بدأ ممثلون عن طرفي النزاع الليبي في تونس أمس الخميس (10 ديسمبر/ كانون الأول 2015) اجتماعا برعاية الامم المتحدة يستأنف الجمعة وذلك تمهيدا للمؤتمر الدولي المقرر عقده في روما الأحد والرامي لاعطاء زخم دولي للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال رئيس بعثة الامم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر للصحافيين "هذه اول مرة التقي فيها جميع افراد الحوار السياسي الليبي. خلال هذه الجلسة الطويلة شعرت بان هناك توافقا (...) على ضرورة التوقيع بصورة عاجلة على الاتفاق"، مشيرا بالخصوص الى التهديد الذي يشكله "تمدد داعش" في ليبيا. واضاف "لقد لاحظت ايضا ان هناك توافقا قويا على وجوب عدم الخوض مجددا في نص الاتفاق لان هذا الامر سيكون بمثابة فتح صندوق باندورا. (...) صحيح، الجميع لديهم تحفظات بمن فيهم انا ولكن الاتفاق موضوع الآن على الطاولة". واوضح كوبلر، الدبلوماسي الالماني الذي خلف قبل اسابيع قليلة الاسباني برناندينو ليون في رئاسة بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا، ان محادثات تونس ستتواصل الجمعة في نفس الفندق الواقع في ضاحية تونس العاصمة. وقال "سنحدد الرسائل المتوخاة في اجتماع روما. المجتمع الدولي منخرط جدا (بالازمة الليبية) ولا سيما بسبب التهديد الارهابي. يجب ان تتشكل قريبا جدا حكومة شرعية" في هذا البلد. وبحسب مراسل وكالة فرانس برس فان اجتماع الخميس شارك فيه ممثلون عن البرلمان المعترف به في الشرق، وآخرون عن المؤتمر الوطني العام وهو الهيئة التشريعية للسلطات غير المعترف بها في طرابلس، اضافة الى كوبلر ودبلوماسيين آخرين. وتاتي مباحثات تونس عقب اعلان ممثلين عن هذين البرلمانين الاحد الاتفاق على مجموعة "مبادئ" على امل تحويلها الى اتفاق سياسي بعد التصويت عليها. وينص اعلان المبادئ الذي تم التوصل اليه من دون وساطة بعثة الامم المتحدة، وهو امر غير مسبوق منذ بداية النزاع على السلطة، على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال اسبوعين واجراء انتخابات تشريعية والعودة الى احكام الدستور الملكي. وياتي هذا الاعلان في وقت تسعى بعثة الامم المتحدة الى دفع الطرفين للتوقيع على اتفاق سلام في خطوة تسعى الى تحقيقها منذ نحو عام دون ان تنجح في ذلك. وفي واشنطن اعلنت الخارجية الاميركية ان الوزير جون كيري سيرأس في روما الاحد مع نظيره الايطالي باولو جينتيلوني الاجتماع الدولي حول ليبيا. وقال نائب المتحدث باسم الوزارة مارك تونر ان اجتماع روما "سيؤكد التزام المجتمع الدولي مساعدة الليبيين على التحرك بسرعة لتشكيل حكومة وحدة وطنية". وقد دعت إيطاليا والولايات المتحدة الى مؤتمر روما لدفع الاطراف الليبية الى ان يوقعوا في أقرب وقت على اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية "كاساس وحيد لمواجهة" تنظيم الدولة الاسلامية، كما أعلن مؤخرا وزير الخارجية الايطالي. ومؤتمر روما حول ليبيا هو نسخة طبق الاصل عن مؤتمر فيينا حول سوريا. والخميس جددت باريس التأكيد على انه "من غير الممكن ترك داعش يتمدد في ليبيا". وقال وزير الدولة في وزارة الدفاع الفرنسية جان-مارك تودشيني خلال اجتماع في تونس ايضا ضم مسؤولين في وزارات الدفاع في مجموعة 5+5 التي تضم عشر دول شمال وجنوب حوض غرب المتوسط "لا يمكننا الانتظار اكثر، الوضع طارئ". وتشهد ليبيا فوضى امنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد قبل نحو عام ونصف عام بين السلطتين اللتين تتقاسمان الحكم، السلطة المعترف بها دوليا في الشرق، والسلطة المناوئة لها التي تدير طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا". ويتطلع المجتمع الدولي الى انهاء النزاع في ليبيا عبر توحيد السلطتين في حكومة واحدة تلقى مساندة دولية في مهمتين رئيسيتين: مواجهة خطر التطرف الذي وجد موطئ قدم له في الفوضى الليبية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية. ويسيطر تنظيم "داعش" المتطرف المتطرف على مدينة سرت (450 كلم شرق ليبيا)، ويسعى للتمدد في المناطق المحيطة بها.
مشاركة :