ركز صناع السياسات في بنك إنجلترا المركزي على تجدد التراجع في أسعار النفط العالمية وتباطؤ نمو الأجور المحلية ،عندما صوتوا بأغلبية ثمانية مقابل واحد لإبقاء أسعار الفائدة عند مستواها القياسي المنخفض البالغ 0.5 %. وأظهرت وقائع أحدث اجتماع للبنك أنه لا يتعجل مضاهاة رفع الفائدة المتوقع من مجلس الاحتياطي الاتحادي الأسبوع المقبل؛ لأنه لا توجد علاقة آلية بين تفكير البنك والبنوك المركزية الأخرى. وأضاف بنك إنجلترا أنه يتوقع أن تعطي تخفيضات الإنفاق المخففة التي أعلنها وزير المالية جورج أوزبورن الشهر الماضي دفعة للنمو في السنة المقبلة. ونما الاقتصاد البريطاني بقوة لأكثر من عامين، لكن التضخم مازال دون الصفر وأبقى بنك إنجلترا أسعار الفائدة عند المستوى الذي خفضها إليه في ذروة الأزمة المالية قبل نحو سبع سنوات. وقال المحافظ مارك كارني والأعضاء الآخرون بلجنة السياسة النقدية: إن الأنباء الجوهرية على مدار شهر منذ اجتماعهم السابق تمثلت في تجدد التراجع الملحوظ في سعر النفط ما يثير احتمال بقاء التضخم ضعيفا، كما سلطوا الضوء على تباطؤ نمو الأجور في بريطانيا وهي قضية محورية في مناقشات البنك بخصوص توقيت رفع الفائدة. وقال محضر الاجتماع رغم تراجع البطالة فإن النمو الاسمي للأجور يبدو متباطئاً في الفترة الأخيرة، مضيفاً إن التباطؤ قد يكون استثنائيا أو نتيجة لتراجع ساعات العمل،وقد يكون ناجماً أيضاً عن قيام أرباب العمل بعرض أجور أقل في ضوء التضخم المنخفض، وهو الأمر الذي قال البنك المركزي من قبل إنه قد يضر بالتعافي البريطاني. من جهة اخرى كشفت بيانات رسمية ارتفاع العجز التجاري في بريطانيا خلال شهر أكتوبر الماضي، ليصل إلى أعلى مستوياته خلال عام إلى 4.1 مليار استرليني (6.3 مليار دولار) مقابل عجز قدره 1.1 مليار استرليني في سبتمبر. وأشار تقرير مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني إلى أن ارتفاع العجز كان بسبب زيادة واردات السلع مثل النفط والكيماويات والمنتجات المصنعة مثل السيارات. ونوه التقرير بارتفاع قيمة السلع التي استوردتها بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لأعلى مستوياتها على الإطلاق، الأمر الذي تسبب بارتفاع العجز التجاري مع الاتحاد لأعلى مستوياته المسجلة. وعلى صعيد آخر، من المتوقع أن يبقي صانعو القرارات في البنك المركزي البريطاني في اجتماع اليوم على أسعار الفائدة عند 0.5% دون تغيير خلال العام المقبل، كما يتوقعون بدء عملية رفع أسعار الفائدة في نهاية 2017. (رويترز)