محمد القصابي: الحلوى العمانية رفيقة المناسبات

  • 12/11/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مكانة خاصة تحتلها الحلوى في حياة العمانيين، حيث لا تكتمل أفراحهم ولا أعيادهم ولا مناسباتهم السعيدة دون حضورها الشهي واللذيذ. وتمتاز الحلوى العمانية بأنواع ومذاقات تختلف من ولاية لأخرى، وتعود لنوع المواد الأولية والمكونات المستخدمة فيها، وفي الحوار التالي نستعرض تجربة محمد بن عبد الله بن علي القصابي، صاحب مصنع الشهباء للحلوى العمانية. لا يكفي أن تمتلك سكراً ونشاء ومكسرات حتى تصنع حلوى شهية، في ذلك المرجل الضخم الذي يتم تحريكه لساعات عدة، تكمن عدة أسرار توارثتها العائلات التي احترفت المهنة أجيالاً بعد أجيال، ومن هنا تختلف المذاقات والأسعار للحلوى من مصنع لآخر، ومن نوع لآخر. ويتحدث محمد القصابي ابن ولاية نزوى في محافظة الداخلية، كيف تعلم صناعة الحلوى العمانية من والده فيقول: حبي لتناول الحلوی العمانية كان الدافع القوي لي، حيث جعلني أهتم بتعلم هذه المهنة، ولا يخفى على أحد حضورها، ومكانتها في حياة العمانيين، الذين لا تكتمل مناسباتهم دونها، حتى أنها أيضاً أصبحت علامة تميز العمانيين عن غيرهم من دول الخليج، واقترن اسمها بهم، وأذكر أن بداية رحلتي كانت على يد سيف بن شامس بن محمد السيفي، أمد الله في عمره، وهو الذي علمني أهم أسرار طهو الحلوى، وظللت في العمل حتی رزقني الله، وأسست مصنعاً خاصاً بي أمتلكه بنفسي. أسرار المهنة يتغير مذاق الحلوى من مصنع لآخر، وفي حين تباع بعضها بأسعار عادية مناسبة، يرتفع سعر بعضها الآخر كثيراً، ولكن ما الذي يميز وصفة عن أخرى. يقول: لصناعة الحلوى العمانية أسرار عدة، وكل صانع يحافظ علی صنعته، كل شخص له أسرار مهنته، ومهما كثرت المصانع، إلا أننا نجد دائماً اختلافاً في النكهات بين مصنع وآخر، ومن أهم مكونات الحلوى السكر الأبيض و السكر الأحمر المحلي والنشاء العماني، والسمن العماني، والهيل و الزعفران الأصلي، إلى جانب ماء الورد الجبلي الأصلي، والمكسرات بجميع أنواعها، التي تخلط معاً وفق خطوات وكميات محددة في مرجل ضخم يوضع على نار كبرى، يفضل أن تكون ناتجة عن احتراق أخشاب السمر والسدر، لأنها لا تصدر دخاناً عند اشتعالها، ويستمر تحريك مكوناته التي تضاف تباعاً على مدى أكثر من ساعتين. أما أنواع الحلوى العمانية فهي كثيرة، ومنها حلوى الزعفرانية وحلوى التين وحلوى السكر الأحمر وحلوى العسل، إلى جانب أنواع أخرى عدة، كالحلوى النزوانية، وحلوى نخل والحمراء وبركاء ومسقط، التي تختلف أسعارها من نوع لآخر تبعاً لمكوناتها أيضاً التي ترفع من السعر، خاصة عندما تكون من مصدر محلي مثل السمن البقري المحلي، وماء الورد القادم من الجبل الأخضر، ومن مميزات جميع أصناف وأنواع الحلوى، أنه يمكن حفظها لفترات طويلة تتجاوز ثلاثة أشهر، دون تبريد أو أي مواد حافظة. أما التعبئة فأصبحت حديثة وتراعي فنون الأذواق المختلفة، كما تراعي التطور الذي طرأ على مفهوم الضيافة، ومن هنا تتنوع الأشكال والأواني التي تصب فيها الحلوى بعد الانتهاء من صناعتها بين الفخار والمعدن والبلاستيك، ويعود ذلك لطلب الزبون ورغبته. بلا منافسة ينصح محمد القصابي الشباب العمانيين بالمبادرة إلى تعلم صناعة الحلوى وأسرارها، وألا يترددوا في طلب ذلك من أصحاب المصانع، الذين لن يمانعوا بالتأكيد، وأنا واحد منهم، لأننا جميعاً نعد مسؤولين عن حفظ واستمرار صناعة الحلوى بأيد عمانية شابة، نورثها لأبنائنا من بعدنا. ولكن هل تواجه صناعة الحلوى منافسة من العمالة الأجنبية مثلها مثل غيرها من الصناعات والحرف التقليدية ؟ يجيب القصابي: لا أعتقد أن الحلوى العمانية تواجه أي منافسة حقيقية، ولم أطلع علی ما يدل على منافسة الأجنبي للمواطن ظاهرياً في أي ولاية من الولايات. ويروج القصابي لحلواه من خلال مشاركاته الكثيرة في المهرجانات والمعارض التي تقام في السلطنة، وخارجياً من خلال المشاركة في مهرجانات كان آخرها مهرجان أقيم في دولة الكويت، وكذلك في معرض أقيم في روما، بمناسبة الاحتفالات بالعيد الوطني ال 45 في روما بإيطاليا. نصيحة ينصح محمد القصابي الشباب بالإقبال على تعلم وصناعة الحلوى دون تردد ويقول لمن يخاف المنافسة أو كثرة وجود المصانع، إن الرزق على الله، يقول: أتمنی التوفيق للجميع، وإن كثرت المصانع، فالرزق علی الله، لقوله صلی الله عليه وسلم: ولوسعت أمتي كلها في التجارة لوسعتهم.

مشاركة :