للفن مكانة خاصة في معرض التراث المغربي التي تتواصل فعالياته، وسط إقبال كبير من جانب المواطنين وأبناء الجاليات المقيمة في الدولة، والذين وجدوا فيما يحتويه المعرض من كنوز تراثية فينة وثقافية، والتي تعد ملاذاً لعشاق التميز والإبداع للاستمتاع بهذه الحضارة القادمة إلى الإمارات من أقصى شمال القارة الإفريقية، لتنير جنبات المعرض المقام بمركز أبوظبي للمعارض بإشراف وزارة شؤون الرئاسة والمستمر حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري. وحرصت اللجنة المنظمة للمعرض على وجود عدد من الفرق الموسيقية والغنائية الشعبية التي تقدم الفن المغربي التقليدي المتوارث، ولم تتأثر بعد بالموسيقى الحديثة والمتطورة ومن هذه الفرق فرقة بتول المرواني للطرب الحساني التي تكونت في السبعينيات وأسسها الشاعر عبدالله المرواني. فرقة بتول المرواني وقالت بتول المرواني ابنة مؤسسة الفرقة رئيسة الفرقة، إن الفرقة كانت تسمى سابقاً فرقة جيل الصحراء للطرب الحساني وكان لها دور ثقافي وتراثي مهم في المغرب وهى تركز على الطرب والمدح النبوي من خلال المشاركة في الأفراح والمناسبات الوطنية والدينية في المغرب، والمشاركة في المهرجانات داخل وخارج المغرب والأعراس، مشيرة إلى أن هناك إقبالاً كبيراً على الاستماع للفرقة والموسيقى والفن الذي تقدمه من قبل أبناء الجيل الحالي. وأضافت أن الفرقة تحظى بسمعة جديدة في المغرب، ولها أغان تميزها خاصة بها مثل أغنيات: صحراوي تحت الخيمة وخليني عنك خليني وأنا وحدي في الدار، وإنها تعلقت بالفن والطرب الأصيل والشعر منذ صغرها من خلال ارتباطها بوالدها، مشيرة إلى أن والدها دخل مجال الفن من اجل الدفاع بالأغاني والطرب والشعر عن مغربية الصحراء، حيث كان يدافع عن بلاده بالكلمة وكانت أغنية صحراوي تحت الخيمة هي خير تعبير عن مواقف والدي وحبه للمغرب والملك. ثلاثي المغرب ومن الفرق المشاركة في فعاليات المعرض فرقة ثلاثي المغرب العصرية التي تضم ثلاثة من أساتذة الموسيقى في معهد الموسيقى بالرباط، وهم ناصر الهواري عازف عود، ومنصف العزرواي عازف قانون، وبدر اليثربي عازف ناي، والتي تأسست منذ ثلاث سنوات لتقديم الموسيقى المغربية العصرية والتقاسيم المغربية، وأحياناً يرافق الفرقة مطربة، والفرقة معروفة وتقدم موسيقاها في الإذاعة والتلفزيون المغربي وأصدرت عدداً من الألبومات الموسيقية المتداولة في الأسواق. وتتغنى فرقة الحضرة الشفشاونية التي سميت باسم المدينة التي تنتمي إليها شفشاون، وهي مكونة من النساء فقط، بإنشاد ومدح لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. الإنشاد ويعد فن الإنشاد التراثي المغربي لوناً مميزاً في كل المدن المغربية، ويقدم في المناسبات المختلفة وخاصة الدينية، حيث حرصت اللجنة المنظمة للمعرض على تقديم هذا اللون من خلال عدد من المنشدين المميزين على الساحة المغربية. وقال عبدالله علي المخطوبي منشد في التراث العربي، إنه سعيد جداً بالمشاركة في هذا الحدث الكبير الذي يحظى برعاية ملكية، وأنه يقدم فقرة إنشاد تراثي مع فرقة الإنشاد والتراث الأندلسية من خلال تقديم أشعار عربية أصيلة وأداء مختارات من الأغاني الدينية لسيدة الغناء العربي الراحلة أم كلثوم كوكب الشرق ومدرسة الصوت كما يطلق عليها. التطريز المغربي موروث ثقافي يعتبر الطرز المغربي موروثاً حضرياً ضارباً في القدم، وهو خاصية حضارية تطبع كل مدينة أو حاضرة عتيقة كفاس ومكناس وتطوان وشفشاون والرباط وسلا وأزمور، وكل