أشار الكاتب الصحفي محميد المحميد في عموده الرأي الثالث إلى ضرورة تكريم السائحة الإماراتية التي أثنت على البحرين وشعبها أثناء زيارتها لمملكة البحرين في إجازة عيد الفطر، ونحن نؤكد ضرورة تكريم أختنا الكريمة بنت الإمارات وهذا أقل واجب فمن يذكر البحرين بخير ويحبها ويحب شعبها ومدنها وعاداتها وتقاليدها نبادله المحبة والوفاء وهذه عادات أهل البحرين منذ قدم التاريخ وهذا ما يميز البحرين من دون باقي دول الخليج العربية إن الذي يأتي إليها لا يشعر بالغربة ولا يرغب بمغادرتها. حديث المواطنة الإماراتية وكثير من أهل الخليج الذين تحدثوا عن البحرين وشعبها والألفة التي يشعرون بها أثناء قدومهم إلى البحرين ليس بجديد ولكنه جدد في نفوسنا حبا لتراب هذا الوطن والاعتزاز به، بلا شك كل من شاهد هذه المقابلة العفوية شعر بالفخر والاعتزاز، ولعلي في هذا المقام أستثمر هذه المشاعر الجميلة التي تركها حديث الأخت الإماراتية في نفوسنا من خلال الدعوة إلى تعزيز القيم الحميدة التي امتاز بها الإنسان البحريني فكانت سمة مميزة في هويته الوطنية وعلامة فارقة في تاريخه منذ قديم الزمان وحتى يومنا هذا وستستمر بإذن الله تعالى، ولكننا بطبيعة المستجدات التي طرأت على مجتمعاتنا بدأنا نلاحظ بعض العادات المستحدثة التي أثرت على قيمنا الوطنية السمحة، عادات وسلوكيات استحدثت بسبب طبيعة الانفتاح وما جلبته لنا وسائل التواصل الاجتماعي من أفكار وثقافات دخيلة كثير منها تتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا العربية والإسلامية الأصيلة التي ترعرعنا عليها جيلا بعد جيل. فخلال متابعتي لما يغرد به المغردون في تويتر، أشار المغرد السعودي فيصل بن حثلين إلى أهمية تعزيز الهوية الوطنية لدى شباب الوطن والذي بات يميل إلى الحداثة أكثر من اهتمامه بتقاليد وهوية وطنه، وضرب بن حثلين مثالا في تمسك المجتمع الإماراتي بهوية وطنهم من خلال لبسهم التقليدي في كل المحافل وتعزيز هذا الانتماء من أعلى هرم في الدولة، فتجد السواد الأعظم من الشعب الإماراتي وكأنهم نسخ متشابهة في اللباس الوطني في كل مكان يوجدون فيه في الأسواق والعمل والمناسبات الاجتماعية والمساجد وحتى في مدرجات الملاعب الرياضية، ولعل هذه إحدى أهم السمات التي تُعزز الهوية الوطنية. اليوم البحرين ودول الخليج العربية تواجه تحديات كبيرة ولعل أخطرها فقدان الهوية الوطنية وخاصة مع تنامي أعداد العمالة الوافدة والانفتاح الذي نعيشه اليوم في ظل إنترنت ألغى الحدود بين الدول وتلاشت القيود على الهجرة وتنامي الاقتصاد الخليجي الذي أصبح يجذب العديد من رؤوس الأموال والمستثمرين والشركات متعددة الجنسيات وهذا بلا شك يُصاحبه قدوم عمالة تُدير هذه الشركات ناهيك عن الجذب السياحي وغيره بالإضافة إلى الحملات الممنهجة التي تستهدف هويتنا وهدم قيم ومبادئ مجتمعاتنا العربية وإحلالها بأخرى دخيلة لا تمت لعقيدتنا ولا لهويتنا بصلة. ما يُهدد هويتنا لا يقتصر على ما يأتينا من خارج حدود أوطاننا فقط بل هناك عوامل وتغيرات كثيرة يعيشها الجيل الحالي، فكثير منهم يطمح إلى العيش بجلباب غيره إما بتقليد شعوب أخرى لهم عاداتهم وتقاليدهم التي قد تختلف وإما لها طابعهم الخاص المختلف عن هويتنا الوطنية وعما نعيشه في مملكتنا الحبيبة وما توارثناه عن آبائنا وأجدادنا أو يتشبه بأمم أخرى بقارات بعيدة عن محيطنا الجغرافي العربي تُخالفنا ليس بالسلوك فقط بل حتى بالعقيدة وما يترتب عليها من انحلال أخلاقي وفساد مجتمعي. يقول الكاتب الأستاذ السيد زهره في مقاله «تعزيز الهوية الوطنية.. تجربة دولة الإمارات» ولهذا، تنبهت قيادة الإمارات مبكرا إلى الأهمية الوطنية الحاسمة لتعزيز الهوية الوطنية فقد أطلق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات عاما للهوية الوطنية في 2008، وفي عام 2014 أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي الأجندة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للوصول إلى رؤية الإمارات 2021، هذه الأجندة الوطنية على رأس أهدافها وعناصرها إقامة مجتمع متلاحم محافظ على هويته وتقوية الوعي الوطني بمفهومي الانتماء للوطن والولاء للقيادة وإبراز دور الآباء المؤسسين والاحتفاء بهم وبالموروث الوطني وأيضا مبادرة «الترويج للتاريخ الإماراتي» التي تهدف إلى تعزيز التجانس الثقافي للدولة بأصولها التاريخية وأبعادها العربية والإسلامية والتركيز على اللغة العربية وترسيخ قيم التسامح، والاعتزاز بالأحداث التاريخية للانتماء للوطن والتركيز على التراث المادي والمعنوي بمنظومة الهوية الوطنية.
مشاركة :