أفاد تقييم للاستخبارات البريطانية بأن هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية تمنع القوات الروسية من تحقيق المزيد من المكاسب في المنطقة الغربية من البحر الأسود، فيما أقر مجلس النواب الأميركي مساعدة عسكرية ضخمة لأوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار. وجاء في التقييم أن "القتال مستمر في جزيرة زميني، المعروفة أيضا باسم جزيرة الثعبان أو جزيرة سنيك، والتي شهدت محاولات متكررة من روسيا لتعزيز قاعدتها المكشوفة". وأعلنت المصادر الأوكرانية والروسية أيضا عن قتال عنيف في جزيرة الثعبان، التي تبعد نحو 35 كيلومترا قبالة الساحل جنوب مدينة أوديسا. ويقول محللون بريطانيون إن أوكرانيا نجحت في ضرب أهداف للدفاع الجوي الروسي وسفن إعادة الإمداد باستخدام طائرات بيرقدار مسيرة. ويضيف المحللون أن سفن إعادة الإمداد الروسية لا تتمتع سوى بأقل قدر من الحماية في غرب البحر الأسود، بعد انسحاب البحرية الروسية إلى شبه جزيرة القرم بعد خسارة السفينة الحربية موسكفا. وأشار التحليل إلى أن جهود روسيا لزيادة قواتها في جزيرة الثعبان تتيح لأوكرانيا المزيد من الفرص للاشتباك مع القوات الروسية وتدمير أسلحتها. ومع ذلك، فإنه في حالة نجاح روسيا في تعزيز وضعها بالدفاع الجوي الاستراتيجي وصواريخ كروز، من الممكن أن تهيمن على منطقة شمال غرب البحر الأسود. ووافق مجلس النواب الأميركي على تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا تتجاوز 40 مليار دولار، في الوقت الذي يسرع فيه الكونغرس الخطى للحفاظ على تدفق الدعم العسكري لحكومة كييف وتعزيز موقفها في مواجهة الغزو الروسي. وأقر مجلس النواب الثلاثاء مشروع قانون الإنفاق الخاص بأوكرانيا بأغلبية 368 مقابل 57، وكان جميع رافضي المشروع من الجمهوريين. ويتجه الإجراء الآن إلى مجلس الشيوخ، الذي من المتوقع أن يتحرك سريعا إزاءه. في حال نجاح روسيا في تعزيز وضعها بالدفاع الجوي الاستراتيجي، من الممكن أن تهيمن على منطقة غرب البحر الأسود وكان الرئيس جو بايدن قد طلب من الكونغرس الموافقة على 33 مليار دولار إضافية كمساعدات لأوكرانيا قبل أسبوعين، لكن المشرعين قرروا زيادة التمويل العسكري والإنساني. وقالت النائبة الديمقراطية روزا ديلورو رئيسة لجنة المخصصات في مجلس النواب، وهي تحث على دعم حزمة الإنفاق "إن مشروع القانون هذا سيحمي الديمقراطية ويحد من العدوان الروسي ويعزز أمننا القومي، والأهم من ذلك، سيدعم أوكرانيا". وكان بايدن قد دعا الكونغرس إلى التحرك سريعا حتى يتمكن من التوقيع على التشريع ليصبح قانونا قبل نفاد المساعدات الدفاعية الحالية لأوكرانيا في وقت لاحق في مايو. وعارض جمهوريون مشروع القانون وانتقدوا الديمقراطيين لتحركهم بسرعة كبيرة في إرسال الكثير من أموال دافعي الضرائب الأميركيين إلى الخارج. ويسيطر رفاق بايدن الديمقراطيون على الكونغرس بفارق ضئيل، لكن مشروع القانون سيحتاج إلى أصوات جمهوريين لإقراره في مجلس الشيوخ. وقال السناتور الجمهوري روب بورتمان عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنه يتوقع دعما جمهوريا كافيا لمشروع القانون كي يقره المجلس. وأضاف "أعتقد أنه سيُقر. سيحظى بدعم جمهوري كبير". وتشمل الحزمة ستة مليارات دولار للمساعدات الأمنية، بما يشمل التدريب والعتاد والأسلحة والدعم، و8.7 مليار دولار لتعويض مخزون العتاد الأميركي المرسل إلى أوكرانيا، و3.9 مليار دولار لعمليات القيادة الأوروبية. وبالإضافة إلى ذلك، يضع التشريع 11 مليار دولار إضافية تحت تصرف الرئيس بما