ناقش صالون «الملتقى الأدبي» رواية «ماكيت القاهرة»، في جلسة افتراضية نظمها أمس الأول، بحضور، كاتبها طارق إمام، وأدارت جلسة الحوار أسماء صديق المطوع، مؤسسة الملتقى، التي أشارت إلى أن الرواية وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية 2022، موضحة أن الرواية تتناول المفارقة ما بين الواقع والمتخيل، والوجود الفعلي لمدينة القاهرة مقابل الوجود المجازي، حيث يطلب من أحد أبطال الرواية في العام 2045 بناء ماكيت مصغر للقاهرة قبل 25 عاماً، وفي حوار شخصيات الرواية تختلط اللغة الأدبية بين العربية والإنجليزية، لتعبر عن الفترة التي تغطيها الأحداث ولتصف التكوين المعرفي للأبطال الذين يعيشون في الفترة ما بين 2011 و2045 وتعكس إحساسهم بالأشياء وما يستخدمه جيلهم من مفردات، حيث يناقش الكاتب الوضع الاجتماعي والثقافي الذي تعيشه مدينة القاهرة ويلاحق أحداثها عبر الفنتازيا. والرواية مفعمة بتاريخ أشخاص يتماهى مع تاريخ المدينة، وبجغرافية مكان سكن قاطنيه أكثر مما سكنوه. يقول طارق إمام في الرواية: «الأمكنة تخلِق قاطنيها، إن نشأت نسخة جديدة من بيت، ستنشأ نسخة جديدة من ساكن». وفي مستهل الحوار سأل الروائي الكويتي طالب الرفاعي: «ما المحرك الذي دفعه لكتابة رواية مختلفة؟» فأجاب إمام: فكرة الاختلاف مرتبطة بالكتابة، وأنا لا أدعي أنني اختلفت، لكني كنت مشغولاً بأمرين: العنصر الخرافي العجائبي من خلال التأثر بألف ليلة وليلة، وأنا تأثرت بهذا النص وإعادته بعد أن سكنني باللاوعي، والثاني الشغل على التقنية، موضحاً أن بنية الرواية عنده ممزقة، الشكل يعطي دلالة واللغة كذلك، إضافة إلى الاطلاع على التجارب الجديدة ومنها التجارب العالمية. وعن هاجس المكان وما يطرأ عليه من تغيير، أكد إمام أنه كان يخشى على القاهرة من التغيير، وهذا يحصل من عشر سنوات تاريخ بداية كتابة «ماكيت القاهرة»، وأضاف أن المدينة أصبحت بملمح جديد بين المدينة القديمة والحديثة.
مشاركة :