سول تدعو بيونغ يانغ إلى التخلي عن السلاح النووي مقابل مساعدات

  • 5/11/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

دعا رئيس كوريا الجنوبية الجديد يون سوك - يول جارته الشمالية إلى نزع سلاحها النووي مقابل مساعدات اقتصادية ضخمة، وذلك في خطاب القسم الدستوري الثلاثاء، معتبرا أن صواريخ بيونغ يانغ تهديد للأمن الإقليمي والدولي. ويتسلم يون (61 عاما)، الذي باشر مهامه في غرفة محصنة تحت الأرض بإحاطة أمنية حول كوريا الشمالية، سدة الرئاسة في وقت تشهد فيه العلاقات مع الشمال توترات شديدة إثر إجراء بيونغ يانغ 15 تجربة على أسلحة منذ يناير، من بينها تجربتان صاروخيتان الأسبوع الماضي. وأعلن يون، المدعي العام السابق الذي حقق فوزا بهامش ضئيل في انتخابات مارس، في خطاب القسم أنه مستعد لإرسال مساعدات اقتصادية إلى الشمال قادرة على إحداث تغيير في حال تخلت بيونغ يانغ عن أسلحتها النووية. وقال "في حال شرعت كوريا الشمالية بصدق في عملية نزع السلاح النووي، نكون على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي من أجل تقديم خطة جريئة من شأنها أن تعزز اقتصاد كوريا الشمالية بشكل كبير وتحسّن نوعية الحياة لشعبها". يون سوك - يول: مستعد لإرسال مساعدات قادرة على إحداث تغيير واتبع سلفه مون جاي - إن سياسة الحوار مع بيونغ يانغ، وتوسط في عقد قمم بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب. لكن المحادثات انهارت في 2019 وتوقفت الدبلوماسية منذ ذلك الحين. وأضاف يون في خطابه "بينما تشكل برامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية تهديدا ليس فقط لأمننا وأمن شرق آسيا، سيظل الحوار مفتوحا كي نتمكن من حل مشكلة هذا التهديد بشكل سلمي". لكن محللين يعتبرون أن عرض مساعدة "جريئة" محكوم عليه بالفشل، وأن كوريا الشمالية تستثمر جزءا كبيرا من ناتجها المحلي الإجمالي في برامج أسلحة تحظرها الولايات المتحدة، وأكدت منذ وقت طويل عدم استعدادها للتخلي عن السلاح النووي مقابل مساعدات. وقال الأستاذ في جامعة إيوها بارك ون - غون "منذ 2009 أعلنت كوريا الشمالية أنها لن تتخلى عن أسلحتها النووية في مقابل الحوافز الاقتصادية". وأضاف "تصريحات يون ستستفز بيونغ يانغ التي ستعتبر ذلك هجوما". ورأى تشاد أوكارول من موقع "إن كي نيوز" المختص ومقره سول، أن كيم لا يريد نموا اقتصاديا كبيرا لأن تحقيق ذلك سيتطلب فتح النظام البيئي للمعلومات في كوريا الشمالية. وكتب على تويتر "التلوث الأيديولوجي سينتشر بسرعة، وهو خطر رئيسي على حاكم بيونغ يانغ.. خطط يون لنزع السلاح النووي لن تفضي إلى نتيجة.. لأن "الجزرة" سامة في الواقع". وقال يون في خطاب القسم إن كوريا الجنوبية تواجه "أزمات متعددة" ذكر منها جائحة كورونا ومشاكل سلاسل التوريد والصعوبات الاقتصادية والنزاعات المسلحة والحروب. وأضاف أن "مثل هذه الأزمات المعقدة متعددة الأوجه تلقي علينا بظلال قاتمة"، معبرا عن ثقته في أن البلاد ستتخطى صعوباتها الحالية. وقال "الكوريون لم يستسلموا أبدا، أصبحوا أقوى وأكثر حكمة". لكن من غير المرجح أن تكون ولايته سهلة، إذا يتولى مهامه والتأييد الشعبي هو الأدنى مقارنة ببقية رؤساء كوريا الجنوبية المنتخبين ديمقراطيا. وأظهر استطلاع أجراه مركز غالوب مؤخرا نسبة تأييد بالكاد تصل إلى 41 في المئة، فيما بلغت شعبية الرئيس المنتهية ولايته مون 44 في المئة. محللون يعتبرون أن عرض مساعدة "جريئة" محكوم عليه بالفشل وأن كوريا الشمالية تستثمر جزءا كبيرا من ناتجها المحلي الإجمالي في برامج أسلحة تحظرها واشنطن وأبرز أسباب عدم شعبية يون، بحسب الاستطلاع، قراره نقل المقر الرئاسي من قصر بلو هاوس إلى المقر السابق لوزارة الدفاع في وسط سول، متخليا عن تقليد استمر عقودا. وأثارت تلك الخطوة المتسرعة والمكلفة استياء بين العامة، وقال مراقبون إنها غير ضرورية وتهدد أمن البلاد في وقت يتصاعد فيه توتر العلاقات بينها وبين الجارة الشمالية. وقال يون إن قصر بلو هاوس - الواقع في المقر الذي كانت تستخدمه إدارة الاستعمار الياباني من 1910 إلى غاية 1945 - "رمز للقوة الاستبدادية"، معتبرا أن نقل المقر سيضمن رئاسة أكثر ديمقراطية. كما أوفدت اليابان والصين ممثلين رفيعي المستوى، في حين قال يون إنه يريد إصلاح العلاقات التي شهدت توترا أحيانا مع قوى إقليمية. وقال وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هياشي عقب مراسم التنصيب "في الوقت الذي يتعرض فيه النظام الدولي القائم على القوانين للتهديد تزداد الآن الحاجة إلى التعاون الاستراتيجي بين اليابان وكوريا الجنوبية أكثر من أي وقت مضى".

مشاركة :