مدينة تتميز بعناصر طرزها المختلفة من حيث الموضوع واللون والتقنية، ويتميز الطرز المغربي بتقنيتين أساسيتين، تقنية الخيط المحسوب وتقنية التزويق بالرسم أو ما يدعى الوشم. تعتمد التقنية الأولى على عدد خيوط الثوب الذي سيهيأ عليه التطريز وهذه التقنية التي تسمى طرز الغرزة، ويتميز بها طرز مدن فاس ومكناس وسلا وأزمور وشفشاون. وهناك خصوصية طبعت الطرز المغربي جعلته يتأثر بالطرز الشرقي والتركي بفاس، والأندلسي بسلا، والبرتغالي بشفشاون وأزمور، وبالفنون الأمازيغية بمكناس، ويؤكد هذا طابع الانفتاح والإبداع الذي يتميز بهما الطرز المغربي من خلال تناغم الألوان والحركات المشتركة بين العالم الغربي والشرقي، فالفوارق الدقيقة تتنوع إلى ما لانهاية، لكن غنى الألوان وانصهار الخط المائل مع الخطوط التماثلية تبقى خاصية من خصائص الطرز المغربي. ويعتبر التَّطريز المغربي من الصِّناعات التقليدية التي لاتزال شائعة في المغرب، والتي ظل المجتمع محافظاً عليها باعتبارها موروثاً ثقافياً يعتز به كل مغربي، فالتَّطريز فن من الفنون التي تمارسها النِّساء المغربيَّات منذ عصور وتختلف أشكاله عبر المدن المغربيَّة، كما خضع بعضه للتَّحديث والتَّطوير ومن بين أهم هذه الأنواع. التطريز المراكشي أو طرز الحساب كما يسمى باللهجة المغربية، هو تطريز يدوي يتطلب الصبر والإتقان وله خيوط وإبرة خاصة، يزين الأغطية والمخدات والشراشف والملابس، هو صنعة يدوية محضة وصعبة جداً نظرا لدقتها، إلا أنها راقية جداً وتقليدية ولا يتقنها إلا المحترفون فقط، خصوصاً أنها تحتاج الصبر الطويل والدقة في عدد التطريزات التي تكون جد صغيرة ولا تحتمل الخطأ في العد، حتى تصبح الزخرفة جد متناسقة وبشكل صحيح ومتقن. ويعد التطريز من الحرف التي ارتبطت بحياة المرأة منذ القدم مثلها مثل الخياطة والنسيج، تمارس أكثر داخل المنازل، إما بصفة دائمة أو بصفة موسمية، وإضافة إلى الطرز باليد هناك الطرز بالآلة التي منحت لهذه الحرفة إمكانية تنويع منتوجاتها، وتقوم الحرفيات بتطريز الملابس النسوية بمختلف أنواعها وأغطية الأسرة والموائد ومجموعة من اللوازم المنزلية. شبكة الأسواق المغربية.. عبير التوابل تعد الأسواق المغربية احتفالاً دائماً يتصاعد منه عبير التوابل المختلط بالأرائج اللذيذة، وهي عبارة عن شبكة من الأزقة تتعرج وتتقاطع إلى ما لانهاية، وكل مدينة في المغرب لها مدينتها القديمة ولها تجمعاتها وضوضاؤها وبائعوها وحوانيتها المتكدسة في جو بين مضيء ومظلم يتسم بالطابع الشرقي في مشاهد اعتيادية لطريقة عيش استثنائية. وعلى الرغم من أن الأسواق تبعث أجواء متشابهة إلا أن كل مدينة احتفظت بخصائصها، ففي فاس يأخذ الصلصال جميع أشكال الخزفيات، وفي الرباط يأخذ الجلد ألواناً، وفي مراكش ينعقد الصوف مشكلاً سجاداً، وتشتهر مدينة أموز بفن التطريز، وتتراكم الأخشاب والأقمشة والجواهر المزركشة في جو صاخب ظريف، وهواة السلع القديمة يمرون تكراراً ويتمهلون ويكتشفون في كل مرة سلعة جديدة أو حانوتاً وحرفياً آخر. قربة الساقي ..مهنة متوارثة يلفت انتباه زوار المعرض الساقي، وهو رجل يرتدي زياً أحمر اللون بلون العلم المغربي، وطاقية مزركشة، ويحمل قربة ماء وأكواباً من المعدن لسقاية الماء للزوار، وهي مهنة تراثية متوارثة عبر الأجيال في المغرب لتقديم الماء في الأحياء في قديم الزمان، ولكنها توجد حالياً في الأسواق المغربية لتقديم الماء العذبة للسقاية بمقابل أو من دون مقابل، ولا يفرض سعر لها.
مشاركة :