هويتنا الوطنية.. الكنز الذي لا يُقدر بثمن

  • 5/13/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أشار‭ ‬الكاتب‭ ‬الصحفي‭ ‬محميد‭ ‬المحميد‭ ‬في‭ ‬عموده‭ ‬الرأي‭ ‬الثالث‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تكريم‭ ‬السائحة‭ ‬الإماراتية‭ ‬التي‭ ‬أثنت‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬أثناء‭ ‬زيارتها‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬إجازة‭ ‬عيد‭ ‬الفطر،‭ ‬ونحن‭ ‬نؤكد‭ ‬ضرورة‭ ‬تكريم‭ ‬أختنا‭ ‬الكريمة‭ ‬بنت‭ ‬الإمارات‭ ‬وهذا‭ ‬أقل‭ ‬واجب‭ ‬فمن‭ ‬يذكر‭ ‬البحرين‭ ‬بخير‭ ‬ويحبها‭ ‬ويحب‭ ‬شعبها‭ ‬ومدنها‭ ‬وعاداتها‭ ‬وتقاليدها‭ ‬نبادله‭ ‬المحبة‭ ‬والوفاء‭ ‬وهذه‭ ‬عادات‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬قدم‭ ‬التاريخ‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬باقي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬إن‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬إليها‭ ‬لا‭ ‬يشعر‭ ‬بالغربة‭ ‬ولا‭ ‬يرغب‭ ‬بمغادرتها‭.‬ حديث‭ ‬المواطنة‭ ‬الإماراتية‭ ‬وكثير‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الخليج‭ ‬الذين‭ ‬تحدثوا‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬والألفة‭ ‬التي‭ ‬يشعرون‭ ‬بها‭ ‬أثناء‭ ‬قدومهم‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬ليس‭ ‬بجديد‭ ‬ولكنه‭ ‬جدد‭ ‬في‭ ‬نفوسنا‭ ‬حبا‭ ‬لتراب‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬والاعتزاز‭ ‬به،‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬شاهد‭ ‬هذه‭ ‬المقابلة‭ ‬العفوية‭ ‬شعر‭ ‬بالفخر‭ ‬والاعتزاز،‭ ‬ولعلي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬أستثمر‭ ‬هذه‭ ‬المشاعر‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬تركها‭ ‬حديث‭ ‬الأخت‭ ‬الإماراتية‭ ‬في‭ ‬نفوسنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬القيم‭ ‬الحميدة‭ ‬التي‭ ‬امتاز‭ ‬بها‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬فكانت‭ ‬سمة‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬هويته‭ ‬الوطنية‭ ‬وعلامة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬تاريخه‭ ‬منذ‭ ‬قديم‭ ‬الزمان‭ ‬وحتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬وستستمر‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬ولكننا‭ ‬بطبيعة‭ ‬المستجدات‭ ‬التي‭ ‬طرأت‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬بدأنا‭ ‬نلاحظ‭ ‬بعض‭ ‬العادات‭ ‬المستحدثة‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬قيمنا‭ ‬الوطنية‭ ‬السمحة،‭ ‬عادات‭ ‬وسلوكيات‭ ‬استحدثت‭ ‬بسبب‭ ‬طبيعة‭ ‬الانفتاح‭ ‬وما‭ ‬جلبته‭ ‬لنا‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬وثقافات‭ ‬دخيلة‭ ‬كثير‭ ‬منها‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬عاداتنا‭ ‬وتقاليدنا‭ ‬وقيمنا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬الأصيلة‭ ‬التي‭ ‬ترعرعنا‭ ‬عليها‭ ‬جيلا‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭.‬ فخلال‭ ‬متابعتي‭ ‬لما‭ ‬يغرد‭ ‬به‭ ‬المغردون‭ ‬في‭ ‬تويتر،‭ ‬أشار‭ ‬المغرد‭ ‬السعودي‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬حثلين‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬لدى‭ ‬شباب‭ ‬الوطن‭ ‬والذي‭ ‬بات‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬الحداثة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اهتمامه‭ ‬بتقاليد‭ ‬وهوية‭ ‬وطنه،‭ ‬وضرب‭ ‬بن‭ ‬حثلين‭ ‬مثالا‭ ‬في‭ ‬تمسك‭ ‬المجتمع‭ ‬الإماراتي‭ ‬بهوية‭ ‬وطنهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لبسهم‭ ‬التقليدي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المحافل‭ ‬وتعزيز‭ ‬هذا‭ ‬الانتماء‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬هرم‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬فتجد‭ ‬السواد‭ ‬الأعظم‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الإماراتي‭ ‬وكأنهم‭ ‬نسخ‭ ‬متشابهة‭ ‬في‭ ‬اللباس‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬يوجدون‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬والعمل‭ ‬والمناسبات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمساجد‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬مدرجات‭ ‬الملاعب‭ ‬الرياضية،‭ ‬ولعل‭ ‬هذه‭ ‬إحدى‭ ‬أهم‭ ‬السمات‭ ‬التي‭ ‬تُعزز‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭.