استيقظت على خبر استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، والذي صعقني وسلبني من فراشي، لأبقى جالسة أتابع الأخبار حول صحته واكتشاف تفاصيله. وللأسف جميع الصحف والصفحات عبر تطبيق “الإنستغرام” نشرت الخبر ذاته، تلك هي الحقيقة المرة التي وقعت اليوم. شيرين أبو عاقلة ليست أول ضحية يتم اغتيالها، فهناك الرسام ناجي العلي ونزار بنات، بالإضافة إلى الرئيس الراحل أبو عمار وغيرهم الكثير. كلهم ضحايا وشهداء فلسطين والفاعل هو ذاته “الاحتلال الصهيوني” . كل صوت ينطق بالحق يقتل، وكل من يدافع عن الأبرياء وأصحاب الأرض يعدم، تماما كما حدث مع الشهيدة المسعفة رزان النجار التي قتلت وهي تقوم بعملها الإنساني في مسيرات العودة عام 2018. وفي الساعة الحادية عشر صباحا نشرت صحيفة BBC العربية خبر استشهاد مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، كما وقد صرحت عن الخبر قناة الجزيرة نفسها ووكالات وصحف أخرى مضامنين مع هذه الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها أو تشويهها. حق الشهيدة لن يذهب ولن تنسى روحها الطاهرة، قامت بواجبها الصحفي بكل إنسانية وضمير، وبإخلاص ومصداقية. عملنا كصحافيين متعب ومرهق، وكذلك مخيف ومقلق، لكننا في المقابل نكشف في كل تحدي وعقبة حقيقة الأعداء والوجه البشع للقاتل والمحتل، مهما كان مقامه ومنصبه. نشرت المرابطة المقدسية هنادي الحلواني عبر حسابها في الإنستغرام فيديو يوثق ما صرحت به الشهيدة شيرين أبو عاقلة عبر قناة الجزيرة عن عملها في الصحافة: “فقط اخترت الصحافة لأكون قريبة من الإنسان، ليس سهلا ربما أن أغير الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم” وهذا دليل قاطع على أنها لم تخشى الموت، ولا مخاطر العمل والأماكن التي يتوجب عليها الذهاب لها وتوثيق الأحداث المباشرة فيها. شيرين أبو عاقلة لم تمت، فنحن سوف نتبع نهجها فيما بعد، وكل صحفي لن يصمت عن إيصال الحقيقة وصوت كل بريء وصاحب الحق. كل مظلوم ينتظر البراءة وإظهار العدالة، فالصحافة الصادقة يجب أن تعمل جاهدة على توثيق الواقع والحقيقة كما هي للعالم بأكمله، لكي يُحاسب كل من ظن بأن العدل والحق والقانون لا وجود لهم، وفي النهاية يجب على المجرم أخذ عقابه لإنهاء الإرهاب والاحتلال.
مشاركة :