تُعد صالة الطعام واحدة من الأركان الأساسيّة في المنزل، التي يُعنى بها، من حيث تصميم أثاثها والألوان المُختارة لتحاكي مساحاتها الكليّة، إذ لا تقتصر ديكوراتها على اختيار طاولات لتناول الأطعمة عليها، بل تمتد النظرة التصميمية لأصحابها لتشمل كل ما من شأنه أن يضيف للغرفة ويزين تفاصيلها، الصغيرة منها قبل الكبيرة، كالمقاعد والمفارش، فضلاً عن الطاولات الصغيرة المتحركة، والتي يمكن استخدامها في أكثر من غرض؛ كحمل فناجين القهوة وأكواب الشاي والعصير، وقت حضور الضيوف، فضلاً عن الأفكار التزيينية الإضافية، التي تتضمن الاكسسوارات، من مزهريات مليئة بزهور طبيعية أو صناعية مُنتقاة بعناية، أو تشكيلة من أصداف البحر ورمال شطآنه، أو الأحجار الكريمة، أو مجموعة من الفقاعات الملوّنة، أو حتى الحبوب الغذائية المجففة، التي تضفي شكلاً ديكورياً فريداً من نوعه. اختيار محتويات غرف الطعام يتطلب دقة كاملة، كونه يعكس ذوق أصحاب المنزل، ومدى مواكبتهم لآخر صيحات عالم الديكور والتصميم الداخلي المتعلقة بعالم غرف السفرة، وما تحظى به من وفرة في الأفكار والاتجاهات التي ترضي الأذواق كافة؛ لذا يولي أصحاب المنازل اهتماماً كبيراً لهذا الركن من المنزل، باعتباره مَحط أنظار الضيوف عند استقبالهم ودعوتهم لولائم الطعام، على اختلاف أعدادهم. وبرصد آراء مصممي الديكور الداخلي، نجد أن هناك معايير عدة يجب توخيها قُبيل اعتماد وشراء غرفة الطعام بشكلها النهائي، ومنها ما توضحه مصممة الديكور سونيا رزق، قائلة: أناقة المنزل لا تكتمل إلّا باختيار غرفة طعام تتناسب مع حيزه وباقي مكوناته الأثاثية، فغرف الطعام ذات المقاعد الخشبية تتناسب مع شتى أنواع الأثاث، ولا يشترط فرشها بأقمشة فاخرة أو مريحة كونها لا تُستخدم بشكل دائم، وعند اختيار أقمشة المقاعد يُفضل أن تكون بألوان داكنة، ويمكن تزيينها بلمعة أو بنقوش بسيطة تجعلها أكثر جاذبية وأريحية لعيّن الناظر، فضلاً عن تناسب لون المقعد ودرجة لون الطاولة ككل مع المفارش المُختارة، على ألّا تكون مزركشة بشكل كبير ولا باهتة أيضاً. أمّا بالنسبة لآخر صيحات تفصيلات غرف الطعام، فتبيّن رزق أن السطح الرخامي لطاولة السفرة يعطيها لمسة من الفخامة على الرغم من تصميمه البسيط، ويزيد عنوان الفخامة تركيب ثريا ذهبية تتوسط السقف من فوق السطح، وتتدلى بانعكاساتها الضوئية على ذراته اللامعة، ويكتمل المظهر الجذاب مع تصميم الحائط واختيار السجاد الذي يجب أن يتواءم مع لون الطاولة والكراسي. ابتسام كمال، مهندسة ديكور وتصميم داخلي، تقول إن الكراسي الجلدية تُصنف كذلك من ضمن الديكورات الحديثة لصالات الطعام، خاصة إذا تمتعت بدرجة من درجات البني الغنية غير التقليدية، ومُزجت مع سطح رخامي يشاطر بفخامته القطعة الجلدية ويبرز جماليتها. وبالحديث عن المساحات والأنسب إلى زواياها، توضح ابتسام أن السفرة الدائرية تُعتبر الخيّار الأمثل للرقعة المكانية الصغيرة كونها عمليّة جداً، وبالإمكان تقسيم أجزائها إلى 4 أقسام منفصلة، وتوزيعها في المكان متحولةً لطاولات ثانوية متحركة يمكن استخدامها عند تقديم القهوة للضيوف، وتضيف: طاولات الطعام الدائرية وبيضاوية الشكل تتيح مساحة جلوس لعدد أكبر من الأشخاص، ولا تُقيد الحركة عند تحضير المائدة، وتقديم الطعام، ويضاف إلى ذلك أن اختيار كراسي بظهر قصير مساوٍ لارتفاع المائدة أو أطول بقليل يعطي مظهراً أكثر اتساعًا للمكان كونه لا يحجب الرؤية، كما تفعل الكراسي ذات الظهر الطويل، ما يعطي إحساساً بأن غرفة السفرة مزدحمة وضيقة. ويتناسب مع مساحات المنازل المحصورة اختيار كراسٍ بلا أذرع، كون الكراسي ذات الأذرع عادةً ما تكون أضخم وتحتاج لمساحة أكبر. ويشير أحمد الفارس، مصمم ديكور داخلي، إلى أن المرايا الكبيرة تعطي الإحساس بأن الغرفة تبدو أوسع، كونها تخلق خداعاً بصرياً، يمكن تحقيقه عبرَ تعليق مرآة كبيرة على الحائط الخلفي للسفرة أو تغطية حائط كامل بالمرايا، ما يوحي بتضاعف المساحة، كما يمكن اللجوء إلى الطاولات القابلة للمد والطيّ كونها تستخدم لعدة أغراض، ويمكنها توفير مساحة جانبية من صالة الضيوف في حال ضمت طاولة سفرة، أمّا الستائر المصاحبة لغرف الطعام، فينصح مصممو الديكور على الدوام بأن تكون ألوانها فاتحة وخاماتها خفيفة كي تسمح بدخول الإضاءة وتتخللها، معطيةً مساحة أكبر للمكان، فاتحةً مجالات أخرى لرؤيتها في أكثر من شكل على اختلاف أوقات اليوم نفسه. ويؤكد الفارس على أن ألوان غرف السفرة تلعب دوراً مهماً وكبيراً في تغيير نظرتنا لحجمها، إذ يتربع اللون الأزرق القوي الجريء على عرشها ليضفي على غرفة السفرة لمسة غنية وعمقاً أكبر، خصوصاً إذا ما مُزج مع الاكسسوارات الذهبية وتزيين الحائط بلوحات تحوي مناظر طبيعية تضيف بُعداً آخر للمكان، كما يمكن كسر التأثير القوي للأزرق، عن طريق مزج لمسات متفرقة من درجاته المتباينة مع اللون الأبيض للحصول على غرفة سفرة تجمع هدوء الأبيض وجرأة الأزرق معاً. ألوان الرمادي مع الفضي تُعد اختياراً آخر لغرفة سفرة تجمع بين الهدوء والفخامة، خصوصاً إذا ما رافقتها سجادة مصنوعة من الفراء أسفلها، بحسب الفارس، الذي يضيف: الأبيض والأسود والذهبي مزيج لوني يفضله الكثير لغرف الطعام عند طلب تصميمها، فضلاً عن درجات البنفسجي الداكن المصحوبة بزخرفات فضيّة اللون، لافتاً إلى أهمية المُماثلة في الألوان بين غرف الطعام وباقي غرف المنزل وقطع أثاثه، حتى لا يتسبب التنوع في الألوان إلى فوضى تقطع سيمفونية الجو العام الديكورية.
مشاركة :