اتهمت الحكومة اليمنية ميليشيات الحوثي الإرهابية بتقويض فرص إحلال السلام من خلال استمرارها ارتكاب الخروقات للهدنة الأممية ورفضها تنفيذ بنودها فيما يخص الجوانب الإنسانية خصوصاً رفع الحصار المفروض على تعز، مؤكدةً حرصها على إنجاح الهدنة وأي جهود من شأنها التخفيف من المعاناة الإنسانية والوصول إلى حل سياسي شامل، بينما دعا المجلس الرئاسي الأمم المتحدة للضغط على الميليشيات للانسحاب من مدينة الحديدة وموانئها، وإحلال السلام والاستقرار في المحافظة. وقال رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، مساء أمس الأول، إن ميليشيات الحوثي الإرهابية تواصل تقويض فرص إحلال السلام في اليمن، من خلال استمرارها في ارتكاب الخروقات للهدنة الأممية ورفضها تنفيذ بنودها فيما يخص الجوانب الإنسانية، وفي المقدمة رفع الحصار المفروض على تعز. وجدد عبدالملك خلال اتصال هاتفي مع المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، حرص حكومته على الالتزام بالهدنة الأممية وتنفيذ ما عليها من التزامات بموجبها. وطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بممارسة الضغوط على ميليشيات الحوثي لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. وأكد رئيس الحكومة اليمنية، حرص الحكومة على إنجاح الهدنة وأي جهود من شأنها التخفيف من المعاناة الإنسانية، والوصول إلى حل سياسي شامل بموجب مرجعيات الحل المتوافق عليها. بدوره، جدد المبعوث الأميركي إلى اليمن، تأكيد دعم بلاده لجهود الحكومة في تنفيذ الإصلاحات والاستقرار الاقتصادي. كما أكد حرص واشنطن على إنجاح الهدنة الإنسانية ودعم جهود الأمم المتحدة والجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى حل سياسي في اليمن. في غضون ذلك، أكد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، طارق صالح، على دعم المجلس لجهود بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة لتنفيذ كامل بنود اتفاق ستوكهولم، بما من شأنه إنهاء معاناة المدنيين، وإحلال السلام والاستقرار في المحافظة. كما دعا خلال لقائه رئيس البعثة الأممية مايكل بيري، أمس، إلى الضغط على ميليشيات الحوثي الإرهابية لتنفيذ بنود ستوكهولم والانسحاب من مدينة الحديدة وموانئها، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ». وشدد صالح على ضرورة تخصيص إيرادات الميناء لدفع رواتب الموظفين وتبادل الأسرى والعمل بصورة عاجلة لفتح طريق «حيس الجراحي» من جانبها وإعادة خدمة الاتصالات. وكانت الحكومة اليمنية، اتهمت في وقت سابق ميليشيات الحوثي بالتنصل من التزاماتها بتوجيه عائدات المشتقات النفطية القادمة عبر ميناء المدينة المطلة على البحر الأحمر لتغطية رواتب موظفي الجهاز الإداري للدولة بمناطق سيطرتها، تنفيذا للهدنة الأممية. وفي سياق آخر، أكد القائم بأعمال السفير الروسي لدى اليمن، يفجيني كودوروف، أمس، على دعم بلاده للهدنة، مشدداً على أهمية التزام جميع الأطراف بكل بنودها. وقال كودوروف في تغريدة على حساب السفارة بموقع تويتر: «نود التأكيد على دعمنا للهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة ونشدد على أهمية التزام جميع الأطراف بكل بنودها، وذلك من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني في كل مناطق البلد». ودعا القائم بأعمال السفير الروسي، جميع الأطراف للعمل البناء على إيجاد حلول لتسهيل إعادة فتح مطار صنعاء الدولي. وأوضح أن فتح الطرق لتسهيل حركة المدنيين، ومن بينها محافظة تعز، يمثل أولوية إنسانية. وأردف بالقول: «من المهم أن ندرك أن احترام الهدنة خطوة ضرورية وفرصة فريدة للتوصل إلى تسوية سياسية مستدامة وتحقيق السلام في اليمن في نهاية المطاف». بدوره، جدد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس جروندبرج، دعوته للأطراف اليمنية للمضي قدماً في تنفيذ جميع عناصر الهدنة للتخفيف من المعاناة الإنسانية. وأكد أنه سيستمر في تقديم الدعم للاستفادة من الهدنة في المضي قدماً نحو حل سياسي. جاء ذلك في بيان صادر عن المبعوث الأممي في ختام زيارته لمدينة عدن، التقى خلالها رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، ورئيس الوزراء معين عبد الملك، ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح. وبحسب البيان، فقد ناقش جروندبرج وضع الهدنة والفوائد الملموسة التي قدمتها حتى الآن للمدنيين اليمنيين، خاصة الانخفاض الملموس في عدد الضحايا المدنيين. كما ركَّزَت النقاشات على سبل التغلب على التحديات، خاصة في فتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى واستئناف الرحلات التجارية من مطار صنعاء. وقال المبعوث الأممي: «على الأطراف المضي قدماً في تنفيذ جميع عناصر الهدنة بالتوازي لخفض أثر الحرب على المدنيين وتيسير حرية الحركة والتنقل للأفراد والسلع». وحث جروندبرج على العمل بشكل بنَّاء والالتزام بجميع عناصر الهدنة للتخفيف من المعاناة الإنسانية.
مشاركة :