رأى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الأربعاء في مسقط أن الوقت قد حان لعودة سوريا إلى جامعة الدولة العربية، معربا عن ثقته في قدرة سلطنة عمان على الإسهام بفاعلية في هذا الأمر. وعقدت سلطنة عمان وروسيا اليوم في العاصمة العمانية جلسة مباحثات رسمية برئاسة وزيري الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، والروسي سيرجي لافروف، الذي يقوم بزيارة إلى سلطنة عمان تستمر يوما واحدا. وإثر المباحثات، أعرب لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع البوسعيدي، عن تقدير بلاده لدور سلطنة عمان تجاه الملف السوري. وقال الوزير الروسي إن الوقت حان لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، مضيفا "نؤمن بأن السلطنة قادرة على الإسهام بشكل فاعل في هذا الأمر". وأشاد لافروف بدور سلطنة عمان في العديد من القضايا، الأمر الذي جعل من العاصمة العمانية مسقط قبلةً للعديد من اللقاءات الإقليمية الهادفة لتسوية الأزمات. وأعلنت جامعة الدول العربية في 12 نوفمبر من العام 2011 تعليق عضوية سوريا، لكن الأشهر القليلة الماضية شهدت تحركات عربية نحو دمشق بعد سنوات من القطيعة، ما اعتبره مراقبون مؤشرا على أن هناك محاولات لفتح أفق باتجاه بلورة حل سياسي يفضي إلى إنهاء الأزمة المستعصية والمتشابكة. وتعد روسيا الحليف الدولي الرئيسي للحكومة السورية منذ اندلاع الحرب في هذا البلد العربي قبل أكثر من 11 عاما. وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أكد وزير الخارجية الروسي أن بلاده تسعى إلى تعزيز التعاون التجاري مع سلطنة عمان من أجل رفع حجم التبادل بما يلبي طموحات الجانبين، وفق بيان لوزارة الخارجية العمانية. وقال إن الجانبين عازمان على تطوير هذا التعاون عبر توسيع حزمة الاتفاقيات الثنائية التي تشمل الإعفاء المتبادل من التأشيرات لمواطني البلدين واتفاقية التعاون بين المتحف الروسي والمتحف الوطني العُماني. وأضاف لافروف أنه ناقش مع الجانب العُماني سبل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والسياحة والفنون وتقنية المعلومات وغيرها من المجالات التي تسهم في تنمية العلاقات الثنائية وأهمية تفعيل لجنة العمل المشتركة بين البلدين. بدوره، قال وزير الخارجية العماني "ناقشنا مع الجانب الروسي العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك كما تطرقنا لعدد من القضايا الإقليمية والدولية"، مشيرا إلى أن سلطنة عمان وروسيا ستوقعان قريبا على اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية الإعفاء المشترك من التأشيرة لمواطني البلدين. وأكد البوسعيدي أن بلاده تدعم كل الجهود الدولية، خاصة جهود الأمم المتحدة التي تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والتأكيد على أهمية تحكيم الحوار والتفاوض حول أسباب الأزمة الأوكرانية بشكل يضمن تحقيق الأمن والسلام للجميع. وقال البوسعيدي إن سلطنة عمان تتابع باهتمام بالغ الأوضاع في أوكرانيا، وتدعو كل الأطراف إلى ضبط النفس وحل الخلافات بشكل سلمي من أجل تفادي تفاقم الوضع. وكان وزير الخارجية الروسي قد وصل إلى سلطنة عمان فجر اليوم في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا، التقى فيها سلطان عمان هيثم بن طارق. وقبل الاجتماع مع السلطان، أجرى لافروف مفاوضات مع وزير الخارجية العماني. وتأتي زيارة لافروف إلى سلطنة عمان عقب زيارة إلى الجزائر، التقى خلالها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ووزير الخارجية رمطان لعمامرة.
مشاركة :