الإدارة في المملكة ونظيراتها في الشرق الأوسط - د.عبد الله راشد السنيدي

  • 12/11/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تقوم الإدارة في أي دولة بدور مهم في الحياة العامة فهي المساعد الحقيقي للحكومة، بل إن خبراء الإدارة الإنجليز يعتبرون الإدارة هي الحكومة. وفي الولايات المتحدة اهتمت الحكومة الأمريكية بالإدارة منذ وقت مبكر حتى وصلت الولايات المتحدة إلى مستوى متقدم في هذا المجال فقد أصبحت مقصداً للدراسين والمبتعثين من كافة دول العالم، بل إنه في الولايات المتحدة يتم إطلاق لفظ الإدارة على أعلى سلطة فيها وهي الحكومة الفدرالية فيقال الإدارة الأمريكية بدلاً من الحكومة الأمريكية. وتعود أهمية الإدارة إلى كونها القطاع الذي يترجم قرارات وتوجهات الحكومات إلى واقع فعلي وخدمات ملموسة، فالحكومة في أي بلد من بلدان العالم تصدر القرارات وتعتمد التوجهات ثم تقوم الإدارة بتنفيذ هذه القرارات والتوجهات ومنها ما يتعلق بالخدمات المباشرة للمواطنين إضافة إلى الوظائف الرئيسية للإدارة والتي من شأنها مساعدة الحكومة للقيام بعملها كالتخطيط والتنظيم والرقابة على الأداء، إذ لا يكاد يخلو أي قرار يعرض على أي حكومة إلا وللإدارة التنفيذية دور في دراسته وتقديم المقترحات حوله. وقد أدركت المملكة العربية السعودية أهمية الإدارة ومدى تقدمها بالولايات المتحدة منذ وقت مبكر فاستقدمت سنة 1379ه/1959م خبراء في مجال الإدارة العامة من مؤسسة فورد الأمريكية لدراسة الوضع الإداري حيث توصلوا إلى عدة توصيات كان لها دور في تطوير الإدارة بالمملكة ومن هذه التوصيات ما يلي:- استحداث معهد للإدارة في المملكة. ابتعاث العديد من موظفي الدولة لدراسة علم الإدارة العامة بالولايات المتحدة وغيرها من الدول المتقدّمة. تحديث الأنظمة المالية والوظيفية. وقد فَعَّلت المملكة هذه التوصيات إلى واقع ملموس فأنشأت سنة 1380ه/1960م معهد الإدارة للقيام بتدريب الموظفين وفق أحدث المبادئ الإدارية، كما أصدرت سنة 1391ه/1971م نظاما حديثا للموظفين تضمن الكثير من مبادئ الإدارة الحديثة، وأنشأت في نفس السنة هيئة إدارية مختصة بكشف المخالفات الإدارية والمالية والتحقيق فيها. وقد توالي صدور الأنظمة الإدارية في المملكة بعد ذلك إلى أن استحدث سنة 1397ه مجلس الخدمة المدنية ليتولى النظر في أمور الوظيفة العامة واقتراح الأنظمة حولها، ثم وزارة الخدمة المدنية سنة 1420ه/2000م لكي تتولى مسؤوليات ومهام ديوان الموظفين العام أو ديوان الخدمة المدنية السابقين، وبهذه الجهود المتتالية وصلت المملكة إلى مستوى متقدّم في الإدارة وإن كان الطموح هو الوصول إلى مستوى أكثر تقدّم. ومما يميز الإدارة في المملكة والذي جعلها في مركز متقدّم في منطقة الشرق الأوسط ما يلي:- الشفافية، إذ ليس هناك حواجز بين الموظفين أو القياديين والمواطنين. عدم تفشي الفساد المالي والإداري إلى مستوى الظاهرة كما هو موجود في بعض الدول. حرص القيادة العليا في المملكة على شغل الوظائف العامة بذوي الكفاءة والجدارة وقصر المزايا الوظيفية على المجدين وذوي الكفاءة من الموظفين. الانتظام والمواظبة في العمل من غالبية الموظفين. مراجعة الأنظمة الإدارية والوظيفية من حين لآخر والعمل على تطويرها. المشاركة في المنظمات والمنتديات الإدارية الإقليمية منها والدولية. تزايد حجم الإنفاق على مشاريع الإدارة وطموحاتها خلال السنين الماضية. تعدد الأنظمة الوظيفية في ضوء تنوّع فئات وشرائح الموظفين. استمرار ابتعاث الموظفين للدول المتقدّمة لتلقي المزيد من المبادئ الإدارية الحديثة. توفير الآليات والأجهزة اللازمة لأداء الأعمال. تهيئة البيئة الملائمة والمباني الحديثة المناسبة لقيام الموظفين بأعمالهم.

مشاركة :