على الرغم من الأجواء غير المتفائلة التي خيمت على انتهاء زيارة منسق الاتحاد الأوروبي للمفاوضات النووية مع إيران، إنريكي مورا، فإن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد، جوزيف بوريل، ألمح إلى فك الجمود الذي غرقت فيه تلك المحادثات منذ مارس الماضي، بعد أشهر ماراثونية من النقاشات من أجل إعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015. احتمال التوصل لاتفاق نهائي فقد قال بوريل من فانغلز في شمال ألمانيا حيث يشارك في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، اليوم الجمعة، "المفاوضات كانت متوقفة وأعيد فتحها بعد زيارة مورا"، بحسب ما نقلت فرانس برس. كما أشار إلى أن رد إيران كان "إيجابيا بدرجة كافية"، بعد أن نقل المنسق الأوروبي رسالة مفادها أن الأمور لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه. وأضاف "هذه الأمور لا يمكن حلها بين عشية وضحاها... دعونا نقول إن المفاوضات توقفت ثم تحلحل الموقف وهذا يعني أن هناك احتمالية للتوصل إلى اتفاق نهائي". إلا أنه لم يوضح ما إذا كانت تلك المحادثات التي انطلقت في فيينا بأبريل العام الماضي (2021) ستستأنف في تاريخ محدد أم لا. "طريق مسدود" وكان مصدر دبلوماسي فرنسي أشار مساء أمس الخميس إلى أن مفاوضات إحياء النووي تراوح في الوقت الحالي في طريق مسدود، مبديا تشاؤمه إزاء احتمالات إحراز أي تقدم. كما أضاف أن " اتفاقاً كان جاهزاً في مارس الماضي، لكنه لم يعد في متناول الأطراف المعنية بسبب خلاف على وضع الحرس الثوري الإيراني. إلى ذلك، أبدى تشاؤماً بالتوصل لتوافق، معتبراً إيران ارتكبت خطأ باستنفاد الوقت". يذكر أن المحادثات توقفت في منتصف مارس وسط مساعي المفاوضين للعودة إلى الاتفاق التاريخي الذي فرض قيودا على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات عنها، جراء مطالبة طهران برفع الحرس الذي يتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي في البلاد، عن قائمة المنظمات الأجنبية الإرهابية من قبل الولايات المتحدة . إلا أن واشنطن رفضت هذا المطلب، مبدية استعدادها لخيار فض المباحثات دون توافق، على الرغم من تأكيد العديد من مسؤوليها تحبيذ التوصل لاتفاق يمنع إيران من مواصلة انتهاكاتها النووية.
مشاركة :