افتُتحت مساء أمس الأربعاء في دبي، الدورة الثانية عشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي، مع حضور كثيف للفنانين المصريين، بينما كانت النجمة الفرنسية كاترين دونوف النجمة الأبرز عالمياً. ومُنحت دونوف في حفل الافتتاح، الى جانب ثلاثة فنانين آخرين بينهم المصري عزت العلايلي، "جائزة إنجازات الفنانين" تكريماً لهم على مجمل مسيرتهم الفنية. وسُلِّمت هذه الجوائز بعد عرض فيلم قصير يختصر أعمال كل من المكرمين. وعبرت دونوف في كلمة سريعة، عن سرورها الكبير بوجودها في المهرجان. وأعرب العلايلي عن سروره بالجائزة مشيداً بـ "علاقات الأخوة القائمة بين مصر والإمارات". وكُرِّم أيضاً الممثل الهندي نصرالدين خان فاشار، والممثل التونسي الفرنسي سامي بوعجيلة الذي تغيّب عن الحفل. وقال رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة، في كلمة الافتتاح التي اكتست طابعاً سياسياً: "يريدون حصرنا في الأماكن الضيقة، وأن يغيبونا في الداخل، يجب أن نقف معاً بحزم وشدة أمام هذه الفوضى... هناك قلة قليلة تريد أن تسيطر على الأكثرية". واعتبر أن "السينما هي مستودع الأمل ومرآة لواقعنا ولغتنا التي لا تحتاج الى إشارات... إنها مرآة الواقع ومحاولات جريئة لفهم ما يجري حولنا من أحداث وسط أجواء مشتعلة". وعُرض في الافتتاح فيلم "روم" (غرفة) للمخرج ليني أبراهامسون. واقتصر الحضور الدولي على النجمة الفرنسية كاترين دونوف، والنجم الهندي نصير الدين شاه، إضافة الى ديف باتيل بطل فيلم "سلامدوغ مليونير"، الذي يأتي الى دبي ممثلاً في فيلم جديد الى جانب مات براون الذي كان حاضراً أيضاً. وكان الحضور المصري على السجادة الحمراء كثيفاً هذا العام، وضمّ من الممثلات المصريات المخضرمات: ليلى علوي وإلهام شاهين وبوسي وصفية العمري، الى جانب مدحت صالح وماهر كدواني وهاني رمزي وشريف منير وخالد النبوي ورامي صبري وحورية فرغلي وآخرين. ومن النجوم الآخرين الحاضرين، الممثلة السعودية عهد، والفلسطيني علي سليمان، إضافة الى كل من صبا مبارك من الأردن، وحلا شيحا وقصي خولي وباسل الخياط من سورية. كذلك، أطلّ على السجادة النجم المذيع باسم يوسف الذي يقيم في دبي راهناً. ويسعى مهرجان دبي منذ انطلاقته في العام 2004، الى أن يكون واجهة لسينما المنطقة العربية مع جذب أحدث الأفلام العالمية وأهمها أيضاً. وعزّز من موقع المهرجان، توقُّف مهرجان أبو ظبي بعد ثماني دورات، واقتصار مهرجان الدوحة السينمائي "أجيال" على تقديم أفلام الشباب. وتضمّ تشكيلة الأفلام المختارة، 134 فيلماً تتوزع على الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام الوثائقية، وتمثّل هذه الأفلام 60 دولة عبر العالم. وتقدم 55 من هذه الأفلام في عرض عالمي أو دولي أول، و46 في عرض أول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتضمّ مسابقة المهر العربي للفيلم الطويل، والتي تجمع أفلاماً روائية وغير روائية، 19 فيلماً من لبنان وسورية والجزائر والمغرب وتونس وسورية ومصر وفلسطين والأردن. وتجمع هذه المسابقة بين مخرجين مخضرمين مثل محمد خان وهالة خليل من مصر، ومخرجين يقدمون أعمالهم الأولى مثل ليلى بوزيد وفارس نعناع من تونس، وجيهان شعيب من لبنان. كذلك، يحضر مخرجون اعتادوا المشاركة في مهرجان دبي، مثل المغربيين حكيم بلعباس وهشام العسري الذي يشارك بفيلمه "جوع كلبك" في مسابقة المهر الطويل. وتتّسم هذه المسابقة بكونها تضم عدداً مهماً من النساء المخرجات، وتقدّم تنوعاً كبيراً في القصص التي تناولها المخرجون وعالجت وقائع مختلفة تعبر عن الراهن العربي من زوايا عدة ووفق رؤى خاصة بكل مخرج. وترأس لجنة تحكيم "المهر الطويل" الكاتبة والمنتجة والمخرجة الهندية الكندية المرشحة لجوائز الأوسكار ديبا ميهتا، وتضمّ كلاً من المخرجة الإماراتية نجوم الغانم، والمخرجة العراقية ميسون الباجه جي، والفنان المصري خالد نبوي. ويتضمن مهرجان دبي السينمائي ثلاث مسابقات مهر أخرى، هي مسابقة المهر العربي القصير، ومسابقة المهر الخليجي القصير، ومسابقة المهر الإماراتي. ومنذ انطلاق المهرجان، كرمت جوائز المهر السنوية أكثر من 280 عملاً سينمائياً عربياً وأفريقياً. أما عروض السينما العالمية، فتقدم كل عام مختارات من أفضل إنتاجات السينما العالمية وأحدثها، والمنتقاة بعناية، بينما تتمتع عروض برنامج "ليال عربية" بمكانة راسخة ضمن فعاليات المهرجان، وتشكّل جزءاً من هويته.
مشاركة :