رأى الفنان المصري محمد هنيدي أنّ الطفل العربي يحتاج مزيداً من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، مؤكّداً شرط الموهبة وتوافّر القضيّة للعمل عليها في هذا المجال. وقال، في إطار استضافته ونخبة من فناني العالم والمهتمين بالطفل في الدورة الثالثة عشرة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل التي تستمر حتى 22 مايو الجاري في مركز إكسبو بالشارقة، إنّنا بحاجة إلى المزيد من الأعمال السينمائيّة والتلفزيونيّة المخصصة للأطفال عربياً، وفي الوقت نفسه شدد على ضرورة توخي هدف البناء الثقافي والعمل الصادق في أعمال ترفع وتعزز نسبة الوعي لدى الطفل. وفي حوار مفتوح ضمن فعاليات المهرجان بعنوان «كوّن كونك»، قال هنيدي إنّه من المهم جداً الاستفادة من وجود التقنيات الحديثة في السينما والتلفزيون، لتأكيد عالم الخيال لدى الطفل على المستوى العربي. وأضاف أنّ الطفل بات منفتحاً على ثقافات كثيرة ومتنوعة، وعلينا أن نأخذ بالاعتبار حتمية تأثّره بهذه الثقافات وأخذه منها، وبالمقابل فإنّه من الضروري جداً أن نعزز ثقافته في أعمال تجذبه وتؤكد قيمنا وثقافتنا المميزة التي ينشأ عليها، ما يستلزم تضافر جهود جميع العاملين في هذا الحقل، من كتّاب ومنتجين وفنانين ومؤسسات وطنية. على المستوى الشخصي، ذكر هنيدي أنّه عاش طفولته في حي شعبي أثّر في تكوينه الثقافي واتجاهه نحو الفن. وقال: إنّ أيّ عمل فني يعتمد الضحك يجب أن تتخلله رسالة واعية وهادفة تصل إلى متلقيها، وهو ما يعمل عليه في إطار قضيّة أو موضوع ينمّي لدى الطفل الرؤية الجماليّة والترفيه والنظرة الإيجابيّة والمتفاعلة مع محيطه الاجتماعي. وأكّد هنيدي دور المسرح في تعزيز هذا التفاعل وتنمية الحسّ الإنساني للحضور، مبيّناً أنّه انطلق إلى عالم الفن والدراما والطفل من خلال خشبة المسرح، وأنّه عاش طفولته وتوافّرت لديه حريّة الاختيار الفني، وبالتالي فإنّ منح الطفل فرصة أن يكون أديباً أو فناناً أو في أيّ مجال آخر مسألة مهمة في مستقبله وتحقيق أهدافه. وأعرب هنيدي عن اعتزازه بدور الشارقة الثقافي، والأثر الكبير الذي يتركه مهرجان الشارقة القرائي للطفل، بتوجيهات صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تنظيم مثل هذه المهرجانات الهادفة والموجّهة للطفل.
مشاركة :