استبعدت الأمم المتحدة عقد مفاوضات سلام بشأن أوكرانيا في المستقبل القريب، معبرةً عن قلقها من انتشار الجوع في مناطق مختلفة من العالم في الوقت الذي تهدد فيه الحرب الأمن الغذائي في أجزاء مختلفة من العالم. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس، إن مفاوضات سلام بشأن أوكرانيا ستنعقد في وقت ما، لكنه لا يتوقع أن يحدث ذلك في المستقبل القريب. وقال جوتيريش في مؤتمر صحفي مع الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين: «هذه الحرب لن تستمر للأبد، سيأتي وقت تجري فيه مفاوضات سلام». وأضاف: «لا أرى ذلك في المستقبل القريب، لكن يمكنني أن أقول شيئا واحدا، لن نستسلم أبدا». كما عبر جوتيريش عن قلقه البالغ من انتشار الجوع في مناطق مختلفة من العالم في الوقت الذي تهدد فيه الحرب بأوكرانيا الأمن الغذائي في أجزاء مختلفة من العالم. وقال جوتيريش، إن المحادثات جارية لإجلاء مزيد من المدنيين من مناطق الصراع في أوكرانيا، وأعرب عن ثقته في حدوث مزيد من عمليات الإجلاء في المستقبل كما هون من شأن فرص عقد محادثات سلام حول أوكرانيا في وقت قريب. وأدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع الأسعار العالمية للحبوب وزيوت الطهي والوقود والأسمدة، فيما حذرت وكالات الأمم المتحدة من أن ارتفاع الأسعار سيؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء في أفريقيا. وتسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا في تعطيل الشحن بالبحر الأسود، وهو طريق رئيسي للحبوب والسلع الأخرى، مما أدى إلى تضييق الخناق على حركة الصادرات من أوكرانيا وروسيا. وأضاف جوتيريش: «يتعين علي القول إنني قلق للغاية، خاصة مع زيادة خطر الجوع في أجزاء مختلفة من العالم بسبب الوضع المأساوي الذي نواجهه فيما يتعلق بالأمن الغذائي نتيجة للحرب في أوكرانيا». وفي سياق آخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، إن موسكو لا تريد حربا في أوروبا، لكن الدول الغربية ترغب في أن ترى هزيمة روسيا في حملتها العسكرية في أوكرانيا. وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي في مسقط بعد محادثات مع نظيره العماني: «إذا كنتم قلقين بشأن احتمال نشوب حرب في أوروبا، فنحن لا نريد ذلك على الإطلاق». وتابع قائلاً: «لكني ألفت انتباهكم إلى حقيقة أن الغرب هو الذي يقول باستمرار وبإصرار أنه في هذه الحالة، من الضروري هزيمة روسيا، توصلوا إلى استنتاجاتكم الخاصة». أمنياً، قتل نحو 561 جنديا في الحرس الوطني الأوكراني الذي تنتمي إليه خصوصا كتيبة آزوف المتحصنة في مجمع «آزوفستال» الصناعي في ماريوبول، منذ بدء الهجوم الروسي، وفق ما أفاد قائد الحرس اوليكسي ناتوتشي أمس. ولفت ناتوتشي خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت إلى إصابة 1697 عنصرا في الحرس الوطني. وهذا الرقم هو حصيلة نادرة يدلي بها مسؤول أوكراني عن الخسائر العسكرية خلال الحرب، فوزارتا الدفاع في كل من أوكرانيا وروسيا لا تكشفان عموماً خسائرهما العسكرية. ومنتصف أبريل، قدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عدد الجنود الأوكرانيين القتلى بما بين ألفين وثلاثة آلاف. وأضاف أن نحو 10 آلاف جندي أصيبوا ومن الصعب تحديد عدد من سينجون من بينهم.
مشاركة :