تقدم التشكيلية الأردنية منى خماش أكثر من ثلاثين لوحة منفذة بألوان الزيت على القماش والورق في معرضها “مساحات” المقام في غاليري نبض بعمّان، بأسلوب يستلهم خطوط وتشكيلات ما عُرف عالميًا بـ”المدرسة الوحشية”. وتعتمد الفنانة على إبراز مفردة الضوء المتجانس ضمن بناء مسطَّح على مستوى الشكل الذي بدا كأنما أُنجز بسرعة، غير أنه يعتني بالقيم اللونية المكونة من طبقة واحدة تَبرز على السطح وشبيهة بانفجار لوني شديد التأثير. وتتناول أعمال خماش مناظر من الطبيعة، مثل البيوت الريفية وما تحتويه من قطع أثاث بسيطة كالأرائك والطاولات. كما ترسم الأشجار والمسطحات المائية، معتمدة على التبسيط في الشكل (وكأن الرسوم بدائية تبتعد عن نقل التفاصيل وتتجه نحو التجريد) ومحاكاة الفنون الإسلامية (كالأرابيسك والزخرفة النباتية) والتلاعب بالأحجام ونِسَبها. وتقول الفنانة خماش عن أعمالها في هذا المعرض “أرى العالم دائمًا من منظور مختلف، ومن خلال لوحاتي أعيش وأشارك العالم الملون الذي أشعر به وأراه، أعيش من خلال الفن والألوان، يسمح لي تلوين المساحات الداخلية بوضع قَدم في بُعد آخر. أصبحتُ زائرة مؤقتة في هذه المساحات، حيث أدخل وأعبّر عن مشاعري من خلال الألوان الداخلية النابضة بالحياة”. وتقدم اللوحات موضوعات طريفة، تتسم بالهدوء والصفاء والسحر الطبيعي والبعد عن التعقيد والتشابك، حيث يرى المشاهد الأزهار والأشجار والنباتات التي تنمو قرب الماء وقطع الأثاث الحميمة التي تذكّر برمزية “البيت” ودفئه. ولا تخلو تلك الرسوم من باقة ورد على منضدة أو أصص تحتضن النباتات والورود وتتوزع في أرجاء المكان.