يسمح له بتفويض نقل مواد وخدمات من المخزونات الأميركية دون موافقة الكونغرس استجابة لحالة طارئة. وكان بايدن قد طلب خمسة مليارات دولار في هذا الصدد. كما يتيح أربعة مليارات دولار في صورة تمويل عسكري خارجي لتقديم الدعم لأوكرانيا والبلدان الأخرى المتضررة من الأزمة. وأرسلت الولايات المتحدة ما يتجاوز قيمته 3.5 مليار دولار من الأسلحة إلى أوكرانيا منذ غزو روسيا، بما في ذلك مدافع الهاوتزر وأنظمة ستينغر المضادة للطائرات وصواريخ جافلين المضادة للدبابات والذخيرة وطائرات "جوست" المسيرة التي كُشف النقاب عنها في الآونة الأخيرة. حضور قوي على الأرض يعاضد الجهود الجوية حضور قوي على الأرض يعاضد الجهود الجوية وتشمل حزمة المساعدات الجديدة أيضا مساعدات إنسانية حجمها خمسة مليارات دولار لمواجهة انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم بسبب الصراع وما يقرب من تسعة مليارات دولار لصندوق دعم اقتصادي لأوكرانيا. ويوفر الصندوق مئات الملايين من الدولارات لمساعدة اللاجئين وتمويل جهود الاستيلاء على أصول النخب المرتبطة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصفت حكومته غزو أوكرانيا بأنه "عملية عسكرية خاصة". وحذّرت الولايات المتحدة الثلاثاء من أن الرئيس الروسي بوتين يتهيّأ لحرب طويلة الأمد ولن ينهي العملية العسكرية في أوكرانيا بعملية دونباس حيث تدور معارك عنيفة. وجاءت توقّعات واشنطن القاتمة في توقيت أعلنت فيه أوكرانيا أن انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي هو قضية "حرب وسلام" للقارة بأسرها في خضم مواجهة تخوضها مع موسكو. وخلال تصديها لمحاولات تبذلها القوات الروسية للتقدم في الشرق الأوكراني، أشادت كييف بتحول موقف ألمانيا على صعيد حظر النفط الروسي ورفع حظر إمداد أوكرانيا بالأسلحة. وفي الجنوب لا تزال أعمال العنف مستمرة وليلا استُهدف ميناء أوديسا بالصواريخ، وقال مسؤولون إن نحو ألف جندي مازالوا عالقين في مجمع آزوفستال الصناعي في مدينة ماريوبول المدمرة. توقّعات واشنطن القاتمة جاءت في توقيت أعلنت فيه أوكرانيا أن انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي هو قضية "حرب وسلام" للقارة بأسرها وبدأت روسيا غزو أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير، لكن كييف تمكّنت من صد الهجوم على العاصمة وإبعاد القوات الروسية عنها. وخلال عرض عسكري كبير في الساحة الحمراء في موسكو بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين للانتصار على ألمانيا النازية، أعلن بوتين أن جيشه يقاتل في أوكرانيا دفاعا عن "الوطن الأم" بمواجهة تهديد دولة يدعمها الغرب. لكن مديرة أجهزة الاستخبارات الأميركية أفريل هينز أكدت الثلاثاء أن بوتين لن ينهي حرب أوكرانيا بعملية دونباس إذ أنه عازم على "إقامة جسر برّي إلى منطقة ترانسنيستريا" المولدافية الانفصالية. وقالت "تفيد تقييماتنا بأن بوتين يعد لنزاع مطوّل في أوكرانيا ينوي من خلاله تحقيق أهداف تتجاوز دونباس". وأضافت "يزيد الاتجاه الحالي احتمال لجوء بوتين إلى وسائل أكثر حدة بما يشمل فرض أحكام عرفية وإعادة توجيه الإنتاج الصناعي أو خيارات عسكرية يحتمل أن تكون تصعيدية للحصول على الموارد التي يحتاجها لتحقيق أهدافه". وحوّلت روسيا تركيزها في أوكرانيا للسيطرة على منطقة دونباس التي يقاتل فيها انفصاليون منذ العام 2014، بعدما فشلت في التقدم في كييف. ونزح أكثر من ثمانية ملايين شخص حتى الثالث من مايو داخل أوكرانيا بعد أكثر من شهرين من بداية الغزو الروسي للبلد.
مشاركة :