جاءت فعاليات الدورة الثلاثين لمؤتمر أدباء مصر حافلة بالعديد من الأنشطة الثقافية التي تراوحت بين الندوات والموائد المستديرة والأمسيات الإبداعية الشعرية والقصصية. وقد حمل المؤتمر عنواناً رئيسياً هو نحو مؤسسة ثقافية فاعلة وأهديت الدورة إلى روح الروائية الراحلة د. رضوى عاشور، وطالب الكثيرون من المشاركين في المؤتمر بإصلاح المؤسسات الثقافية، وعبر عدة محاور تمت مناقشة العلاقة بين المؤسسة الثقافية الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، وماهية العلاقة بينهما هل هي علاقة تواصل أم انقطاع؟ كما ناقش المؤتمر علاقة الثقافة بوسائل الاتصال الحديثة من خلال محور الإعلام الرقمي والثقافة ومدى إمكانية إنتاج نص أدبي جديد يستفيد من التقنيات على الشبكة العنكبوتية بما يعرف بالأدب التفاعلي. ومن أهم محاور المؤتمر محور المنتج التعليمي والأمية الثقافية حيث أكد د. كمال مغيث أن الثلاثين عاماً الماضية شهدت تراجعا في مستوى التعليم حيث تم الاعتماد على الحفظ والتلقين ما أدى إلى غيبة الحيوية عن العملية التعليمية، وانعدام الاجتهاد في قضايا المعرفة، وعلى الامتداد الزمني أصبحت هناك حالة من الأمية الثقافية التي أكدتها ظواهر عديدة منها حالة الاستقطاب الحادة على مختلف الأصعدة، إضافة إلى حالة التطرف الديني التي هيمنت وسيطرت على المجتمع لفترات طويلة. وأضاف مغيث: يكاد مفهوم التواصل في ظل حالة الاستبعاد الثقافي هذه في مراحل التعليم المختلفة يختفي، فلم يعد شبابنا المتعلمون يعرفون طه حسين والعقاد وشوقي ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وعبدالرحمن الشرقاوي وغيرهم. وأكد. صلاح العابدي في بحثه عن التعليم والثقافة أن هناك اختفاء للثقافة المعاصرة داخل مناهج التعليم، وهو ما يمثل كارثة كبيرة تهدد مستقبل العقل العربي، وكذلك الذائقة الأدبية والفنية.