، فأوبك بلس تتميز بشفافية هي الأعلى في العالم، مشيرا إلى أن "أوبك بلس" لا يمكنها تلبية كل الطلب العالمي من النفط. وأشار إلى أن ارتفاع هوامش تكرير النفط ليس مجرد سعر الخام يرفع تكاليف الوقود بالنسبة للمستهلكين، لافتا إلى أن الأرقام تظهر أن سوق النفط متوازنة.