‬ اليوم‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬ولعل‭ ‬أخطرها‭ ‬فقدان‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬تنامي‭ ‬أعداد‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬والانفتاح‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إنترنت‭ ‬ألغى‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وتلاشت‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬الهجرة‭ ‬وتنامي‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الخليجي‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬يجذب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬والمستثمرين‭ ‬والشركات‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬وهذا‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬يُصاحبه‭ ‬قدوم‭ ‬عمالة‭ ‬تُدير‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الجذب‭ ‬السياحي‭ ‬وغيره‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحملات‭ ‬الممنهجة‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬هويتنا‭ ‬وهدم‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬وإحلالها‭ ‬بأخرى‭ ‬دخيلة‭ ‬لا‭ ‬تمت‭ ‬لعقيدتنا‭ ‬ولا‭ ‬لهويتنا‭ ‬بصلة‭.‬ ما‭ ‬يُهدد‭ ‬هويتنا‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يأتينا‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬أوطاننا‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬عوامل‭ ‬وتغيرات‭ ‬كثيرة‭ ‬يعيشها‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي،‭ ‬فكثير‭ ‬منهم‭ ‬يطمح‭ ‬إلى‭ ‬العيش‭ ‬بجلباب‭ ‬غيره‭ ‬إما‭ ‬بتقليد‭ ‬شعوب‭ ‬أخرى‭ ‬لهم‭ ‬عاداتهم‭ ‬وتقاليدهم‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تختلف‭ ‬وإما‭ ‬لها‭ ‬طابعهم‭ ‬الخاص‭ ‬المختلف‭ ‬عن‭ ‬هويتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬وعما‭ ‬نعيشه‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬وما‭ ‬توارثناه‭ ‬عن‭ ‬آبائنا‭ ‬وأجدادنا‭ ‬أو‭ ‬يتشبه‭ ‬بأمم‭ ‬أخرى‭ ‬بقارات‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬محيطنا‭ ‬الجغرافي‭ ‬العربي‭ ‬تُخالفنا‭ ‬ليس‭ ‬بالسلوك‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬بالعقيدة‭ ‬وما‭ ‬يترتب‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬انحلال‭ ‬أخلاقي‭ ‬وفساد‭ ‬مجتمعي‭.‬ يقول‭ ‬الكاتب‭ ‬الأستاذ‭ ‬السيد‭ ‬زهره‭ ‬في‭ ‬مقاله‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭.. ‬تجربة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‮»‬‭ ‬ولهذا،‭ ‬تنبهت‭ ‬قيادة‭ ‬الإمارات‭ ‬مبكرا‭ ‬إلى‭ ‬الأهمية‭ ‬الوطنية‭ ‬الحاسمة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬فقد‭ ‬أطلق‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬الإمارات‭ ‬عاما‭ ‬للهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬2008،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬أطلق‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حاكم‭ ‬دبي‭ ‬الأجندة‭ ‬الوطنية‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬الإمارات‭ ‬2021،‭ ‬هذه‭ ‬الأجندة‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أهدافها‭ ‬وعناصرها‭ ‬إقامة‭ ‬مجتمع‭ ‬متلاحم‭ ‬محافظ‭ ‬على‭ ‬هويته‭ ‬وتقوية‭ ‬الوعي‭ ‬الوطني‭ ‬بمفهومي‭ ‬الانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬والولاء‭ ‬للقيادة‭ ‬وإبراز‭ ‬دور‭ ‬الآباء‭ ‬المؤسسين‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بهم‭ ‬وبالموروث‭ ‬الوطني‮ ‬وأيضا‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬الترويج‭ ‬للتاريخ‭ ‬الإماراتي‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التجانس‭ ‬الثقافي‭ ‬للدولة‭ ‬بأصولها‭ ‬التاريخية‭ ‬وأبعادها‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التسامح،‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بالأحداث‭ ‬التاريخية‭ ‬للانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬المادي‭ ‬والمعنوي‭ ‬بمنظومة‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭. ‬

مشاركة :